أعذروني لو لامس عيونكم بعض القلق ،أو قلوبكم قليل دهشةٍ ،أو أكثر
العيب ليس في لغتي ،لكنه في إختلاف وقفات الظروف خلف أسوار أيامنا
الفرق الوحيد بيننا ، ليس من الأفضل ولا الأقدر على لِبس درع من الصمود أمام أصناف البشر
ألوانهم المغرية ،وضحكاتهم المزيفة
أننا لانتشابه حتى في المعاناة ،حتى في القلق والبكاء
فكثير من يحبس دمعاته ، في حدود محاجر الصبر ،وقليل من يُجيد تعبئة روحه بالإبتسامة
لاأقول مصطنعة ولكن ، تُفسر ( أضحك وفي عيني دمعة )
هم أُناس تقفز بنا قلوبهم لحياة بعيدة كل البعد عن الزيف
،شريحة من البشر ،لعلنا نشركهم إبتسامتهم
فئة قد يُتقن المجتمع تجاهلهم ، وقد يُجيدو ترويض المجتمع أو لا
فئه تصرخ بداخلها كوامن المطالبة براحة ورحمة غير متوفرة بقدر كافي
هم وصوت محايد يساندهم بلن نستسلم / لن نواجه / لن نقاوم / سنحيا موتى فقط
(منفى حالك الظلمة )
وأطفال تتخلى عنهم البراءة
وآباء تجردوا من الواجب والمسؤولية ،
أب دائماً خارج نطاق الحدود ، وأم تتولاها رحمة المولى وجسد غارق بالمرض ، وقوة مسلوبة
واخيراً تُلفظ خارج حدود القلب والمجتمع
أخ وحياة مذبذبة مابين هذا وذاك
وخليط من الضياع والتشتت وإنغماس بوجع وإنكسار لاسبيل لإصلاحه
( عروس وزينة وقلب كالحجر )
تدخل المنزل وتعلن حالة إستنفار للهدوء وتقليب للامور بعين بغيضه وحقد مسموم
تُمسك زمام الأمور ، وتهدم علاقات باتت آمنه مطمئنة
لم يُدرك الصغار الأربعة ان في العالم لون غير الزهري يدعى بالأسود
وغير النور ظلام يقبع بين لحظةٍ وأخرى
( تشرد وشتات )
مابين الأب عديم المنفعة والرحمة ، والزوجة المتسلطة ، والجدة المغلوبة على أمرها
خرج لمعترك الحياة بعمر أقرب للطفولة ، من غير وعي فكر بالخلاص لنفسه
خرج بروح لاتعبق سوى بالأبيض من الأحلام وعين للمستقبل يملأها الطموح والوصول للقمة
فجأة يجد الدنيا تقف بجبروتها تتحدى كل مابقى له من أمل ، وكأنها تقول له لامكان لك بيننا
هاهو الزمن يمشي لبرهة ليعلن للصغير بأن ماهو أمامك ليس الإ صراع يجب عليك تخطيه وحدك
ومازال يحاول مرات ومرات لكن للاسف يجد الدنيا أشد تعقيداً وغلواً في تأزمها
تكالبت عليه الأمور بمساعده ظالمة من بشر يسري الشر كالشرارة في عُمق قلوبها
لم ترحم، صغره، ضعفه ، قلة حيلته ..
( فضاء غير واسع )
تساؤلات وعيون ترقُب الطريق
يكمل المسير بخطوات كان قد بداها ، ام يعلن إنهزامه مبكراً
قلبه الصغير لم يقوا على فراق إخوته وعقله لايحتمل التفكير بمصيرهم
ومازال الأب بين رغد عيشه وراحته ولامبالاه تحظى بها تصرفاته
تنكر لأبوه وهبة الرحمن له
(إعلان لليأس ومرحلة ضعف وإنكسار )
أين مسكني ؟
أين حجرتي ؟
أين أنا ؟
سامحك الله يأابي ، لما جعلتني خارج حدود قلبك ، أسترق النظرات لعطفك ،ألتمس جرعة من حب كانت
تؤنسني
أصبح يتسول الرحمة والحنان من قلوب وأرواح بل أشباح غيم عليها السواد وأمطرت كُرهاً وحقداً
ممنوع الإقتراب ، لازيارات ، ولاتبادل للحوار ، ولامجال للإعتراض والنقاش ،هكذا توسمت حياته
بطابع خالي من جميع الألوان المبهجة
( قُبيل الوداع )
وصيته كان قد كتبها بقلبه قبل قلمه
رحماك يأابي بأخوتي لاتقسو عليهم لاتجعلهم رفات وهم أحياء
طبطب عليهم وأجمعهم تحت ظلك ، لملم شتاتهم ، وأسعى لإسعادهم
الأتكفي خسارتك لي ..!
رجاءً ياأبي رجاءً
هاهو اليوم يعيش في مكان لانعلم له مصير ، ونهاية كتبها لنفسه
تجرع مرارة الوجع وأختار البعد عمن هم بحاجته
لم يكن يدرك أن أمه وإخوته كانو بإنتظار عودته وهو ينتقل لدار أخرى
لعل الله يرحمه ويغفر له
أبعاد أخرى
مجتمعات
أحلام
أيام
أوجاع
حياة
ممات
كون يتهاوى ، والحياة تعج بكثير من الوجع ..!!
طلب وتمني إجابه
دعواتكم لماجد بالرحمة والمغفرة
تحياتي لكم : رواء