هَوَاجِسْ المَطَرْ ..!~ ,؛,
[TABLE1="width:95%;background-color:black;"]
هُدُوءْ يَسُودُ المَكَانْ
لَا يُعَكّرُ صَفْوَه إلّا رَذَاذِ المَطَرُ المُتَسَاقَطُ خَفِيفَاً
بُرُودَة تتَخَلّلُ إلى عِظَامُهَا ..
فَ يَزدَادُ لَهِيبُ جِذورِِهَا اشْتِعَالًا ..!
![](http://img20.imageshack.us/img20/6907/arjwanpm5kgyy5ps.jpg)
وَقفَتْ تَحتَ سَمَاءٍ مَاطِرَة
تعْصِِفُ بِمَا حَولَهَا الغَضَبُ يَسْكنهَا
وَ رَغْبةٌ بِ الْإنْتِقَامِ تَجْتَاحُ كَيانُهَا
صَرْخَةٌ مَزّقتْ سُكُونَ أعمَاقهَا
فَ طَالَتْ بِحَرارَتهَا مَا تَراهُ أمَامَهَا
![](http://img20.imageshack.us/img20/2086/ziiiiiiiina.jpg)
لَيلٌ حَالِكٌ بِ ظُلمَتِه أغْرقَهَا فِي سُكُونِه
سَلبَهَا قَلبَا نَبَضَ بِ أوردَة الحَيَاة ..
أصْبَحَ الجَرحُ غِذَاءَه وَ الْآهَاتِ رَفِيقَه فِي سَلوَاه
كَانَ لهَا الشّمَسَ وَ الظّلْ .. الهَواءَ وَ المَاءْ
وَ المَلَاذَ مِن غَدرِِ الزّمَانْ ..
غَابتْ الشّمْسُ عَن عَالَمِهَا وَ حَلّ الظّلَامُ بِ وحَشَتهِ
[ فَ نَامَتْ نُجُومِ اللّيلْ وَ لَمْ يُلَامِسْ النّومُ جَفنَيهَا ..! ]
تُعَانِقُ عَينَاهَا دُمُوعَ أشْوَاقِهَا
امْتَصّ مَا بقِيَ لهَا مِن حَيَاة
كَ صَحرَاء تَنتَظرُ سُقيَا بَعدَ جَفَافْ
وَ نَمَاءٍ بَعدَ احْتِضَارْ ..
تَرَكهَا تَتّكِىءُ عَلى رَصِيفِ الذّكرَيَاتْ
تَقتَاتُ مَا بقِيَ لهَا مِن فُتَاتْ
[ وَ تبْحَثُ عَن بَقَايَا حُبٍ انْدثَرَ وَ مَاتْ ..! ]
كَانَتْ لَحْظةً كلّ مَا تطَلّبه الْأمْرُ مِنهَا
فَ انقَشَعَتْ غَمَامَةُ الرّوحِ مِن أعْمَاقهَا
اسْتكَانَتْ أنفَاسُهَا وَ خَمدَ وَمِيضُ عَينَيهَا
كَ وردَةِ يَاسَمينٍ فِي بَياضِهَا كَانَتْ
لَمْ يُوجَدْ فِي نَقَائِهَا وَ صَفَائهَا مِثَالًا
لَمْ تَعرِفْ لِ العِشْقِ وَطَناً وَ لَا لِ الجَرْحِ رَبِيعاً
تَغْفُو عَلى حُلمٍ يُداعِبُ وِجنَتيهَا
يَحمِلُهَا الى البَعِيدْ .. لِ عَالَم هُو عَليهَا جَديدْ
أرَادَتهُ سُبَاتَا فَ كَان لِ رَغبتِهَا مُجَابَاً
يتَنَفّسُ القَلبْ وَ يَرتَعِشُ الجَسَدْ
وَ تَغرَقُ الرّوحُ بِطَيفه وَ تَشْتَاقُ إلى أحْضَانِه
فَ تنْسَابُ دَمْعةٌ شَارِِدةٌ مِن مُقلَتَيهَا
قَطَرَاتٌ تَنْسَابُ بِخفّة وَ تَتَغلغَلُ الَى مَسَامُهَا
فَ تُذِيبُ بِعذُوبتِهَا مُلوحَة أيّامُهَا
[ وَ تُشْرِقُ شَمْسَ حَيَاتُهَا ..! ]
![](http://img692.imageshack.us/img692/7347/251e76f7f1.gif)
| [/TABLE1]
|