إصدار علاقة الاسلام بالمسيحية واليهودية!!!
علاقة الإسلام باليهودية والمسيحية قضية قديمة جديدة ضمها كتاب المستشرق الألماني المعاصر "هربرت بوسه" في كتابه (أسس الحوار في القرآن الكريم.. دراسة في علاقة الإسلام باليهودية والمسيحية).
هذا الكتاب ترجمه وقدم له الدكتور أحمد هويدي، أستاذ الأدب العبري بآداب القاهرة وصدر عن المشروع القومي للترجمة، وهو يتناول قضية التأثير والتأثر بين الأديان الثلاثة، وإسقاط مناهج نقد العهدين القديم والجديد علي نص القرآن الكريم.
جاء الكتاب في 5 فصول تبنى فيها المؤلف نظرية أن نص القرآن الكريم يعود إلى عصر، وأنه جمع في عصر عثمان بن عفان، كما تناول المؤلف قضية الوضع الديني في شبه الجزيرة العربية في عصر ما قبل ظهور الإسلام.
وأكد المؤلف على انتشار المسيحية في أطراف شبه الجزيرة العربية، مع وجود اليهود في يثرب، إضافة إلى وجود جماعات دينية أخرى مثل طائفة المعمدان المانوية والغنوصية، مما "أدى إلى تأثر الأطراف بهذه الديانات، أما وسط شبه الجزيرة والحجاز، فابتعدا عن مجال التأثير الخارجي لانعزالهما عن العالم الخارجي، مؤكدا عدم ظهور أو وجود جماعات يهودية في مكة"، كما عرضت "أخبار الأدب" للكتاب.
ويوضح المؤلف أيضا أن النصرانية لم تتمكن من تثبيت قدمها في الحجاز، هذا يعني كما يقول المترجم نفي شبهة ان النبي قد تعلم أو عرف اليهودية من خلال وسيط نصراني كما يدعي المؤلف، وأن هذا التناقض عند المؤلف واحد من التناقضات العديدة التي يقع فيها كثير من المستشرقين، وهذا التناقض يؤكد عدم وجود أدلة يقينية تؤكد اعتماد النبي على مصادر يهودية أو مسيحية أو غيرها، ولم تكن له أية علاقات مع أصحاب هاتين الديانتين قبل بعثته، مما يؤكد في الوقت نفسه على إلهية نص القرآن الكريم.
ومن الموضوعات المهمة التي عرضها المؤلف موضوع الحنفاء وانتشار عقيدتهم بين عرب شبه الجزيرة العربية، وخاصة عرب الحجاز، وهذا يؤكد كما يقول المترجم عدم وجود تأثير يهودي أو مسيحي لدى عرب الحجاز.
ثم عرض المؤلف لقضية مصدر القرآن الكريم، وهي القضية الرئيسية التي تناولها كثير من المستشرقين قدمائهم ومحدثيهم ومعاصريهم ورغم ادعاء المستشرق "بوسه" أن النبي قد أفاد من مادة العهدين القديم والجديد، فانه قد أكد وجود علاقة بين كتابات الوحي اليهودية والنصرانية من جانب والقرآن الكريم من جانب آخر.
وحول هذه النقطة تساءل د. هويدي في مقدمته إذا كان المؤلف يعتقد في وجود وحي في اليهودية والمسيحية ووجود علاقة بينهما وبين الإسلام فلماذا الادعاء بأن محمد أخذ عن اليهودية أو المسيحية؟! فالمؤكد كما يقول د.هويدي أن النبي قد تلقى وحيا إلهيا، وأن التشابه في القصص يؤكد وحدة المصدر، وليس التأثير والتأثر والاختلاف يعني بعد أحد المصادر عن النص الأصلي وغالبا ما يكون الاقدم، لأن الأحدث يأتي دائما لتصحيح الأقدم. وقد أشار المؤلف نفسه إلى أن مصدر كتب ديانات الوحي واحد.
العربية
JOKAR
|