07-01-2006, 10:06 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2789
|
تاريخ التسجيل : Feb 2006
|
أخر زيارة : 11-18-2006 (01:00 AM)
|
المشاركات :
1,947 [
+
] |
التقييم :
50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
حنان رسولنا على الذرية
عناية السنة النبوية بالذرية :
وجدنا صورًا رائعة للعِناية بالطفولة، والعطف على الذرية، والرحمة بالأولاد، فهذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:" مَن رزقه الله ـ تعالى ـ بثلاث بنات فأحسن تربيتهن أدخله الله الجنة، قالوا: واثنتين يا رسول الله قال: واثنتين. قالوا: وواحدة يا رسول الله؟ قال: وواحدة.
ويقول الحديث النبوي: " أفضل دِينار يُنفقه الرجل دينار يُنفقه على عِياله ". ثم يذكر الحديث بعد ذلك الإنفاق في سبيل الله، وحينما قارن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بين أصناف النِّساء، فَضَّلَ نساء قريش على بقية الأصناف، وجعل السبب في ذلك أنهن أكثر حَنانًا على أولادهن، وأكثر رعاية لهم من غيرهن.
ولقد عَدَّ الرسولُ إهمالَ الإنسان لولده في تربيته، أو الإنفاق عليه، أو تعليمه أو تهذيبه، أو حُسن توجيهه، إثمًا كبيرًا، فقال عليه الصلاة والسلام: "كفى المرء إثمًا أن يُضَيِّعَ مَن يَقُوت" والذين يقوتهم الإنسان هم أفراد أسرته، وأهم من فيها هم الأولاد.
وما أروع هذا التوجيه النبوي المُحمدي الذي يتمثل في الحديث الشريف القائل: "لأن يُؤَدِّب الرجلُ ولَدَه خير له من أن يتصدق كل يوم بِصَاعٍ على المساكين".
حنان الرسول على الذرية :
ومما يدلنا على حَنان الرسول على الذرية، ورحمته للأولاد، أنه كان ذات يوم يخطب بين أصحابه، وإذا الحسن والحسين يُقبلان عليه، وهما طفلان يتعثران في مشيتهما، فأوقف الرسول خُطْبته، وقَطَعَ حديثه، ونزل فحملهما في حَنان غامر طاهر، وعاد وهو يتلطف معهما، وأتمَّ خُطبته وهو يقول: أيها الناس، صدق الله العظيم: ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (الأنفال: 28 ) والله لقد رأيت ابنيَّ يجريان ويتعثران، فما أطقت حتى نزلت فحملتهما".
وذات مرة أقبل الحسن والحسين على الرسول وهو ساجد، فاعتليا ظهره، فأطال في سجوده حتى نزلا، خشيةً منه أن يُسارع بالارتفاع من سجوده فيفزعان أو يغضبان، صلوات الله وسلامه عليه.
ولا عجب في ذلك، فالرسول هو الذي كان يُصلي بقومه فيطيل الصلاة حتى تستوفي خشوعها وأركانها، ولكنه كان إذا سمع صوت طفل أسرع في الصلاة، خشية أن تكون أمه مع المصلين فتقلق على ولدها، وهو حريص على أن تُسارِع إليه لتُسكِته، وتُزيل سبب بُكائه وغضبه، وهكذا يكون الاهتمام بالأولاد.
أوجب الإسلام على الآباء الإحسان على الأولاد :
والإسلام يدعو الوالد إلى أن يقوم لولده بما يجب نحوه، فيُحسن له اختيار اسمه، ويختار له مُرضعًا سليمة صحيحة، ويختار له بيئة طاهرة نظيفة، تُبعده عن أقران السوء ورِفْقَة الانحراف، ويُعَلِّمُه أمور الدِّين والدنيا، ويُعلِّمه الكتابة والسباحة والرمي والرياضة والجهاد، وكل ما يحتاج إليه في هذه الحياة.
وهذا أحد أُمَرَاء المؤمنين يكتب إلى مُعَلِّمِ وَلِدِهِ يقول له: " صَيِّر يَدَك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة، وكُن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن، وعَرِّفه الأخبار، وروِّه الأشعار، وعَلِّمْهُ السُّنن، وبَصِّره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في وقته، ولا تَمُرَنَّ بِكَ سَاعَة إلا وأنت مُغْتَنِم له فائدة تُفيده إياها، من غير أن تحزنه فتميتَ ذهنه، وقَوِّمه ما استطعت بالرفق والمُلايَنَة، فإن أبَاهُمَا فعليك بالشِّدَّة والغِلْظَة " إلخ ...
ومن أجل الطفولة ورعاية الولد شرع الإسلام نظام النَّفقة على الأولاد، ونظام الحضانة للأولاد، ونَظَّمَ التربية للأولاد، وإذا رجعنا إلى ما كتبه علماء المسلمين في تربية الأولاد، وخاصة حُجَّة الإسلام الإمام الغزالي لوجدناهم يُعطوننا تفاصيل باهرة استمدوها من الإسلام، وكلها تدور حول صيانة الأولاد وتربيتهم وتقويم أخلاقهم.
والإسلام لا يرضى أبدًا من الإنسان أن يُنجب بذرية، ثم يترك هذه الذرية فقيرة عليلة جائعة ضائعة، ولو أنه فعل ذلك لكان مُهمِلًا لنعمة كبرى من نعم الله تبارك وتعالى، وكان غير مُقَدِّر لقيمتها، فيكون كالكافر لها، والقرآن الكريم يقول: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، وَلِئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ( إبراهيم: 7 ).
ومن اللائق بنا الآن وقد تعقدت الحياة، وكثرت مطالبها، وتعددت مطالبها، أن نتذكر أن تربية الولد الواحد تحتاج إلى مجهودات كثيرة موصولة، فكيف بتربية مجموعة من الأولاد ؟
فإذا كانت الرغبة أو الشهوة تدفع بالإنسان إلى أن يُنجب طِفلًا وراء طفل، فواجبه يقضي عليه أولًا وقبل كل شيء أن يُعِدَّ لهذه الذرية تَبِعَاتها وحقوقها ولوازمها ومطالبها، وإلا كان مُعتديًا عليها، مفرطًا في واجباتها، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ام هزاع
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|