كلنا خطاؤون

مسارات

كلنا خطاؤون

عبدالرحمن إبراهيم الموزان*


*مشاهد كثيرة من أداء الحكام قبل الجولة العاشرة من دوري (جميل) منها السلبية ومنها الايجابية، وفي كلا النتيجتين نتاج عطاء ميداني مرتبط ارتباطاً قوياً وأساسياً بقدرة الحكم وتعايشه مع المباراة ودرجة صعوبتها وأهميتها، ومقدار ما يملكه اللاعبون من ثقافة قانونية تكون عوناً لذلك الحكم في أداء واجباته من بداية المباراة حتى نهايتها، وما تفرزه بعض الحالات من اعتراض بعضهم على أكثر القرارات التي تصدر بحقه، وبعض الظواهر في ملاعبنا التي انتشرت بشكل مخيف تلك (الانبراشات) المتسمة بالقوة الزائدة المؤدية إلى الاصابات القوية وانتشار الضرب (بالكوع) في غفلة من الحكام الذين ينقصهم عامل الدقة في متابعة مجريات اللعب، واتخاذ القرار القانوني الصحيح الذي يكون كفيلاً في ردع كل معتدٍ على الآخر.

لقد تابعت مباراة النهضة والاتحاد الأخيرة التي قادها الحكم الدولي (صالات) عبدالعزيز سليمان الفنيطل وبحكم التخصص فإنه من غير الجائز أن نقول عن هذا الحكم أنه (فاشل) برغم وقوعه في اتخاذ بعض القرارات الضعيفة، وأجد له العذر لمعرفتي أن كثيراً من الحكام يفتقرون إلى المحاضرات الميدانية، وقد يكون هذا الشاب بحاجة إلى مفهوم التطبيق الميداني لمنطوق المادة (12) خاصة بما تحتويه من بنود مهمة مرتبطة بكل الأداء الميداني، وعلى الحكم الذي يبحث عن النجاح أن يكثف من الدورات الميدانية وأن لا يجعل النظري مؤهله الوحيد.

وبشفافية أخوية أقول لحكمنا أنه ربما تكون هذه المباراة وما وقع فيها من أخطاء درساً مفيداً له في مستقبل الأيام؛ لأنه ليس هناك مباراة من دون أخطاء وليس عيباً أن يخطئ الحكم، بل العيب عدم الاستفادة والعودة إلى نفس المربع الأول، وهو ما لا نتمناه للأخ الحكم عبدالعزيز الذي نتمنى له تجاوز هذه المرحلة والانتقال إلى موجه التصحيح بعقلية قانونية صحيحة، وهو ما نأمله ونرجوه له.

* أستاذ محاضر في قانون كرة القدم