ما بعد المباراة | جوارديولا يغتال أحلام بروسيا دورتموند مبكراً

ما بعد المباراة | جوارديولا يغتال أحلام بروسيا دورتموند مبكراً







التحليل الفني لكلاسيكو ألمانيا

تمكنَ فريق بايرن ميونخ من الفوز على مضيفهِ بروسيا دورتموند بثلاثية نظيفة في كلاسيكو ألماني مثير، تمكنَ من خلاله بايرن ميونخ من الإبتعاد عن غريمه بروسيا دورتموند بسبعة نقاط كاملة، محطماً رقماً قياسياً جديداً بالوصول للمواجهة 38 بدون خسارة .

في حين لم تكن ليلة سعيدة في دورتموند التي بقيت عصية لأكثر من ثلاثة بدون هزيمة من الفريق البافاري في ملعبها وخلال مواجهات البوندسليجا، حيث فرضت الغيابات الكارثية لعنتها على أداء كتيبة كلوب بالرغم من الأداء الجيد خلال المواجهة .


والآن مع تحليل لأهم النقاط الإيجابية والسلبية في هذه المباراة:

****بروسيا دورتموند | ليس بالإمكان أفضل مما كان ..

■**** إن من أهم عناصر الهزيمة التي أثرت في أداء بروسيا دورتموند هو غياب اللاعبين الأساسيين للإصابة، والتي جعلت خيارات كلوب معدومة نوعاً ما في اختياراته للتشكيلة الأساسية أو حتى في التبديلات وخصوصاً في الشق الدفاعي .

■**** تمكنَ بروسيا دورتموند من الضغط على بايرن ميونخ وإحراجه في كثير من الفرص والتي غابت عنها اللمسة الأخيرة الحاسمة في أكثر من فرصة تألقَ بالتصدي لها نوير، إلا أن مختاريان وليفاندوفسكي وحتى رويس كان بإمكانهم التعامل بشكلٍ أفضل مع تلك الفرص التي كانت بنسبة كبيرة كفيلة لتغيير مسار المباراة نحو أصحاب الأرض .
مما يعكسُ غياب الحضور الذهني واستبداله بالحماس والعزيمة الذين لم يكن كافيين لصنع الفارق المطلوب وتعويض الغيابات الدفاعية بنجاعة هجومية كانت ضرورية للفوز في المباراة .

■ كما تحدثنا بأن كلوب لم يملك الحرية في الإختيار في ظل الغيابات المتواجدة، إلا أن الزج بهوفمان وأوباميانج كان اختياراً سيئ التوقيت، حيث لم يتمكن كلاهما من إضافة المطلوب في ظل التأخر بالنتيجة، وبعد إنهيار تام في الخطوط الدفاعية التي كانت تعاني من غياب عامل الخبرة في السيطرة على الأمور عند التخلف بالنتيجة، كما هو الأمر ذاته بإخراج صمام الأمان في الإرتكاز سفين بيندر على حساب الإبقاء على جروسكرويتز في تبديل بيتشيك .

■ راهنَ يورجن كلوب على لياقة لاعبيه في وقتٍ مبكر، حيث ظهرَ التراجع البدني للاعبي دورتموند بعد مرور ساعة من المباراة، فرضَ فريق بايرن ميونخ بعدها هيمنته المطلقة في الثلث الآخير، والتي تسببت في إرباك الدفاعات البديلة وازدياد نسبة خطائهم في التغطية والمراقبة، والتي أسفرت عن الهدفين الأول والثالث، حيث استمتع كل من جوتسه ومولر بوفيرٍ من الحرية في منطقة الجزاء، في حين اكتفى مدافعي دورتموند في إعاقة رؤية فايدنفلر للكرة .

بايرن ميونخ | إستراتيجية جوارديولا الفعالة ..

■**** إن من أهم أسباب فوز فريق بايرن ميونخ بهذه النتيجة هو الجهد الكبير والواضح الذي بذلهُ جوسيب جوارديولا للمباراة، سواءاً في التحضير لها بدراسة معطياتها وكامل ظروفها، أو في أثناء المباراة بالتطبيق السليم لمراحل الخطة التي رسمها بناءاً على قراءة صحيحة وواقعية للمواجهة ومجرياتها وخصوصاً في توقيت التبديلات والأمر بالتحول نحو الهجوم أو العودة للدفاع .

فكان عنوان جوارديولا للمباراة هو (الصبر مفتاح الفرج)، والذي ظهرَ جلياً في الزج والإعتماد على قاطع ممتاز للكرة وهو خافي مارتينيز في الوسط بجانب كروس ولام، مما منحَ البايرن تماسكاً في الوسط على حساب الهجوم، بهدف إستنزاف طاقة دورتموند حتى نقطة معينة بدأت بالزج بماريو جوتسه بعد ساعة من زمن المباراة .
****

****■يُحسب لبايرن ميونخ حسن تعاملهم مع مجريات المباراة وعدم تأثرهم بالظروف المحيطة أو حتى طوفان الهجمات الخطيرة لبروسيا دورتموند .
فكانت تحركات لاعبيه مرنة جداً في التحول من الدفاع للهجوم وبالعكس دون الإستسلام أو التراجع للدفاع على حساب الإصرار في إستعادة زمام الأمور والسيطرة على منتصف الملعب .
وهذا ما قد جاء بإنتصار اليوم في التواجد في المكان المناسب في فترة تراجع دورتموند الذهني والبدني في الدفاع والوسط، فتم استغلالها بهدف جوتسه، وتبعه استغلال الإنهيار والإندفاع الفيستفالي للهجوم في الهدفين الثاني والثالث .

■ شكلت مرونة الخط الهجومي للفريق البافاري إرباكاً واضحاً لدفاعات دورتموند التي لم تكن حاسمة أمرها في اختيار اللاعب مطلوب مراقبته في الهجوم، حتى تم منح الحرية اللازمة لجوتسه ومولر في أكثر من فرصة تواجد خلالها اللاعبين بدون رقابة تذكر في عمق منطقة الجزاء .

■ شكل مانويل نوير أبرز عناصر الفوز في قدرته على التعامل مع عدة فرص محققة كادت أن تقلب مجريات المباراة لو تم استغلالها من جانب بروسيا دورتموند، في وقتٍ ظهرت به دفاعات البايرن بطيئة في العودة للتغطية وضعيفة أمام مواجهة هجمات دورتموند المرتدة وخصوصاً تلك التي كانت من جبهة ألابا اليسرى، والتي كانت عرضة للكثير من العرضيات الخطيرة .

■ بالرغم من أن هدفين من أهداف البايرن تم صناعتهما من الجهة اليمنى، إلا أن جهة روبين كانت أكثر إزعاجاً لدفاعات دورتموند، مما سمح المجال لحرية أكبر لمولر ولام في التحرك واستغلال تلك الجهة التي انهار على أعتابها الموهبة دورم .
فظهرَ آريين روبين بأداءٍ متميز، وتكفلَ في عدم منح دفاعات دورتموند الراحة طوال زمن المباراة، والذي ساعد من شأنه بالحد من تدخلات جروسكرويتس الهجومية .