عندي لكم سؤال أسأله نفسي أولآ
ماذا لو لو سمعت جرس الباب وبشكل مزعج اثناء استغراقك بالنوم...
ماذا لو رن جرس الهاتف وبصوت مزعج....او جرس المنبه........
هل؟؟ ستواصل نومك ؟أم ستهب من فراشك لتري من الطارق؟
الأجابة حتمآ
نعم ....ستسرع لا تلقى للنوم بالآ.......
ولكن...
لن اقول لو علمت ..لأنك تعلم ذلك جيدآ......
أن هناك ضيفآ...ينتظرنا كل ليلة......
ينتظرنا لكي يلبي دعواتنا.......
ويتلذذ بتعبدنا بين يديه ....
والتقرب إليه، والانطراح إلى جنابه،يستمد منه العون، يستلهم منه التوفيق،
قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا
نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ....[المزمل:1-6].
إنها دعوة السماء، وأمر الكبير المتعال قم.. قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك. قم للجهد والنصب والكد والتعب. قم فقد مضى وقت النوم والراحة.. قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد..
وإنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزع المؤمن من دفء الفراش، ولذة النوم ...لتدفع به الى مناجاة ربه عز وجل....وما اعذبها من مناجاة.....
ركعات السحر....
تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، قد لايجدها العبد في صلاة النهار وذكره، والله الذي خلق هذ القلب يعلم مداخله وأوتاره، ويعلم ما يتسرب إليه، وما يوقع عليه، وأي الأوقات يكون أكثر تفتحاً واستعداداً وتهيئاً، وأي الأسباب أكثر تعلقاً، وأشد تأثيراً فيه.
وركعات السحر....
عبادة تصل القلب بالله تعالى ، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش .
ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ، وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى : { أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } .
هيا معي في سطور قليلة نرى الصحابة والسلف الصالح كيف كانوا يحرصون على قيام الليل...
لقد كان السلف يتلذذون بقيام الليل ، ويفرحون به أشد الفرح ،
قال عبد الله بن وهب : كل ملذوذ إنما له لذة واحدة ، إلا العبادة ، فإن لها ثلاث لذات :
إذا كنت فيها ، وإذا تذكّرتها ، وإذا أعطيت ثوابها .
وقال محمد بن المنكدر : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعة .
وقال ثابت البناني : ما شيء أجده في قلبي ألذّ عندي من قيام الليل
وقال يزيد الرقاشي : بطول التهجد تقر عيون العابدين ، وبطول الظمأ تفرح قلوبهم عند لقاء الله .
وقال أبو عاصم النبيل : كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته .
وعن القاسم بن معين قال : قام أبو حنيفة ليلة بهذه
الآية { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر }
يرددها ويبكي ، ويتضرع حتى طلع الصبح .
وقال إبراهيم بن شماس : كنت أرى أحمد بن حنبل يُحيي الليل
وهو غلام . وقال أبو بكر المروذي : كنت مع الإمام
أحمد نحواً من أربعة أشهر بالعسكر ولا يدع
قيام الليل وقرآن النهار ، فما علمت بختمة ختمها ،
وكان يسرّ ذلك .
وكان الإمام البخاري : يقوم فيتهجد من الليل
عند السحر فيقرأ ما بين النصف إلى الثلث من القرآن ،
فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال .
وقال العلامة ابن عبد الهادي يصف قيام شيخ الإسلام ابن تيمية :
وكان في ليله منفرداً عن الناس كلهم خالياً بربه ،
ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن ، مكرراً لأنواع
التعبدات الليلية والنهارية ، وكان إذا دخل في
الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة .
وقال ابن رجب في شيخه الإمام ابن القيم :
وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى ،
ولم أشاهد مثله في عبادته وعلمه بالقرآن والحديث
وحقائق الإيمان . وقال الحافظ ابن حجر يصف شيخه
الحافظ العراقي : وقد لازمته ، فلم أره ترك
قيام الليل بل صار له كالمألوف .
ولنساء السلف شأنآ أخر.....هيا معي ...نتلذذ بقرآة هذه السطور...
وكان نساء السلف يجتهدن في قيام الليل مشمرات للطاعة ،
فأين نساء هذه الأيام عن تلك الأعمال العظام؟؟؟
قال عروة بن الزبير أتيت عائشة رضي الله عنها يوماً لأسلم
عليها فوجدتها تصلي وتقرأ قوله تعالى :
{ فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم } ترددها وتبكي ،
فانتظرتها فلما مللت من الانتظار ذهبت إلى
السوق لحاجتي ثم رجعت إلى عائشة فإذا هي
على حالتها الأولى تردد هذه الآية في صلاتها وتبكي .
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال لي جبريل :
راجع حفصة فإنها صوامة قوامة . رواه الحاكم ، .
وقامت معاذة العدوية من التابعيات الصالحات
ليلة زفافها هي وزوجها صلة بن أشيم يصليان إلى الفجر ،
ولما قتل زوجها وابنها في أرض الجهاد ، كانت
تحيي الليل كله صلاة وعبادة وتضرعاً ، وتنام بالنهار ،
وكانت إذا نعست في صلاتها بالليل قالت لنفسها :
يا نفس النوم أمامك .
وكانت حبيبة العدوية إذا صلت العشاء ، قامت على سطح دارها
وقد شدت عليها درعها وخمارها ، ثم تقول
: إلهي ، غارت النجوم ، ونامت العيون ، وغلقت
الملوك أبوابها ، وبابك مفتوح ، وخلا كل حبيب بحبيبه ،
وهذا مقامي بين يديك ، ثم تقبل على صلاتها
ومناجاتها لربها إلى السحر ، فإذا جاء السحر قالت
: اللهم هذا الليل قد أدبر ، وهذا النهار قد أسفر ،
فليت شعري هل قبلت مني ليلتي فأهني ، أم رددتها علي فأعزي .
وقامت عمرة زوج حبيب العجمي ذات ليلة تصلي من الليل ،
وزوجها نائم ، فلما دنا السحر ، ولم يزل زوجها نائماً ،
أيقظته وقالت له : قم يا سيدي ، فقد ذهب الليل ، وجاء النهار ،
وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل ،
وقوافل الصالحين قد سارت أمامنا ، ونحن قد بقينا .
ملحوظه / ملطووووش