السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المـشـهــــد الأول :
إختلطت الأصوات . وتعالت الضحكات في أحد المجالس النسائية ؛ ذلك أن ّ إحداهن ّ تصدّرت المجلس فبدت كمهرِّج :
فلانة ٌ ثوبها مُضحك وذوقها سيء !!
وفلانة ٌ مشيتها كذا وكذا . أمّـا تأتأة ُ لسانها فهي العجب العُجاب !!
المـشـهـد الـثـانـي :
تجمّع الشباب وصوت ُ قهقهاتهم يـهز ّ المكان
لاعجب .
ففي هذا المجلس ( فلان ) المشهور بتقليد الأصوات والحركات :
ففـلان الأعرج مشيته كذا .!
وفلان ٌ الأحمق صوته كذا .!
وذاك أقرع .وذاك جبان , و و !!
هذان المشهدان
همــــا صـورة لما يدور في كثير من مجالس الرجال والنساء ممّـــــــن غلبت عليهم الغفلة ، واستـحـوذ عليهم الشيطان ، وضعُـف في قلوبهم مراقبة الرحمن
هـــــؤلاء هـــــــــــــــــم : آكِـلُـوا لـحُــــوم الـبـشـــــــر
إنـــــهـــــــــم : الـمُـغـتــابُـــــــــون
الذين قال فيهم جل ّ وعـلا ( أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه )
فيا أيها المغتـــــــــــاب : هذه همسـة ُ مشفِق .ونصيحة ُ مُـحِـب ّ
أيهــــا المُـغـتــــاب : إنِّـي أُخـاطِب ُ فيك إيمانك بالله القـائـل جل ّ في علاه ( مـايـلفـظ ُ من قول ٍ إلا ّ لديه رقيب ٌ عتيد )
والقـائـل ( أم يحسبُون أنّـا لانسمع ُ سرّهم ونـجـواهم . بلـى ورُسُلنا لديهم يكتُبُون )
وأُخاطبُك بـقـول ِ مـن ْ إرتـضـيـتـه ُ نبيا ً ورسولا ً ( إن ّ العبد َ ليتكلم بالكلمة ِ ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب )
والقائل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( وهل يكب الناس ُ في النار ِ على وجوههم إلاّ حصائد َ ألسنتهم ) !
فـاتّـقِـي الله _ أُخـي ّ َ _ ولا تجحد نعمة اللسان والبيان
صـُـــن ِ الـنِّـعـمـة وارعها .
واشـكـر مـن ْ تـفـضّـل ووهـب .
أخي _ يا هداك الله _ لاتُـرخ ِ العنان َ للِّســان . فيسلك بك الشيطان في كل ِّ ميدان . ويسوقك إلى شفا جُرُف ٍ هار ٍ إلى أن يضطرك َ إلى البـوار .
قـيِّـد لسانك بلجام الشرع . ولا تـُـطلقه ُ إلا ّ فيما ينفعك في الدنيا والآخرة ( فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وآتـِـي للناس الذي تُحب ّ أن يُـؤتُـوه لك كما قال صلى الله عليه وسلم ( فمن أحب ّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتِه منيته وهو يُـؤمن بالله واليوم الآخر . وليأت ِ للناس الذي يُحب أن يُؤتَى إليه ) أخرجه مسلم
وهـاهـو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول ( والله الذي لاإله إلا ّ هو ليس شيء أحوج من طول ِ سجن ٍ من لسان ) .
أو َ ما سمعت ـ أخي ـ قول الله عز وجل ّ ( سنكتب ما قالوا ) ؟
سأل سفيان بن عبد الله الثقفي نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ما أخوف ما تخاف علي ّ ؟
فأخذ بلسانه وقال : هـــــــذا .
بل إن ّ جوارح الإنسان كلها مرتبطة ٌ باللسان في الإستقامة أو الإعوجاج .
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أصبح ابن أدم فإن ّ الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول ( إتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ) .
*** أخي يا من ترجو رضى الرحمن :
أو َ ما تعلم أنك بلسانك تتقرب إلى أرحم الراحمين !. أُذكر ربك بلسانك وجنانك تكسب الحسنات والثمرات,, وتكُـفّـه ُ عن الزلاّت .
ثقِّل ميزانك وتحبب إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده . سبحان الله العظيم .
اغرس بساتين في الجنان : سبحان الله العظيم وبحمده
اكسب ألف ٌ من الحسنات في دقائق ولحظات : سبحان الله ( مئة مرة ) .
تقرّب إلى مولاك واقرأ ( ألم )
ألم تسمع بقول نبيك ( مـن ْ قرأ حرفا ً من كتاب الله فله به حسنه . والحسنة ُ بعشر أمثالها . لاأقول : ألم حرف ! . ولكن ألف حرف ولام ٌ حرف وميم ٌ حرف )
ومجالات الخير في هذا الباب كثيرة ٌ جدا ً ويكفي ما ذكرته لأِدِّل على المقصود .
*** أخي _ يا هـداك الله _ لـقـد وصـف الله المغتاب بأبشع الأوصاف ! وصفه بمن يأكل لحم أخيه ووهو ميت !
قال تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيُحب ُّ أحدكم أن يأكل َ لحم َ أخيه ِ ميْتا ً فكرهتُموه ) .
ألا وإنِّـــــــــــي مُـشـفِــق ٌ عليــــك من عـذاب الـجـبـار
أخي : أرعني سمعك
يقول صلى الله عليه وسلم لما عُرِج بي مررت ُ بقوم ٍ لهم أظفار من نحاس يخمـشُون وجوههم وصدورهم فقلت ُ : من ْ هـؤلاء ِ يا جبريل ؟؟
قال : هــؤلاء ِ الذين يأكلون لحوم الناس ويقـعـُـون في أعراضــهـم ) .!
أخي / فالأمـر ُ جِـد ُّ خـطِـيــــــــــر .
وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى عن عمر بإسناد ٍ صحيح حينما اعترف ماعز ـ رضي الله عنه ـ بالزنا ومُـثِّـل أمام َ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريد ُ منه أن يُطهِّـره ُ من الذنب بإقامة ِ الحد ّ عليه فرُجم َ حتى مات .
فسمِـع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول ُ أحدهما لصاحبه ِ : ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه ُ نفسه ُ حتى رُجِـم رجـم ال************ !!
ثم سار َ النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر ّ بجيفة ِ **************** فقال : أين فلان ٌ وفلان ؟ إنـزلا فكُـلا من جيفة ِ هذا ال**************** !
قال : غفر الله ُ لك يارسول الله وهل يُؤكل هذا ؟
قال : فما نلتما من أخيكما آنفا ً أشد ّ أكلا ً منه والذي نفسي بيده إنه ُ الآن في أنهار الجنة ِ ينغمس ُ فيها )
ــ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح ٌ منتنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتـدرون ماهذه الريح ؟؟
هـــــذه ريـــح ُ الذيــــــــن يـغـتـابُـون المـؤمـنـيــــن ) .
*** أخي _ يا غفر الله ُ لك _ ينادي حبيبك صلى الله عليه وسلم فأنـصِـت :
(( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لاتغتابوا المسلمين , ولا تتبّعُـوا عوراتهم , فإنه من ْ تتبّـع عورة أخيه المسلم تتبّـع الله عورته ومن تتبّع الله عورته يـفـضـحـه ُ ولـو في جـوف ِ بيته )
بـِـربِّـك َ ألا يـقـشـعِـر ُّ بـدنُـك َ لِـهـول ِ ما سـمـعـت !!!!
ألا تذرف ُ عيـنـيـك َ علـى ما اقــتـرفـت !!!!
ألا تُنـأدِي مِـن أعمـاق قلبك ِ رباااااه ُ تُـبـت ُ وأقلعت !!!!
*** أخي يامن ْ سرى حب ّ الإسلام في عروقك :
ينادي ربك ومولاك ( وتُـــــوبُـوا إلى الله جميـعــــا ً أيها المؤمنون )
فأقبِــــــل يُـقـبِـل ُ الله عليك
أقـــلـــــــع
وانـــــــــدم
واعـــــزم
وتـحـلّـل
واسـتـغـفـر
وإليك البشارة ( إلا ّ من ْ تاب َ وآمن َ وعمِل عملا ً صالحا ً فأولئك َ يُبدِّل ُ الله سيئاتهم حـسـنـــــــات )
*** أخي _ يارعاك الله _ ختـامـا ً :
احذر سوء الظن ّ فإنه غيبة ُ القلب
واعتزل مجالس الثرثرة .
وقـاطِـع مجالس السخرية , والإستهزاء والإحتقار
وتبرأ من مجالس الإفك . ومجالس الطعن
وطُـوبـى لمن كان مفتاحا ً للخير .
وويـل ٌ لمن كانت مفاتيح الشر على يديه
هـــذا والله تعالى أسأل أن يحفظنا وإياكم من كيد الشيطان ومزالق اللسان . إنه سميع ٌ مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قد قلت ُ ما قلت إن صوابا ً فمن الله وحده .وإن خطأ فمن نفسي والشيطان . وأستفغر الله منه
دعواتكم الطيبه
وردة العين