التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | المشرفة المميزه |
متى!
بقلم : ريم الشمري |
قريبا |
كلمة الإدارة |
|
|
|||||||||
|
||||||||||
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-11-2025, 09:35 AM | #1 |
مشرف
ملكة الإستطبل
|
أرواح بين العادات والمصير
مقدمة:
في كل زاوية من هذا العالم، حيث تلتقي الأقدار وتفترق الأحلام، هناك قصص خُطّت في زوايا الزمن وأثقلها صمت المجتمع. وبعض هذه القصص، رغم الصعوبات التي تعترض طريقها، لا تموت بل تتناثر كحبات اللؤلؤ بين صفحات التاريخ، لتظل حية في ذاكرة الذين لا يقبلون العيش إلا على أنغام الحب الطاهر. قصة واقعية مالك وليلى واحدة من تلك القصص التي بدأت في قلبين ينبضان بالحياة، ثم أُغلقت أبوابها بإحكام خلف جدارٍ لا يعرف الرحمة الفصل الأول: “نظرة لا تنسى” في زاويةٍ بعيدة من العالم، حيث تنام القرى على أكتاف الجبال، وتنمو القلوب على خجلٍ مستتر بين العادات والتقاليد، وُلدت قصة “مالك” و”ليلى”. لم تكن قصة حبٍ عادية، بل كانت قصيدةً خُطّت في سماء القدر بحروفٍ من نار، لا تعرف الانطفاء مهما عصفت بها الرياح. “مالك” كان شاباً تنبض روحه بالشغف، ينتمي لقبيلةٍ عريقة تفخر بأصولها كأنها تاجٌ لا ينزعه الزمن. و”ليلى”، تلك الفتاة البسيطة التي وُلدت في أسرةٍ لا تُحمل ألقابًا ولا أنسابًا، لكنها حملت في عينيها سماءً بأكملها. كانت فتاةً عادية في أعين الناس، لكنها استثنائية في عيني “مالك”. أحبها كما يحب العصفور حريته، بلا قيدٍ ولا شرط، كأنها نافذته الوحيدة إلى الحياة. كان أول لقاء بينهما مجرد نظرة عابرة، لكنها نظرة كانت كالعاصفة في أعماق “مالك”، وجعلت قلبه ينبض بأحلامٍ جديدة لا يعرف كيف يرويها. تحت شجرة السدر العتيقة، حيث كانت الحكايات تُروى بمرور الأوقات، كان هو يهمس لها: “ليلى، أنتِ أكثر من مجرد حب. أنتِ روحي التي تشتعل في جسدي كلما أغمضت عيناي. إن كنتِ ستغادرين، فخذيني معك.” الفصل الثاني: “قيود الأرض” لكن تلك الأرض التي ولدت فيها القلوب كانت تحمل قوانينها الخاصة، قوانين تقيّد الحب قبل أن يزهر. وكان حينها، عندما عرف أهل “مالك” بحبه، اجتمعت العائلة كما يجتمع القضاة لإصدار حكمٍ لم يكن قابلاً للطعن. “كيف لك أن تحبها؟ هي ليست منا! اسمها لا يناسب أن يُقال مع اسمك.” كانت كلماتهم كختمٍ على جدارٍ لا يمكن تحطيمه. شعرت كأنها سكاكين أدمت قلب “مالك” وتركته يرتجف. بعد صدور الحكم النهائي من عائلته، وجد نفسه في حالة من الارتباك، يتنقل بين العيون التي كان يحاول البحث فيها عن شيء واحد فقط: قليل من الرحمة. لم تكن هنالك سوى الوجوه الثابتة التي لم تمنحه سوى الرفض. كان يعلم في قرارة نفسه أنه لن يكون قادرًا على تغيير شيء، لكن جزءًا منه كان لا يزال يقاوم ما تم فرضه عليه. وقرر في تلك اللحظة أن يهرب، أن يذهب إلى ذلك المكان الذي يلتقي فيه بليلى حيث لا عيون تراقبهم، حيث لا عادات تحدهم. كانت هناك شجرة السدر التي شهدت العديد من الوعود. الفصل الثالث: “لحظة الوداع الأبدي” وفي تلك اللحظة التي شعر فيها أن قلبه قد كسر إلى أجزاءٍ لا يمكن جمعها، ذهب إليها. خرج من المنزل، قاصدًا ذلك المكان الذي كان يحمل كل وعدٍ وعهدٍ بينهما. كان يعلم أنه يهرب من مصيره، لكنه كان يبحث عن أي فرصة للهرب من هذا الواقع المرير. أخيرًا، وصل إليها. كانت هناك، في نفس المكان الذي اعتادا أن يلتقيا فيه، تحت شجرة السدر، التي كانت تروي لهم أحلامًا جَعلتها الرياح تتناثر وتذبل. عندما التقت عيونهم، شعر كلاهما بأن الزمن قد توقف، وأن العالم كله قد اختفى. لم يعد هناك شيء حولهما سوى ذلك اللقاء الذي كان يشبه لحظة الوداع الأبدي. وقفت “ليلى” أمامه، والدموع في عينيها لم تعد تملك نفسها. كان قلبها يعرف أن هذا هو اللقاء الأخير بينهما، لكنه كان مؤلمًا أكثر مما توقعت. قالت “ليلى” بصوتٍ ينساب بين أنفاسها المكسورة: “مالك، لماذا هذا السكوت؟ لماذا تعذبني بهذا الصمت؟ قلبك بين يديك وأنا هنا، أنتظرك أن تقول كلمة واحدة تنقذني من هذا الفراغ. لماذا تترك حبي يموت بين حنايا قلبي؟” ثم تابعت بلهفةٍ مفعمة بالمرارة: “ألم يكن حبي لك يستحق منك التضحية؟ كيف لم تضحِ من أجل قلبي الذي ملكك؟ كيف لم تشعر بلهفتي لك، وأنت الذي كنت تعرف أنني لا أعيش دونك؟” الفصل الرابع: “بين قلبين وألف ألم” كانت عيناها قد امتلأتا بالدموع التي تمردت على قدرتها على الإخفاء، لكنها لم تبكي بعد. قالت بصوتٍ مخنوق: “لماذا تصمت؟ ألم تكفِ الوعود التي خرجت منا؟ هل بقي شيء بعد كل هذا؟” لم يستطع “مالك” أن يجيبها. كانت كلماته تائهة في حلقه، مثل الأوجاع التي لا تنتهي. فقط بكت عينيه، وتكلم قلبه بصمت. أخذ خطوة نحوها، وكأن يده تعجز عن لمسها، وكأن العالم كله يضغط على قلبه ليجعله يبتعد. لم يكن بينهما سوى تلك اللحظة الحزينة. لحظة الفراق التي كانا يعلمان أنها قد حانت، رغم أن كلاً منهما لا يريدها. مالك: “كل ما أريده هو أن أكون معك، لكنني عجزت عن مقاومة قوانين هذا العالم. أنا لا أستطيع أن أراك تتألمين من أجلي أكثر.” ليلى: “لقد أعطيتك قلبي، ولم يكن ذلك كافيًا. هل كانت العادات أقوى من حبنا؟ هل كان يجب علينا أن ندفن كل شيء في أرض لا تعترف بالأحلام؟” الفصل الخامس: “الرجوع إلى الفراغ” وقفت اللحظة بينهما، وكل منهما يعرف أن القدر لا يرحم، وأن حبهما لن يُكتب له أن يكون. كانت الدموع تتساقط من عيني “ليلى” وكأنها حبات الماس تتناثر على قلب “مالك”. وكلما حاول أن يقول شيئًا، كانت كلماتها تلتهمه بألم شديد. قبل أن يلتف، قال لها بصوتٍ منخفضٍ وهو يبتعد: “وداعًا، حبيبتي ليلى. إن لم أكن لك، فليكن حبنا هذا ذكرى لا تذبل.” بكى “مالك”، بكت “ليلى”، لكن العادات لم تبكِ، بل وقفت كالطوفان لتقتلع الحب من جذوره. ورغم تمرده، وجد “مالك” نفسه مجبرًا على الزواج من “نورا”، ابنة عمّه التي كانت تجسد كل ما يرضي العائلة. كانت “نورا” جميلة الشكل والقلب والروح، لكنها وجدت نفسها في معركةٍ مع شبح “ليلى”. لم تكن تعلم أن قلب “مالك” لم يكن معها، بل كان يعيش في مكانٍ آخر، حيث ليلى تُنشد الحب الذي لم يكتمل. ورغم محاولاتها المستميتة، لم تستطع أن تُطفئ نار الغياب. وبعد أشهر طويلة من العذاب، وقفت أمامه وقالت بكل ثقة: “مالك، أنا لستُ كأي فتاة أنا ابنة عمك، ولا أستحق أن أكون ظلّ حبك الأول. أنا أعلم أنك لم تمسّني احترامًا لي، لكن هذا الاحترام لا يكفيني. ارحل إلى حبك، حتى لو كان بعيدًا. فأنا لا أريدك جسدًا دون روح.” الفصل السادس: “الذكريات التي لا تموت” تركها “مالك”، وانفصلا عن بعضهما، وترك معها أحلام العائلة التي طالما أرادت أن تكون “نورا” هي الخلاص من هذا الصراع الأبدي. ورغم أن “مالك” كان يعيش في دوامة من الحزن والانكسار، كانت العائلتان قد سطرّت كلّ شيءٍ في دفتر الحياة وفق ما يرضي تقاليدها البالية، وكان ذلك على حساب قلبين لم يلقيا من العالم سوى الرفض. كانت الخلافات بين العائلتين تتراكم كجدارٍ لا يستطيع أحد تحطيمه، وصراعات قديمة، تتوارثها الأجيال بلا رحمة، حتى أصبح الحب نفسه رهينة تلك الحدود التي رسمتها الأيدي التي لا تعرف إلا الحكم القاسي. بينما كان “مالك” يجر أذيال الخيبة، كان يجسد في قلبه خيانة من نوع آخر: خيانة حبه الذي قُتل بدم بارد على مذبح العادات، وخيانة وجوده في عالم يفرض عليه ما لا يحب. وبينما كانت “نورا” تسير على طريقٍ مرسومٍ لها، كانت عيون “مالك” تبحث عن “ليلى” في كل زاوية، لكنه لم يجدها إلا في خيالاته، وفي الأحلام التي ماتت قبل أن تولد. عاد “مالك” إلى حيث كانت “ليلى”، لكنه لم يجدها. كان المكان الذي جمعهما بأحلامهما الأولى فارغًا، كأن الزمن قد ابتلع كل شيء. من حديث الأهالي في القرية، علم أنها رحلت مع عائلتها إلى مكانٍ بعيد، وسمع كلماتها الأخيرة تتناثر في الهواء كأغنية حزينةٍ لم تكتمل. ورغم ذلك، ظل قلبه ينبض باسمها وكأنها هناك، يراها في كل زاوية، ويسمع صوتها في كل نسمات الرياح. الفصل السابع: “قلب لا ينكسر” مضت الأيام، ولم يتوقف عن حبها، ولكن قدَرَه ظلّ يشده نحو قبيلةٍ لا تعترف إلا بالواقع المرير. وكلما نظر إلى العيون التي تمتلئ بالأسئلة، كان يجد نفسه أكثر ضياعًا. وفي عزلته، كان يكتب القصائد التي لن تسمعها أبدًا، إلا في أحلامه التي ظلّت تلاحقه. أما “نورا”، فقد كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا من قلبه، لكنها كانت تعيش وتنتظر. وفي كل لحظة كانت تردد في نفسها: “كيف أعيش بدون أن يُشعل أحدهم قلبي؟” وهكذا، انقضت أيامهم كما ينطفئ الشمع تحت ثقل الزمان، لكن الحب الذي جمعهم ظل مشتعلاً في الأعماق. لم يختفِ، بل بقي مشعًا في الذاكرة، كنجمةٍ بعيدة ما زالت تلمع رغم السنين. قصة حبهم أصبحت حكاية يتناقلها الناس، تذكرهم بأن هناك دائمًا قلوبًا تُكسر بسبب مجتمعٍ قاسي، وأحلام تُحطم بلا رحمة. حبٌ كان قادرًا على أن يُضيء العتمة بأسره، لكنه بقي في الظلال، لا يراه سوى من يملكون قلوبًا مفتوحة. بقلم اسكادا: بين سطور هذه الحكاية، سافرتُ مع أرواح أُنهكت بين العادات والمصير. كتبتها بقلبي قبل قلمي، وكأنها نافذة أطلّ منها على قصصٍ كثيرة لم تُروَ. ليست هذه القصة حكاية مالك وليلى ونورا فقط، بل هي نبض كل قلبٍ عاش حبًا أكبر من واقعه، وصرخة كل حلمٍ لم يحتمل قسوة العادات. كتبتها لأُذكّر نفسي والقارئ أن الحب، وإن لم ينتصر في الواقع، فإنه يبقى خالدًا في ذاكرة القلوب. أنا، مجرد راوٍ لصدى أرواحٍ علّمتني كيف أكتب بالألم قبل الحروف. |
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ما سيحدث بعدها..!
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 5 | |
, , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|