|
|
التميز خلال 24 ساعة | |||
![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
بقلم : ![]() |
![]() |
قريبا![]() |
كلمة الإدارة |
![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
مشرف
ملكة الإستطبل
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
الفصل الأول
تمهيد: يُقال إن أعقد الحكايات ليست تلك التي نرويها، بل تلك التي نعيشها بصمت. حكاياتٌ تمسكها الأنفاس ولا تُقال، حيث تتشابك المشاعر كخيوط واهنة، متينة في ظاهرها، لكنها في باطنها وعود معلّقة على حافة الانهيار. نحن لا نختار أن نكون أبطال قصصنا، لكنها تختارنا، ترسم ملامحنا، وتقذف بنا في دوامات لا نجيد السباحة فيها. وهكذا، نجد أنفسنا عالقين في دوائرٍ مفرغة بين الحلم والواقع، بين الأمل واليأس، نعيش أشياءً لا نعرف كيف نضع لها اسماً، ولا كيف نواكبها. هذه ليست مجرد حكاية حبّ كما قد يتوهم البعض، وليست حكاية خيانة كما قد يخطر في بالك. بل هي قصة أولئك الذين علقوا بين الحياة التي أرادوها والحياة التي كُتبت لهم، بين الأحلام التي يحاولون الإمساك بها، والفقد الذي يلتهمهم. “ظلال الوداع” ليست مجرد رواية، بل مرآة تعكس وجوهًا تاهت عن نفسها، وأقدامًا وقفت على تخوم القرار الأخير، تتساءل: أي الطريقين أقل وجعًا؟ في قلب المدينه: في مدينةٍ لا تعرف الهدوء، حيث تتشابك ناطحات السحاب مع السحب، وتلتقط الأضواء من كل زاوية تومض فيها، كانت “مريم” تسير في حياتها على أوتارٍ ضيقة، كأنما هي في رقصةٍ بين العزف والنشاز. حياتها كما يراها الجميع، مُكتملة، ولا ينقصها شيء. زوجٌ مثالي، منزلٌ راقٍ، أطفالٌ يشعلون المكان ضحكًا وحيوية، ومدينة تنبض بالحياة تحت أضوائها الخافتة. لكن هذه الصورة كانت مجرد قشرةٍ رقيقة، تخفي في باطنها حقيقةً أخرى. مريم كانت تُخفي قلقًا مستمرًا داخلها. إنها تعرف أن هناك شيئًا ما ينقصها، شيءٌ لا تستطيع تحديده، لكنه حاضرٌ في كل لحظة من حياتها. وداخل نفسها، كانت تتساءل: هل فعلاً هي سعيدة؟ هل هي فعلاً تعيش الحياة التي اختارتها؟ أم أن تلك الإجابات التي تقولها لها الجموع، هي مجرد صدى للعالم الذي يرفض أن يرى ما هو أعظم مما يظهر؟ ثم جاء “عمر”. رجلٌ يشيع حوله الاستقرار، يظهر كأنه شخص قد أُعد ليكون الزوج المثالي في هذا العالم الفاخر كان لا يهتم سوى بتحقيق النجاح، ولا يعرف عن العواطف أكثر مما يعرف عن الطقس. لكنه في نظر مريم، كان شخصًا يشبه جدارًا صلبًا؛ لا يدري كيف يعبّر عن مشاعره، ولا يعرف كيف يفهم أحاسيسها. كان حريصًا على أداء واجباته الزوجية، لكنه كان يفتقر إلى شيء أساسي: القدرة على أن يكون قريبًا منها. كان عمر رجلًا منطقيًا، عمليًا، يرى أن الحب هو مجرد خطوة تالية في رحلة الحياة. بالنسبة له، لا حاجة للمزيد من المشاعر الزائدة أو العاطفة الحارقة. كانت العلاقة بينهما محاطة بأسوارٍ من الأنماط الاجتماعية، دون أن يكون هناك ارتباط حقيقي في أعماق القلوب. لكن مريم، في داخله، لم تكن تشعر بذلك. كانت تذوب في صمت، في وحدةٍ لا يُمكن رؤيتها. كان عمر موجودًا، لكنه لم يكن هناك، كظلٍ يرافقها دون أن يُلامس قلبها. وبينما كانت مريم تحاول الخروج من هذه المتاهة، دخلت حياتها “خالد”. خالد، الذي بدا وكأنه قادم من عالمٍ آخر. رجلٌ يحمل في عينيه بريق المغامرة، وفي صوته دفءٌ لم تعتده. كان يمتلك من الكلمات ما يكفي لتهدم الجدران التي بناها عمر من حولها، وكأنما كل كلمة يهمس بها كانت مفتاحًا لبابٍ مغلق في قلبها. كان خالد مختلفًا. كانت نظراته تنبض بالحياة، وابتسامته تحمل في طياتها مزيجًا من الغموض والتحدي. وكان يعاملها كما لو أنه يرى فيها أكثر من مجرد امرأة، بل ككائن حي يتنفس في عوالم من الأحلام التي لم تُكتب بعد. لم يكن يشبه عمر، ولا يشبه أي شخص آخر. ومع كل لقاء جديد، كانت مريم تغرق أكثر في دوامة جديدة، ليس لأنها كانت تبحث عن شيء محدد، بل لأنها كانت تشعر بشيء لم تختبره من قبل: الحرية. الحرية التي لا تُقاس بمكان ولا زمان، بل تُشعر بها الروح. كان خالد هو النقطة التي أضاءت الظلام الذي كانت تتخبط فيه. لم يكن يهمها أن يُخبرها بما هي، بل كان يكفيها أن يشعرها بأنها يمكن أن تكون أكثر مما هي عليه. ومع مرور الأيام، تحوّل شعورها تجاهه إلى نارٍ خفية تأكل صبرها. كان وجوده في حياتها كالريح التي تعصف بالأشجار في العاصفة. كلما اقترب منها، اقتربت هي أكثر من السؤال الذي كانت تخشاه: هل هو الحب، أم مجرد هروب من الحياة التي لم تكن على مقاسها؟ في تلك الليلة الباردة، وبعد أن قضت ساعاتٍ في التفكير، قررت أن تلتقي به. اختارت مكانًا لا يشبه حياتها الروتينية، بل كان أشبه بمكانٍ مجهول يحمل فيها إحساسًا جديدًا. كان مطعمًا فاخرًا في ناطحة سحاب، حيث المدينة تمتد أمامهما كعالمٍ آخر، حيث الأضواء تتناثر في السماء كأملٍ لم يُكتب له أن يكتمل. كانت مريم تجلس هناك، وعيناها تتأملان الأفق البعيد، تسائلان النفس: “هل سيُكتب لهذا الأمل أن يتحقق؟” دخل خالد، وأمامه ممرٌ ضيقٍ يؤدي إلى الطاولة التي كانت تجلس عليها. تأملها للحظة، ثم جلس. في عينيه كان هناك شيءٌ لم تفهمه بعد، مزيجٌ من الجرأة، الشك، والثقة. “هل أنتِ مستعدة أن تتركي كل شيء؟” همس بصوتٍ هادئ، لكنه اخترق أعماقها كالسهم. حبست أنفاسها، أطرقت للحظة، ثم رفعت عينيها إليه. كانت هناك آلاف الإجابات تتصارع في داخلها، لكن شفتيها لم تنطق سوى بسؤالٍ وحيد: “وماذا لو كان لا شيء يستحق؟” ابتسم خالد ابتسامةً واثقة، اقترب قليلًا، ثم همس في أذنها بصوتٍ منخفض: “لكن ماذا لو كان يستحق كل شيء؟” (نهاية الفصل الأول) |
![]()
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
![]() |
|
, , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|