حائل: بيوت الطين القديمة.. تراث معماري يحفل بالمخاطر

تباينت آراء الأهالي حول إزالتها.. ومطالب باستغلالها سياحيا

حائل: بيوت الطين القديمة.. تراث معماري يحفل بالمخاطر

- بشير الزويمل من حائل - 18/01/1428هـ
انقسمت الآراء ووجهات النظر بين المواطنين الحائليين وتحديدا ملاك البيوت الطينية القديمة الآيلة للسقوط، الواقعة في حي العليا جنوب سوق برزان التجاري، ما بين مؤيد ومعارض لهدم وإزالة هذه البيوت الطينية القديمة وتحويلها إلى مخطط سكني أو تجاري لوقوعها في قلب المنطقة التجارية.
البعض يرى أنها تمثل خطورة كبيرة على البيوت الآهلة بالسكان داخل نطاق الحي، فضلا عن ملاءمتها لتخفي العمالة الوافدة واستخدامها وكرا للدعارة، إلى جانب إلقاء المخلفات فيها وما يسببه ذلك من خطر بيئي يتمثل في التلوث وانتشار الأمراض، إضافة إلى ارتفاع نسبة الحرائق شبه المتواصلة خلال الأيام الماضية في هذا الحي وتحديدا في هذه البيوت المهجورة، مما سبب أضرارا جسيمة للقاطنين في الحي وللمحال التجارية المجاورة لهذه البيوت القديمة، ورأى عدد من ملاك هذه البيوت وأصحاب المحلات التجارية القريبة من الحي وبعض أهالي المنطقة، عدم تركها على حالتها الراهنة وعدم إزالتها وطمس معالمها والاستفادة منها من قبل الهيئة العليا للسياحة لترميمها وجعلها قرية سياحية أثرية وتكون معلما من معالم المنطقة لجذب السياح من خارج المنطقة، ولاسيما أن عمرها الزمني يتجاوز 150 عاما وهي المعلم الوحيد الأثري المتبقي في حائل.
"الاقتصادية" تجولت في الحي القديم واستطاعت رصد آراء بعض الأهالي وملاك هذه البيوت الذين طالبوا بإيصال أصواتهم لأمير المنطقة للتدخل لحل هذه المشكلة، التي تواجههم، يقول عادل الجميل أحد سكان الحي المجاور الذي قدم اقتراحات وآراء يهدف منها إلى تأكيد الاحتفاظ بتراث المنطقة وعدم طمس معالمه، بأنه يجب الاستفادة من هذه المعالم التاريخية، وبأنه على الرغم من قدمها إلا أنه من الخطأ إزالتها لأنها تعتبر معالم بارزة للمنطقة. وطالب الجميل الهيئة العليا للسياحة تكوين لجنة من أشخاص ذوي خبرة عالية ودراسة وضع هذه المباني الطينية، وكيفية تثمينها ومناقشة أصحابها والاتفاق معهم على تأجيرها رمزيا على الهيئة، وأضاف الجميل أن إزالة هذه المساكن غير مجدية، فتخطيطها سكنيا بعد إزالتها صعب جدا والشوارع عبارة عن ممرات ضيقة جدا لا يمكن للمركبات المرور من خلالها، وبالتالي فهي لا تصلح للسكن، موضحا أن الأولى ترميمها واستثمارها بشكل جدي كمعارض أو أسواق قديمة أو فنادق طينية على التراث القديم، معتبرا ذلك أحد عوامل جذب السياح من خارج المنطقة، وزاد الجميل أن الغربيين يهتمون كثيرا بهذه المعالم ولا يمكن إزالتها لو كانت عندهم فهناك فنادق طينية من فئة الخمس نجوم في المغرب والسودان وبعض الدول العربية الأخرى وعليها إقبال كبير.
وأيد وليد الميمان أحد أصحاب المحال التجارية في الحي اقتراحات وآراء الجميل، مؤكدا أنه لابد من المسارعة في بحث فكرة التثمين لهذا الحي القديم والبحث عن أصحاب هذه البيوت، ويعتقد الميمان أن جميعهم معروفون في المنطقة، مناشدا في الوقت نفسه الهيئة العليا للسياحة أن تستثمر هذه البيوت الطينية وترممها لتصبح من أفضل القرى التراثية والسياحية في المملكة، وبين الميمان أن هذا الفن المعماري التراثي يعتبر رمزا للماضي لا ينبغي التفريط فيه إطلاقا.
وقال مبارك المكادي أحد سكان الحي المجاور إنه خسر ما يقارب المليون ريال قيمة مصنع بلاستيك احترق في رمضان الماضي وجاءت بداية الحريق من نوافذ التهوية من خلف المصنع والذي يقع خلفه بيوت طينية قديمة ومخلفات، مطالبا بتشكيل لجنة من أمانة المنطقة والإمارة لدراسة وضع هذا الحي، حيث يرى المكادي أن إزالته وتحويله إلى مخطط تجاري أفضل وأنسب الحلول لوقوعه وسط المنطقة التجارية ولتوسعة المنطقة التجارية فيه، مضيفا أن الموقع لا يصلح للسكن إطلاقا، واعتبر فكرة تحويله إلى قرية سياحية فكرة جيدة، ولكنها صعبة التطبيق لأنها تحتاج إلى دراسة طويلة وتكاليف باهظة من ناحية التثمين وإعادة الترميم.
ورأى سليمان الخشمان أحد ملاك البيوت الطينية في الحي أن استثمار البيوت الطينية، أمر لا بد منه سواء عن طريق الهيئة العليا للسياحة كتراث للمنطقة أو تقييمها وإنشاء مجمعات تجارية تخدم أهالي المنطقة، مشيرا إلى أنه سبق أن قامت لجان مشكلة من البلدية وتواردت أنباء عن تعويض أهالي الحي بقطع أراض بديلة، ولكن حتى الآن لم تر نتائج تلك الدراسة النور، وطالب الخشمان المسؤولين في الأمانة بالتدخل لحل مشكلة هذه المباني المتهالكة.