العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-16-2007, 02:48 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية المنصوري
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

المنصوري غير متصل


الغضب والصفح

الغضب حالة انفعال تتميز بالميل إلى الاعتداء والشر، وهى حالة نفسية تناقض الرضا والسكينة والهوادة، والإنسان الغضوب هو كثير الغضب والانفعال.

ومن الناس من لا يسكت عند الغضب، فهو في ثورة دائمة وتغيظ شديد فيصبح كالمحموم يرتعد ويلعن ويسب ويطعن، والإسلام بريء من هذه الصفات المذمومة.

والغضب جمرة من نار ينفعل لها القلب فيرتفع ضغط الدم ويحمر الوجه وتنتفخ الأوداج، ويختل العقل فيجنح إلى الشر والهياج والإنسان المؤمن يستعلى بالإيمان، ويترفع عن الدنيا فتهدأ نفسه و يقابل الجهل بالعفو والسلام، ويدفع بالتي هي أحسن فينقلب الغضب إلى سكينة.

والغضب أنواع: منها أن يغضب الإنسان لكرامته وكيانه إذا اعتدى عليه، ومنها أن يغضب لعرضه وماله.

وأعلاه أن يغضب الإنسان لدينه وعقيدته وما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا انتهك حد من حدود الله.

والنفس البشرية لها نوازعها يتغلب عليها الشيطان أحياناً فيسول لها ما يشاء ومع أن للطباع الأصيلة في النفس دخلا كبيراً في أنصبة الناس من الحدة والهدوء والعجلة والأناة والنقاء .

وإن الغضب ليشتط بأصحابه إلى حد الجنون، عندما تقتحم عليهم نفوسهم ويرون أنهم حقروا تحقيراً لا يعالجه إلا سفك الدماء..

وكلما زاد الإيمان في القلب دبت معه السماحة وازداد الحلم والسعة وكم من معارك تبتذل فيها الأعراض، وتعدو فيها الشتائم المحرمة على الحرمات العزيزة، وليس لهذه الآثام الغليظة من علة إلا تسلط الغضب، وضياع الأدب، وقد حرم الإسلام هذه المهاترات السفيهة. والغضب غريزة في الإنسان، فهما قصد أو نوزع في غرض ما اشتعلت نار الغضب وثارت حتى يحمر الوجه والعينان من الدم، لأن البشرة تحكى ما وراءها.

و أما الباطن فقبحه أشد من الظاهر لأنه يولد الحقد في القلب وإضمار السوء على اختلاف أنواعه .

ويذكر القرآن جانباً من غضب موسى - عليه السلام - استياء من أفعال قومه وخاصة في قضية السامري واتخاذهم العجل إلها من دون الله، وغضب الله على المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، كما غضب الله على أهل الكتاب لإنكارهم الحق الذي يجدونه عندهم في التوراة والإنجيل .

كما غضب الله على من تولوا عن القتال وتراجعوا وتخاذلوا وأشكال وألوان من أصناف الغضب نلقى بعض الضوء عليها. وقد أسبغ الله عليهم نعماً كثيرة، وكانوا لا يشكرون ويجحدون ويطلبون الذي هو أدنى وهذا دليل على تركيبة نفوسهم، وضعف عقولهم .

ولقد أخرجهم الله على يدي نبيهم موسى - عليه السلام - من الذل والهوان ليورثهم الأرض المقدسة وليرفع عنهم المهانة والضعة.. وللحرية ثمن وللعزة تكاليف .

لكن نفوسهم أبت إلا الانحطاط إلى الأرض، والاستسلام لشهوات النفس وإنكار الحق.

إنهم يريدون العدس والبصل والثوم والقثاء.. وهو أدنى من المن والسلوى لذا باءوا بغضب من الله وضربت عليهم الذلة والمسكنة .

لقد باءوا بالغضب لعصيانهم وجحدهم النعمة وقتلهم الأنبياء بغير الحق فهل بعد هذا شقاء.

والغضب يترتب عليه تغير الباطن والظاهر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر تعامل مع الناس ببشرته فكان لا يغضب لنفسه قط بل يغضب لربه ولدينه، فالغضب لو ترك لأدى إلى المهالك . وضيق الصدور وإغلاق منافذ القلب حتى لا يقبل نصحاً خاصة في أوقات الغضب الجامح.

ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطر هذه المواقف وأثرها السيئ وعواقبها الوخيمة على الإنسان فيقول (لا تغضب) .







التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir