سوق الأسهم السعودية تسدل الستارعلى تعاملات مارس بخسارة 6.2 %

سوق الأسهم السعودية تسدل الستارعلى تعاملات مارس بخسارة 6.2 %

مع تراجع السيولة اليومية إلى حد 40.4%


أسدلت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها لشهر مارس (أذار) أمس، عند مستوى 7666 نقطة بانخفاض 510 نقاط، ما يعادل 6.2 في المائة مقارنة بإغلاق شهر فبراير (شباط) الماضي. حيث أنهى شهر فبراير الماضي تعاملاته عند مستوى 8176 نقطة بارتفاع عن الشهر، الذي سبقه قوامه 16.1 في المائة، ليأتي هذا الانخفاض الذي اعترى السوق السعودية من يوم الاثنين الماضي ليغلق شهر مارس على انخفاض.

كما أدت هذه الخسارة التي لحقت بالمؤشر العام إلى إنهاء الربع الأول من العام الحالي بخسارة قرابة 3.3 في المائة، لتضاف هذه النسبة إلى رصيد المؤشر العام في عام 2007. وأدى هذا التراجع إلى خمول السيولة المدارة في السوق حيث تراجعت عن تعاملات يوم الأربعاء الماضي بنسبة 40.4 في المائة، حيث سجلت السيولة أمس قيمة 9.5 مليار ريال (2.5 مليار دولار) بانسحاب 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار) ريال مقارنة في تداولات اليوم الذي سبقه. وسجلت أسهم بعض الشركات قيعان سعرية جديدة لم تزرها منذ بداية الانهيار في فبراير العام الماضي هذا الأمر الذي انعكس سلبا على نفسيات المتعاملين حول إمكانية تأثير هذا السلوك على المسار العام للسوق. وجاءت هذه الانخفاضات مع دخول السوق السعودية فلك التوزيعات الربعية التي كان يتوقع المحللون أن يكون لها انعكاسات إيجابية على مسار سوق الأسهم، لكن هذا التراجع الأخير أدى إلى كثرة التساؤلات عن أسبابه التي ربما تكون لتغيرات سلبية ظهرت لدى بعض المطلعين على خفايا القوائم المالية أدت إلى محاولة ملاك كبار المحافظ تغيير مراكزهم المالية.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» محمد الشماسي مدير أول صناديق أسهم في البنك الأهلي التجاري، أن التراجع الذي يكتسح سوق الأسهم السعودية في الأيام الأخيرة غير مبرر، خصوصا أن السوق يعيش موسم توزيع الأرباح. ويضيف الشماسي أن المستويات السعرية لأسهم الشركات وصلت إلى مناطق مغرية، هذا الإغراء الذي يعكسه التحليل الأساسي بعد وصول مكرر الربحية للسوق قرابة 15 مرة، بالإضافة إلى أن التحليل الفني يؤكد على هذه الإيجابية بعد التصحيح السريع لمستويات الأسعار الناتج عن هذا الهبوط.

وأبان الشماسي أن تراجع المؤشر العام تحت مستوى 7700 نقطة يعطي فرصة جاذبة للسيولة وبالأخص الاستثمارية التي تهدف للاحتفاظ بالأسهم إلى فترة سنة أو أكثر بعد ظهور الإشارات المتفائلة التي عكستها الجمعيات الأخيرة للشركات في نتائجها المقبلة.

كما يرى الشماسي أن هناك سلوكيات غير مفهومة تحدث في سوق الأسهم السعودية مثل التراجعات الحادة والمفاجئة التي تصيب المؤشر العام، بالإضافة إلى دخول صفقات شرائية على أسهم مجموعة سامبا المالية في آخر 5 دقائق تقريبا من تداول يوم الأربعاء الماضي بقيمة 170 مليون ريال (45.3 مليون دولار). وأوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد محلل فني، أن المؤشر العام لسوق السهم السعودية اقترب أمس من نهاية الموجة الهابطة والتي كانت تستهدف 61.8 في المائة من مستويات «فيبوناتشي» أحد الأدوات المستخدمة في التحليل الفني. وأفاد السعيد بأن ملامسة سوق الأسهم السعودية أمس لمستوى 7644 نقطة، أوحى بالوصول إلى مناطق فنية منطقية بحيث تكون فيها الأسعار أكثر جذبا للسيولة، خصوصا مع اقتراب خسارة أسهم بعض الشركات إلى أكثر من 40 في المائة.

في المقابل، يرى بدر الحربي المراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم السعودية بدأ يشهد دخول سيولة شرائية حذرة في آخر التداولات على أسهم بعض الشركات، مما يؤكد عدم مقاومة هذه السيولة للإغراءات التي تفرضها الأسعار الحالية. ويضيف الحربي أن الانخفاض السريع الذي عاد بأسهم بعض الشركات إلى أسعارها الدنيا المحققة خلال العام الحالي، وقبل بداية الموجة الصاعدة التي أوصلت المؤشر إلى محاولته ملامسة 9000 نقطة يعطي تشجيعا فعليا لإعادة النظر قبل محاولة اتخاذ قرارات البيع.