يبحث كل إنسان بكل ما أوتي من قوه عن السعادة فما هي السعادة ؟
وأين توجد ؟
هل السعاده مال وفير وقناطير مقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومة من الأنعام والحرث ؟
هل السعاده منصب يرفع العبد على الناس فيصبحون له خدما ؟
هل السعادة صحة الجسم فلا يمرض ولا يجوع ولا ييأس ؟
هل السعاده السلامه من الناس والنجاه من غوائلهم ودواهيهم ؟
لقد طلب السعاده أقوام من طرق منحرفه , فكانت هذه الطرق , سببا لدمارهم وهلا كهم , وللعنة الله التي وقعت عليهم .
طلبه فرعون وتلاميذه في الملك , ولكنه ملك بلا إيمان وتسلطن بلا طاعه , فتشدق في الجماهير ( ونادى فرعون
في قومه قال يا قومي أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )
ونسي أن الذي ملكه هو الله والذي أطعمه وسقاه هو الله .
ويمنح الله قارون كنوزا كالتلال ما جمعها بجهده ولا بذكائه ولا بعرقه ولا بعبقريته , وظن أنه هو السعيد وحده وكفر بنعمة الله , فحذره ربه , وأنذره مولاه مغبة تصرفه الوقح فكان الجزاء المر (فخسفنا به وبداره الأرض )
وهذا يلتمس السعاده في الشهره فيقضي ساعاته في توجيه الناس إليه , ليصبح محط الأنظار بزعمه الفاسد ,
( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض )
وذاك يظن أن السعادة في الفن , الفن المتهتك الخليع الماجن , فيدغدغ الغرائز , ويلعب بالمشاعر , ويفتن القلوب
ويسكب الغرام في النفوس , ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى )
فأين السعاده ؟ أين توجد حتى نبحث عنها ؟ أين مكانها ؟ من الذي أتى بالسعاده وأدخلها القلوب ؟
إنه محمد صلى الله عليه وسلم .
السعاده :
وجدها يونس بن متًى , وهو في ظلمات ثلاث ,في بطن الحوت , وفي ظلمة اليم , وفي ظلمة الليل .
ووجدها موسى , وهو بين ركام الأمواج في البحر , وهو يستعذب العذاب في سبيل الواحد الأحد .
ووجدها محمد , وهو يطوق في الغار بسيوف الكفر , ويرى الموت رأي العين , ثم يلتف لأبو بكر ويقول (لا تحزن إن الله معنا )
هذه هي السعاده , وهذه أحوال السعداء , ولا يكون ذلك إلا في الإيمان والعمل الصالح , الذي بعث به الرسول , عليه أفضل صلاة وأتم تسليم .
فيا طلاب السعاده , ويا عشاق السعاده , ويا أيها الباحثون عن السعاده والخلود في الآخره ,في جنات ونهر,
لا يكون ذالك إلا من طريق محمد عليه الصلاة والسلام .
وإن شاء الله ما أكون طولت عليكم ....
نوجا الحلوة