05-14-2007, 08:25 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2835
|
تاريخ التسجيل : Mar 2006
|
أخر زيارة : 03-23-2017 (11:25 AM)
|
المشاركات :
23,057 [
+
] |
التقييم :
50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لا تَغْلوا فًي
لا تَغْلوا فًي دًينًكُم
الْحَمدُ لله وحده، والصلاة والسلام علَى من لا نبًي بعده» أما بعد:
إًنَّ الغُلوَّ فًي الدينً هو انْحرافي عن الصراط الْمستقيم، قال الله تعالَىوأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) [الأنعام: 153]، وَمُخالفةي جريئةي وَصريْحةي، لنَهجً سيد الْمُرسلين، وشريعة إمام الْمُوحدين، قال تعالَى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) [الجاثية:18]، وإعلاني للخروج عن طريق الْمسلمين، وَجُموع الْمُصلين، كما جاء فًي قوله تعالَى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تَبين له الْهدى ويتبع غير سبيل الْمؤمنين نوله ما تَوَلَّى ونصله جهنم وساءت مصيرا) [النساء:115]، وَالغُلوُّ: هو مُجاوزةي للحدًّ، ومفارقةي للحقًّ، ولذلك عُرفَ الغلو عند بعضً أهل العلم: بتجاوزً الْحَقًّ وتَخَطًّيهً، بالإعراضً عن الأَدًلَّةً، واتباعً الشُّبَهً، كما هو حال وفعل أهل الأهواء والبدع، وهذا الفعل سبب رئيس فًي الْهلاكً الذي أصاب الأمم من قبلهم، التًي جنحت إلَى الغلو فًي الدين، والانْحراف عن طريق الأنبياء والْمرسلين، ولذلك نَهى الله فًي مُحْكَمً التَّنْزًيلً عن طريق الْمشركين، ووصفهم بًمفارقة الْحقًّ عندما غَلوا فًي الدين، فقال تعالَى: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الْحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) [المائدة:77]. وَبَيَّنَ النَّبًيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهً وَسَلَّمَ، لأصحابه وَأُمَّتًهً من بعده، هذا الانْحراف وخطورته على الإسلام، فإليك ما رواه الإمام أحمدُ فًي مُسنده (1754) والنَّسائيُّ فًي سننه (3057) وابنُ ماجه فًي سننه واللفظ له (3029) بسند صحيح مًنْ حَديثً ابْنً عَبَّاسي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهً وَسَلَّمَ: غَدَاةَ الْعَقَبَةً، وَهُوَ عَلَى نَاقَتًهً: ((الْقُطْ لًي حَصًى))، فَلَقَطتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتي، هُنَّ حَصَى الْخَذْفً، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فًي كَفًّهً، وَيَقُولُ: ((أَمْثَالَ هَؤُلاءً فَارْمُوا))، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إًيَّاكُم وَالْغُلُوَّ فًي الدًّينً، فَإًنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الْغُلُوُّ فًي الدًّينً)). وَهُناك قَواعدَ وَأُصولَ ثَابًتة لا تقبلُ تَأْويلاً وَلا تَبًديلاً، عَرفناها مًنْ نَبًيًّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهً وَسَلَّمَ، فلا بُدَّ مًنْ ذًكْرًهَا وَبَيانًها: مًنْهَا مَا رَوَاه البُخاريُّ (2697)، وَمُسْلمي (1718) فًي صَحيحيهما مًنْ حَدًيثً عَائًشَةَ رَضًيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهً وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَحْدَثَ فًي أَمْرًنَا هَذَا مَا لَيْسَ مًنْهُ فَهُوَ رَدّي)). وفًي روايةي لًمسلمي فًي صحيحه: ((مَنْ عَمًلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهً أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّي)).
(ابْنُ أَبًي دُؤَادي فًي هَذهً البلاد)
الأَحداثُ تَتَشَابَهُ ولو اختلف الزمانُ وتَباعَدَ الْمَكانُ، فلا يكاد أحد الْمُنحرفين الْمُخالفين لًما عليه سلف الأُمَّةً، يَجد مدخلاً وَيَتَمَكّّنُ، وتكون له الْحظوة لدى ولاةً الأَمرً» حَتَّى يُظهًرَ فًي الأرضً الفَسَادَ، ويعملُ جاهداً على مُحاربة أهل السنة وأصحاب الحديث، وهذا العهدُ إًنَّما يُذَكًّرُنا بالدُّخلاءً على دَولةً الْخليفةً العَبَّاسًيًّ الْمأمون، وَالْحربُ التًي أَعْلَنوها آنذاك، علَى دعوةً الإمامً أَحمدَ بْنً حَنْبَلَ رَحًمَهُ اللهُ، إمام أهل السنة والْجماعة بلا مُنَازًعي، وَحَظْرً مَذْهَبه، وَطريقته، وكتبه، وملاحقة أتباعه، وإيذائهم والتنكيل بًهم، ومن ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية فًي مَجموع الفتاوى (4/21) قال: وَفًي دولة أَبًي العَبَّاسً الْمأْمُونً لَمَّا ظَهرَ مَا ظَهَرَ مًنَ الكُفْرً وَالنًّفَاقً فًي الْمُسلمين، وَقَوًيَ ما قَوًيَ مًنْ حال الْمُشركين، وَأَهْلً الكًتَابً، كان من أثر ذلك» ما ظَهَرَ مًنً اسْتيلاءً أَهْلً الضَّلالً، وَتقريب الصَّابًئَةً وَنَحوهم مًنَ الْمُتَفَلْسًفَةً، وَذَلك بًنَوعً رَأْيي يَحسبه صاحبه عقلاً وَعَدْلاً، وَإًنَّما هو جَهْلي وَظُلْمي، إًذً التَّسويَةً بَينَ الْمُؤمًنً وَالْمُنَافقً، وَالْمُسلمً وَالكافرً، أَعظمُ الظلمً، وطلب الْهُدى عًنْدَ أَهْلً الضَّلالً أَعْظَمُ الْجَهْلً، فَتَوَلَّدَ مًنْ ذلك مًحنة الْجَهميةً حَتَّى امتُحًنَت الأَمَّةُ بًنَفًيً الصًّفَاتً وَالتَّكذيبً بًكلامً اللهً ورؤيته، وجرى من مًحنة الإمام أحمد وغيره» ما جرى مًمَّا يطول وصفه .اهـ
مَنع كتب الشَّيخين غُلُوي.. ودعوة إلَى التَّطَرُّف
وفًي زماننا» نَرَى دَورَةً مًنْ دَورَاتً الزَّمَانً، يُحْجَبُ الْحَقُّ، وَتُمنع كُتُبُ شَيخً الإسلامً عبد العزيز بْنً بَازي رَحًمَهُ اللهُ، وَتُمنعُ كذلك تصانيف الشيخ الإمام والْحبر الْهُمام مُحمد العثيمين رَحًمه اللهُ، الذي جَمع الفنون ولانت له العلوم الشرعية كما أُلين الْحديد لداود عليه السلام، مُنعت كُتُبُ الإسلامً فًي بلادنا مًن الْجهاتً القائمة علَى فسح الكتب والْمؤلفات، بعد أن تَمكنوا من الاستيلاءً علَى هذا الْموقع، وهذه الْمرحلة الزمنية تعد الأسوأ، والأسود فًي تاريخ البلاد لتلك الْجهة الْمَعنية، ولكنه التاريخ» نكتب ما جرى فيه، وندون مراحل الخير والشر، فالتاريخُ ديواني يُقْرَأُ ما فًيهً.
غلوّ الوسطيين
إًنَّ حَجْبَ وَمنعَ كتب الشَّيْخَيْنً اللذين دعوا إلَى إسلامي نقيّي لا تشوبه الشوائب، ووقفوا سداً منيعاً حتَّى لا يُبْعَثُ فًي الأمةً دينُ الْخرافاتً، كما كان حال الْمسلمين أيام الدولةً العُبَيْدًيَّةً الْهَالًكَةُ، إن هذا الْمَنْعَ هو الغُلوُّ بًعَيْنًهً أَيُّها الوَسَطًيُّون! وبلغَ الذروة فًي التَّطَرُّفً، وَمُجَاوَزَة لًحُدودً الشَّرْعً الْمُبًيْنً.
لقد فارق الْحَقَّ، ذلك الوسطي، ووقع فًي الغلو، وبدأ منذ تم تقريب أهل الأهواء، واستقدامً الْمُبتدعةً، وذهب يساعد علًى نشر كل مذهب مُحدثي رديءي، مقلداً فًي ذلك من وفد إلَى البلاد، وَلَم يَكن من أهلها، ولا عَلى دًينً سكانًها، فصار ما بين عشية وضحاها، يَملك الْهوية، التًي كانت مفاتًح لأبواب الْمناصب، فبدأ رحلة السباق مع الزمن للوصول إلَى أعلى المناصب وَالْمراتب فًي الدولة، وكان له ما أراد،ـ وهنا لا بد أن أنبه وأوكد على أن خلافنا مع القوم ليس خلاف مع الذات بل خلاف أفكار ومعتقداتـ، وبدأ بَنَشْرً سُمومًهً، التًي لا نًهاية لَها، وتكلم بلسانً القوم، فتجده يوما يدعو إلَى خرافات وبدع الصوفية، ويغذي بًها أبناء الْمسلمين فًي هذه البلاد، التًي وَفَدَ إًليها وَآوَتْهُ وَقَرَّبَتْهُ، ويوماً نَجده يُحارب التوحيد ومعتقدات أهل البلاد الصافية النقية، التًي أخذوها من فحول الْمشايخ من علماء الكويت السلفيين أمثال: ابن فارس وعبد الله الْخلف الدحيان، وعبد العزيز الرشيد وابن جراح وغيرهم... فالْحذر وَالْحيطة يا عباد الله! مًنْ هؤلاءً وَأَمثالًهم، نعوذ بالله من الغلو فًي الدين، وَمًنْ الفًتَنً ما ظَهَرَ وَما بَطَن.
د. عبدالعزيز بن ندَى العتيـبي
الوطن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|