في وقت من الأوقات وحين حلول المبات وقفت على بوابة الذكريات لأتلمس منها ما فات فوجدت كثيرا من السجلات تتنوع فيها الصفحات ما بين مواقف ومغامرات .
فبدأت بأيام الصغر أعيد منها للفكر فوجدت اغلبها سمر عينان ما عرفت سهر لعب وانس مستمر ولم يزر نفسي قهر وما كوى قلبي جمر بل يستقي عذب المطر أيام تصفو لا كدر .
فيا ليت أيام الطفولة تلك التي عدت عجولة وهيأتني للرجولة تبقى إلى حين الكهولة .
فذكرت مرحلة الهوى فإذا بها بين ونوى قصص بها قلبي اغتوى ما اظلم أيام الهوى كم مرة فيها اكتوى قلبي وما عرف الدوا .
وفتحت صفحات الغرام كي اقتنص جل الكلام فإذا بأيامي ظلام يحتلها عام فعام حب كما سود الغمام وكأنما الليل استدام .
أعيش في الدنيا حزين لا قوت لي إلا الحنين وكأنني طير سجين وحارسي ليل أمين يقسو علي ولا يلين ولم يدع صبحي يبين ويبيت بي وجد دفين وهموم تلقيني طعين طعما لعبرات السنين .
فبحثت عن دنيا السبب والنفس يملؤها العجب هل ما اصطحبت قد اصطحب ! لكن بها زاد العجب وازداد في ناري الحطب فالحب عن خلي احتجب .
قد عاش في الدنيا سعيد لاه على حبي عنيد وكأن قلبه من حديد وأنا الذي ذاق الوعيد لبس الحزن في يوم عيد وكأنه ثوب جديد بل قد بنى أملا بعيد مثل السراب على الجليد ما أتعس أحلام البليد .
من ثم أغلقت الكتاب قاطعت مشوار العذاب محملا نفسي العتاب شوقي ضنى قلبي وغاب والعقل قد فقد الصواب
وصارت أحلامي تراب .
يا حسرتي كيف استطاع من بعد وجد والتياع أن يجعل أحلامي تضاع لم يبقي في داري متاع غير انصدام وانخداع أمنته قلبي فباع .
يا للأسف حبي يكون سلعة وقيمتها تهون عند الذي هدم الظنون وأنا ظننته لن يخون حبي الذي سكن العيون من بعد ما بلغ الجنون .