التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 

ضيف جديد
بقلم : فهد / الشمري


تتوالى مسيرة العطاء هنا في بعد حيي الى ان يحين قطاف الثمر فيطيب المذاق وتتراكض الحروف وتتراقص النغمات عبر كلماتكم ونبض مشاعركم وسنا اقلامكم وصدق ابجدياتكم ونقآء قلوبكم وطهر اصالتكم فآزهرت بها اروقة المنتدى واينعت . فانتشت الارواح بعطر اقلامكم الآخاذ و امتزجت ببساطة الروح وعمق المعنى ورقي الفكر .. هذا هو آنتم دانه ببحر بعد حيي تتلألأ بانفراد وتميز فلا يمكن لمداها العاصف ان يتوقف ولا لانهارها ان تجف ولا لشمس ابداعها ان تغرب.لذلك معا نصل للمعالي ونسمو للقمم ..... دمتم وطبتم دوما وابدا ....... (منتديات بعد حيي).. هنا في منتديات بعد حيي يمنع جميع الاغاني ويمنع اي صور غير لائقه او تحتوي على روابط منتديات ويمنع وضع اي ايميل بالتواقيع .. ويمنع اي مواضيع فيها عنصريه قبليه او مذهبيه منعا باتاا .....اجتمعنا هنا لنكسب الفائده وليس لنكسب الذنوب وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب جزاكم الله خير ا ........ كل الود لقلوبكم !! كلمة الإدارة

 
 
العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: %( أغار عليك من نفسك)% (آخر رد :احلام عابره)       :: ما قصة الدخان الجديد مغشوش في السعودية؟ (آخر رد :شبام)       :: ........ نايفات ........ (آخر رد :نايف سلمى)       :: سجل حضورك بأجمل أبيات الشعر العربي الفصيح (آخر رد :نايف سلمى)       :: ♡ فضفضه تبدأ بَ .. لا .. ♡ (آخر رد :نايف سلمى)       :: لازلت,,,, (آخر رد :نايف سلمى)       :: في خواطرنا كلام ... (آخر رد :نايف سلمى)       :: على هونك على هونك (آخر رد :ريم الشمري)       :: ضيف جديد (آخر رد :ريم الشمري)       :: فرصة زهيدة (آخر رد :ريم الشمري)      

الإهداءات
من بلاد الغربه : صباح الوردوالياسمين صباح السعاده والهناء وتحقيق ألأمنيات لجميع مرتادي هذا الصرح الجميل واتمنا لكم حياه كريمه ممتعه وراحة البال     من صباح الورد والقهوة والروقان : والنفس كالطفل إن أهمله شي على....حب الرضاع وان تفطمه ينفطم     من الغربه والحيره🇸🇦🇸🇦 : والنفس أصبحت لا تميل لشيء بقدر ما أصبحت تميل للأبتعاد عن كل شي ويش الحل     من قلبي : 🌹🌹🌹يابعد منهو عرفته بعد إلهي والشفيع🌹🌹🌹......❤️❤️💕إرجع اللي كنت احبه في زمن شبه إنتحر❤️❤️❤️     من نور الدنيا : هلا هلا بنور الدنيا من وين طلعتي 😂❤❤❤❤❤❤     من اممم الوَتَمْ .. : يارب وَ هذا قلبي ، وَ بين يديك النور وَ الطريق ..!     من جنون الشوق : النور نورك خيي ونور الموجودين ياخي احبكم لاعدمتكم     من اهداء : ادري صباح الخير للكل تنقال.🌹🌹🌹🌹... لكن صباح الغير تنقال لك انت...❤️❤️❤️❤️...يالي صباحك غير تفداك الأقوال.💕💕💕💕..ويفظاك قلب فاجتياحه تفننت💖💖💖💖💖     من شرياني : مساء الورد لكل من طرح مشاركه أو موضوع اليوم     من ضفاف نياجرى فولس : صباح الورد والياسمين صباح الهناء والسعاده صباح تحقيق الأمنيات المنتطره لكل ألأحبه     من الاستراحه : مرحب مرحب حمدلله على عودتك نور الدنيا نورتينا اوي     من بعد حيي : لا تلومني لا سعيت بخوّة الطيّب. …. ‏الطيّب الله يحبه « كيف ماحبه » .    

 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-21-2007, 01:03 AM   #1


معلم زمانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6174
 تاريخ التسجيل :  Oct 2007
 أخر زيارة : 10-06-2012 (04:10 PM)
 المشاركات : 34 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
الجامع لفتاوى المعلمين والمعلمات



السؤال: يقوم بعض الطلاب والطالبات بتقديم الهدايا للمدرسين أو للمدرسات في هذه الأيام وكذلك تقام في المدارس الحفلات وربما طلب المدرسون من طلابهم إحضار بعض الأطعمة لهذه الاحتفالات فما حكم ذلك؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأصل في تقديم الطالب هدية لمعلمه،أو الأصل في قبول هدايا العمال التحريم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث ابن اللتبية الثابت الصحيح،( لما بعث رجلاً على الصدقة فجاء فقال: هذا لكم وهذا لي، فقال عليه الصلاة والسلام : فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً ) أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، و في مسند الأمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أيضاً مرفوعاً ( هدايا العمال غلول ) .
فالأصل أن هذا محرم ولا يجوز، يضاف إلى ذلك إذا كانت الهدية من أجل الوظيفة، من أجل عمالته ووظيفته، وأنه لولا أنه عامل أو موظف لم يُهدَ إليه فإن هذا لا يجوز، أما إذا كانت الهدية لأجل قرابة وأهدى إليه لا لأجل عمله، أو لكونه بينهم تهادي فإن هذا لا بأس به، لكن كونه يعمل ثم أهدى إليه فنقول بأن هذا لا يجوز، واستثنى بعض العلماء من ذلك ما إذا أخذها المعلم بقصد المكافأة، يعني إذا أخذها المعلم وكافأ التلميذ عليها بهدية مثلها لابرفع درجاته، فإن هذا استثناه بعض أهل العلم من التحريم، ولعله جيد.
أما مسألة الطعام الذي يطلب المدرسون إحضاره من الطلاب، فالذي يظهر أنه لا يجوز؛ اللهم إلا إذا كان هذا الطعام سيأكله الطلبة، فالمصلحة التي تترتب من هذا يمكن أن تُجعل للطلاب بينهم خاصة دون الأساتذة، وهذا الطريقة تحث جميع الطلاب فيحضروا طعاماً، ولا يخصص طلاب بعينهم بل كلٌ يدفع جزءاً يسيراً .
ثم بعد ذلك المدرسون أيضا، يقومون بإحضار طعام آخر؛ لكي يحصل التعاون والتكامل، و لتتحقق المصالح المرجوة من وراء ذلك، والله تعالى أعلم .

د . خالد بن علي المشيقح

س/ هل يجوز لمعلم القرآن أن يقبل هدايا أو خدمات من بعض الطلبة بدون طلب منه، سواء كان يتقاضى مقابلاً للتفرغ أم لا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كل من قام بعمل واجب عليه، فلا يجوز له أن يأخذ ممن وجب نفعه بذلك العمل مقابلاً على ما يقدمه له من المنفعة، فالمعلم للقرآن إذا كان يأخذ على هذه الوظيفة أجراً من غير المتعلم، فلا يجوز له أن يأخذ من المتعلم هدية أو أن يطالبه بتقديم خدمة؛ لأنه يؤدي هذا العمل ويقدم هذه المنفعة لقاء ما يتقاضاه من مرتب،أما إذا كان التعليم مجاناً، فذلك إحسان منه، فلا مانع أن يأخذ من المتعلم الهدية ونحوها، لأن ذلك من قبيل المكافأة على المعروف، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه)،
وبهذا يعلم أنه لا يجوز لمن كان رئيساً أو مديراً في دائرة أو مؤسسة، أن يقبل هدية من مرؤوسيه، ولا أن يقبل منهم خدمة يقدمونها من أجل العلاقة الوظيفية، وأقبح من ذلك أن يطالبهم بأن يقدموا له خدمات لا تجب عليهم بمقتضى وظيفتهم، فإن هذا من نوع استغلال السلطة، وقد جاء في الحديث: (هدايا العمال غلول)أخرجه أحمد والبيهقي بسند صحيح من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه،أي أن ما يهدى للموظفين من أجل العمل الذي هم مكلفون به من نوع الغلول من بيت المال، فالواجب على المعلمين والإداريين ألا يقبلوا ما يقدم إليهم من هدايا، وإذا اضطر أحد أن يأخذ شيئاً مما يهدى إليه مراعاة لخاطر المهدي، كما يقع من الطالبات مع المعلمات كثيراً، فالواجب أن ترد بطريقة المكافأة، وإذا كافأ الإنسان على الهدية خرج من تبعتها، وإذا كان الإهداء علانية فينبغي أن تكون المكافأة كذلك، ليبعد الإنسان نفسه عن الظنون السيئة، فينبغي توجيه الطلاب والطالبات إلى عدم الحرص على الإهداء،وأن يستغنى عن ذلك بالدعاء فهو خير وأبقى والله أعلم.

العلاّمة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك

هل المكان الذي أُعدَّ للصلاة فيه في المدرسة يُعدُّ مسجداً تصلى فيه تحية المسجد، حتى لو كان وقت نهي، أم أنه مصلى لا تصلى فيه تحية المسجد؟ وماذا علي لو رأيت أحدهم يصلي، أأنهاه أم أتركه؟ خاصة وأن بعض المعلمين في المدرسة يصلون، والبعض الآخر على النقيض من ذلك (هل هي مسألة مختلف فيها؟) بارك الله فيكم، ووفقكم لما يحب ويرضى

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فالمصلى الذي لم يتخذ مسجداً على سبيل الدوام، وإنما اتخذ للصلاة ليس على سبيل الدوام وإنما على سبيل التأقيت، وقد يُغير في يوم من الأيام، فإن هذا ليس مسجداً يأخذ أحكام المسجد، وعلى هذا فلا تصلى فيه تحية المسجد وقت النهي، وإذا صلاها أحد في وقت النهي فإنه ينهى عن ذلك؛ لأنها أصبحت من التطوع المطلق، وليست من ذوات الأسباب، والتطوع المطلق لا يفعل في أوقات النهي، لحديث أبي سعيد- رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس" رواه البخاري (1864)، ومسلم (827). والله أعلم.
د . خالد بن علي المشيقح

أحياناً في المدرسة هناك مشروع يحتوي على صور الأسرة ، الأصدقاء ، صور من المجلات. أعلم أن الصور حرام وأقول للمعلمة هذا لكنهم يصرون على ذلك ، ما توجيهكم ؟

الحمد لله
الصور حرام كما جاء في السؤال ، وحديث القِـرَام الذي سترت به عائشة رضي الله عنها في بيتها ، ظاهرٌ في تحريم الصور وإنْ كان ليس لها ظل ، والتصوير وإن كان للتعليم لا يُبرِّرُ الجواز في ذلك بل هو حرام إلاِّ لضرورة ، فإنَّ الضرورات تُبيح المحظورات ، وإن كان بعضهم يبيح مثل هذا التصوير لمصلحة التعليم لكن الاحتياط منع ذلك لاسِيَّما وأنَّ الحاجة تتم بدون ذلك .
وأنت إذا أنكرت عليهم ولم تشتركي فقد برئت ذمتك وليس عليك شيء والله يوفقنا وإياك لكل خير . والله أعلم .

د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .وبعد
لدينا في مدرستنا الثانوية من المدرسين من يساعد الطلاب ، ولكنهم على أنواع مختلفة وكلهم يقصد تحسين الدرجات للطلاب ، ويضيف بعضهم هدفا أخر وهو الاستفادة من الطلاب أثناء التحسين لدرجاتهم في تحسين أوضاع المدرسة وسد بعض احتياجاتها من إضافة بعض الأثاث والتجهيزات أو إصلاح ما انكسر أو تعويض ما تلف أو غير ذلك فنوجوا من فضلتكم التكرم بتوضيح الحكم في ذلك وهو على النحو التالي :
1- أحدهم يقول للطالب أدفع خمسين ريالا أو مائة ريال وأعطيك كذا من الدرجات وربما أوصلها إلى مائتين ليعطيه الدرجة كاملة .
2- ومنهم من يقول اعمل لوحة عند الخطاط فتكلفه وزملائه من 200 إلى 600 ريال ليعطيه قدراً معيناً من الدرجات .
3- ومنهم من يقول هات 100 مطوية من نوع واحد لتأخذ درجتين أو ثلاث لتكمل ما نقص من درجاتك .
4- ومنهم من يقول اشتري طاولات أو كراسي من محلات معروفة هو يحددها ليعطي الطالب ربما 15 درجة في مادة أخفق فيها الطالب .
5- ومنهم من يقول أدفع 100 ريال لجبر ما نقص من درجات سلوكه وهذا الطالب قد خصمت عليه درجات من السلوك لإخلاله بالنظام .
شاكرين ومقدرين لفضيلتكم توضيحكم للحكم الشرعي وتبصرنا بما ينفعنا ويرفعنا ويقينا من الزلل والخطأ والله يحفظكم ويرعاكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه والتابعين .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ...

فما سأل الأخ الكريم ، عما لديهم في مدرستهم الثانوية من وجود بعض المدرسين من يساعد الطلاب بقصد تحسين الدرجات للطلاب ، أو بقصد الاستفادة من الطلاب أثناء التحسين من لدرجاتهم في تحسين أوضاع المدرسة وسد بعض احتياجاتها من إضافة بعض الأثاث والتجهيزات أو أصلاح ما انكسر أو تعويض ما تلف أو غير ذلك .
وعليه فإنا نفيدكم بأن هذه المساعدة للطلاب من بعض المدرسين محرمة ولا تجوز شرعاً من جهتين :
الجهة الأولى : أن هذا تشجيع للطلاب وأعانتهم في الانتقال من صف إلى صف والطالب غير مؤهل للصف الذي أنتقل إليه لأن المقصود من الدارسة أن ينتقل الطالب من صف إلى صف عن أهلية علمية لا لأمور دنيوية .
الجهة الثانية : أن طلب بعض المدرسين من بعض الطلاب دفع مبلغ مالي أو شراء شي بمبلغ أضطر إليه الطالب فدفعه بغير طيب نفس منه فيكون من أكل المال بالباطل ، وهو محرم شرعاً بالكتاب والسنة .
وعليه فإني أنصح هؤلاء المدرسين أن يتوبوا إلى الله من هذا العمل ، الذي فيه خيانة لما وكل إليهم ، من تدريس ونقل للطلاب من صف إلى صف عن جدارة وأهلية علمية ، ولما فيه من أخذ المال بغير حق شرعي ، رزق الله الجميع التقوى والورع وأداء العمل على الوجه الذي يرضي الله ، ويسلم به الإنسان من أكل المال الباطل ، إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ،
كتبه : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

زوجتي معلمة، وفي المدرسة تخلع العباءة وغطاء الرأس، هل يلحقها إثم؟ مع العلم أن المدرسة لا يوجد فيها رجال.

إذا كان الأمر كما ذكر فلا حرج إن شاء الله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج17/ ص290) [ رقم الفتوى في مصدرها: 6729]

مدرسة تقول أنها تقوم بأعمال المقصف في المدرسة وفي نهاية العام توزع الأرباح ولكن هذه الأرباح محددة سلفًا بنسبة عشرة في المائة (10%) فهل يعتبر هذا من الربا. أفيدونا وجزاكم الله خيرًا؟

الربح المضمون لا يجوز إنما الربح قد يحصل وقد لا يحصل فإن حصل ربح يوزع على المساهمين وإن لم يحصل ربح فإنه لا يوزع شيء لأن هذا أمر يتبع حصول الربح أو عدمه قابل للخسارة وقابل للربح وأما الربح المضمون وأنه لابد أن يصرف له عشرة بالمائة (10%) أو يصرف له مائة ريال مبلغ محدد أو ألف ريال مقطوع فهذا لا يجوز.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
(ج 4/ ص 139) [ رقم الفتوى في مصدرها: 144]

هل يجوز استخدام طالبات مدارس المرحلة الثانوية والمتوسطة والابتدائية في استعراضات إيقاعية راقصة، وبلباس سراويل ضيقة تبرز كل عضلات الجسم ومفاتنه، وبثوب طوله شبران؟

لا يجوز ذلك؛ لما فيه من كشف عوراتهن، وإبراز مفاتنهن بلبس الملابس القصيرة والضيقة، ولما فيه من لهو الرقص والإيقاع، وهما شر مستطير، يثير شهوة من حضر الاستعراض، ويحرك فيهم دواعي الفحش والفساد، وانحراف الأخلاق، ولهذا الاستعراض سوابق ولواحق كريهة، له مقدمات هي: تدريب هؤلاء الطالبات على الرقص والإيقاع بتلك الملابس الفتانة، حتى يحكمن هذا الفن الممقوت؛ تمهيدًا للاستعراض، وضمانًا للنجاح في مجال الشر، بإعجاب الحاضرين، وله توابع مرذولة، قد ينتهي بهن أو بكثير منهن إليها، هي: اتخاذ ما دربن عليه وبرزن فيه مهنة لهن، يكسبن من حمأتها ما يعشن به في دنيا اللهو والمجون.

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 17/ ص 111) [ رقم الفتوى في مصدرها: 3831]

هل تعليم البنت في المدارس مع التبرج حلال، وما واجب الأخ نحو أخته مع أنه استعمل معها كل أساليب الدعوة والإرشاد، ولكنها مصرة على التعليم مع التبرج وأن العنف معها يغضب الوالدين، فهل لي التدخل في شؤونها مع غضب الوالدين، وما الواجب علي بعد ذلك كله، وما حكم الدين في ذلك وماذا أفعل؟

لا يجوز للمرأة أن تتبرج في خروجها للتعليم أو غيره، ومن خرجت أو ظهرت أمام الأجانب متبرجة فهي آثمة، وعلى أولياء أمرها من والديها وإخوتها ونحوهم من أقاربها، نصحها وأمرها بالحجاب، وكلما كان المسلم أقرب إليها كان نصحها عليه ألزم وأوجب، فإذا نصحت أختك وقبلت فالحمد لله، وإن أبت فإثمها عليها وعلى من فرط في أمرها.

أما تعلم النساء العلوم الشرعية وما تحتاجه في شؤون منزلها فواجب، لكن مع المحافظة على ما أوجب الله عليها من الحجاب وسائر مكارم الأخلاق.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص267) [ رقم الفتوى في مصدرها: 5799]

إنني قرأت القرآن وحفظت أربعين حديثًا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتركت الدراسة لمدة سنتين خوفًا من اختلاطي بالرجال, ثم عدت إلى المدرسة أدرس ليلاً مع بعض التلميذات, ولكن للأسف ندرس مع طلاب, وعندما أرجع من المدرسة أحس وكأن ذنوبي ملأت السموات والأرض فأقوم وأستغفر ربي وأبكي وأقول ليتني أترك المدرسة فماذا أفعل؟

لا شك أن مخالطة البنت للطلاب لا تجوز ولا ينبغي؛فهم لا يجوز لهم أن يخالطوا البنات ولا البنات يجوز لهن أن يخالطن الرجال, بل كل على حدة. فإذا كان الأمر كذلك فأنت ابتعدي عن مخالطتهم إن أمكن أن تجدي مدرسة أو معلمة تعلمك بدون اختلاط, فهذا لا بأس به وهو الأولى, والذي ننصحك به الابتعاد عن هؤلاء وعن مخالطتهم كما دلت عليه الشريعة الإسلامية وهو المتعين فإن لم تجدي مدرسة فيها بنات فقط يدرسن فعليك بترك المدرسة ما دام أنك حفظ القرآن وعلمت شروط الصلاة وأركانها وأمور الدين التي لابد منها. وشعورك بأن ذنوبك تملأ السماوات والأرض هذه علامة على حسن إيمانك إن شاء الله.والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد
(ص 237) [ رقم الفتوى في مصدرها: 250]

ما حكم صلاة الاستسقاء في المدارس ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
قال النووي في المجموع متحدثا عن الاستسقاء : السنة أن يصلي في الصحراء بلا خلاف ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في الصحراء، ولأنه يحضرها غالب الناس والصبيان والحيض والبهائم وغيرهم ، فالصحراء أوسع لهم وأرفق بهم . انتهى
فالسنة أن يصلى في الصحراء . ولا حرج أن يصلى في المسجد أو المدرسة والله أعلم .
د. محمد بن عبدالله الهبدان

هل يجوز شرعاً الصرف من الزكاة في النفقة على المدارس الإسلامية ورواتب المدرسين وسد الحاجات التي من أجلها إحياء هذه المدارس؟

لا يجوز الصرف من الزكاة في النفقة على المدارس الإسلامية إلا إذا كانت تدفع للفقراء من المدرسين والموظفين الآخرين والطلاب من أجل فقرهم. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 10/ ص 41) [ رقم الفتوى في مصدرها: 2717]

أنا رجل أعيش في ألمانيا، وعندي بنت بالغة، وقد طلبت المدرسة منها أن تخرج مع زملائها من البنين والبنات في رحلة، وتبيت خارج البيت عدة أيام دون محرم، فما حكم هذا الأمر في الإسلام؟ أفتونا بالأدلة في الكتاب والسنة.

هذا الخروج المذكور لا يجوز للمرأة؛ لما فيه من الاختلاط بين الرجال والنساء، ولأنه خروج للمرأة بدون محرم.
فالواجب على هذا الوالد منع ابنته من هذا الخروج حفاظًا عليها من الوقوع فيما لا تحمد عقباه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص 323) [ رقم الفتوى في مصدرها: 20609]

اعتادت هذه المؤسسة على توزيع زكاتها على صناديق البر ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في بعض مدن المملكة وأحيانا قد نرسل جزءاً للمعهد الإسلامي في لندن. نرجو من سماحتكم إشعارنا هل يجوز توزيع الزكاة خارج المدينة التي نقيم فيها؟ وهل تجوز الزكاة على صناديق البر ومدارس القرآن الكريم؟

الأصل أن زكاة الأموال تنفق على فقراء البلد التي فيها الأموال؛ لقوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: ((فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم)) لكن إذا وجد مصلحة تدعو إلى نقلها من البلد الذي فيه المال إلى بلد آخر، كأن يكون أهل البلد التي نقلت إليه أحوج أويكونوا مع فقرهم أقرباء للمزكي، أو نحو ذلك مما تتحقق فيه مصلحة النقل جاز النقل.

أما صناديق البر فيجوز صرف الزكاة فيها إذا كان القائمون عليها يوزعونها بين المستحقين للزكاة من الفقراء والمحتاجين ونحوهم.

أما إذا كانت تتوسع في صرف مايرد إليها في أهل الزكاة وفي المشاريع الخيرية ونحو ذلك فلا يجوز الصرف إليها؛ لعدم تيقن وصولها إلى مستحقها والحال ماذكر.

أما مدارس القرآن الكريم فإذا كان المزكي أعطاها لأحد القائمين على المدرسة ليسلمها لفقراء الطلبة وغيرهم فيجوز ذلك، حتى ولو نقلت إليهم من بلد إلى بلد لتحقق مصلحة النقل، أما إن كان المزكي يصرفها لميزانية المدرسة لتكون نفقة على تعليم القرآن والعلوم الدينية فلا يجوز ذلك.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 9/ ص 446 ـ 448) [ رقم الفتوى في مصدرها: 2619]

نحن شركة نقوم بنقل الطالبات في مدينة جدة من المنزل إلى الجامعة أو المدرسة أو الكلية وبالعكس، في باصات سعة 12 راكب، والسائق معه محرم، وأحيانًا نقوم بنقل المدرسات والطالبات في مجموعات من موقع واحد، من وإلى مكة ورابغ ومستورة، وقد يصل البعد أحيانًا من 200 إلى 500كيلو متر، ولكن يعودون في نفس اليوم أيضًا مجموعات، والسائق معه محرمه، فما فتوى سماحتكم في ذلك؟


لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر بدون محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)) متفق على صحته، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر إلا مع ذي محرم))، فقام رجل فقال: يا رسول الله: (إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انطلق فحج مع امرأتك)) خرجه البخاري ومسلم.

فالمرأة ممنوعة من كل ما يسمى سفرًا، إلا إذا كان معها محرم يصونها ويحفظها ويقوم بمصالحها، والمحرم هو: زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد؛ لقرابة أو رضاع أو مصاهرة، كأبيها وابنها وأخيها وابن أخيها وعمها وخالها وأبي زوجها وابن زوجها وابنها من الرضاع وأخيها من الرضاع ونحوهم، وسواء كانت المرأة شابة أو عجوزًا، وسواء كانت وحدها أو مع نساء؛ لأن مجموعة النساء لا تكفي عن المحرم؛ لعموم الأحاديث ولعدم انتفاء المحذور، فالواجب على النساء وعلى أوليائهن تقوى الله، والمحافظة على أوامر الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، خصوصًا في المحافظة على الحياء والعفة، وتجنب وسائل الشر والفساد. ولا يجوز أن يحملهم الطمع في الدنيا على التساهل في هذا الأمر، ويشترط في المحرم المعتبر شرعًا: أن يكون بالغًا، عاقلاً، فلا يعتبر من دون البلوغ محرمًا لوالدته أو أخته أو غيرها، والمرأة لا تكون محرمًا للمرأة، ولذا فإن وجود زوجة السائق معه لا يرفع المحذور بشأن سفر الأجنبيات لمن معه أو خلوته بهن، ولذا فإن احتراف السفر بالطالبات أو المدرسات عمل محرم، وعلى من عمله التوبة والاستغفار وعدم العودة إليه، وفي طرق الكسب الحلال غنية عن ما هو محرم شرعًا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص 321) [ رقم الفتوى في مصدرها: 20395]

نحن شركة نقوم بنقل الطالبات في مدينة جدة من المنزل إلى الجامعة أو المدرسة أو الكلية وبالعكس، في باصات سعة 12 راكب، والسائق معه محرم، وأحيانًا نقوم بنقل المدرسات والطالبات في مجموعات من موقع واحد، من وإلى مكة ورابغ ومستورة، وقد يصل البعد أحيانًا من 200 إلى 500كيلو متر، ولكن يعودون في نفس اليوم أيضًا مجموعات، والسائق معه محرمه، فما فتوى سماحتكم في ذلك؟


لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر بدون محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)) متفق على صحته، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر إلا مع ذي محرم))، فقام رجل فقال: يا رسول الله: (إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انطلق فحج مع امرأتك)) خرجه البخاري ومسلم.

فالمرأة ممنوعة من كل ما يسمى سفرًا، إلا إذا كان معها محرم يصونها ويحفظها ويقوم بمصالحها، والمحرم هو: زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد؛ لقرابة أو رضاع أو مصاهرة، كأبيها وابنها وأخيها وابن أخيها وعمها وخالها وأبي زوجها وابن زوجها وابنها من الرضاع وأخيها من الرضاع ونحوهم، وسواء كانت المرأة شابة أو عجوزًا، وسواء كانت وحدها أو مع نساء؛ لأن مجموعة النساء لا تكفي عن المحرم؛ لعموم الأحاديث ولعدم انتفاء المحذور، فالواجب على النساء وعلى أوليائهن تقوى الله، والمحافظة على أوامر الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، خصوصًا في المحافظة على الحياء والعفة، وتجنب وسائل الشر والفساد. ولا يجوز أن يحملهم الطمع في الدنيا على التساهل في هذا الأمر، ويشترط في المحرم المعتبر شرعًا: أن يكون بالغًا، عاقلاً، فلا يعتبر من دون البلوغ محرمًا لوالدته أو أخته أو غيرها، والمرأة لا تكون محرمًا للمرأة، ولذا فإن وجود زوجة السائق معه لا يرفع المحذور بشأن سفر الأجنبيات لمن معه أو خلوته بهن، ولذا فإن احتراف السفر بالطالبات أو المدرسات عمل محرم، وعلى من عمله التوبة والاستغفار وعدم العودة إليه، وفي طرق الكسب الحلال غنية عن ما هو محرم شرعًا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص 321) [ رقم الفتوى في مصدرها: 20395]

يتقدم أولياء أمور الطالبات اللاتي يدرسن بالدمام التي تبعد عن مدين الخفجي بحوالي 300 كيلو متر، وذلك لعمل توكيل للسفر بهن إلى الجامعة بالدمام والعودة بهن إلى الخفجي بصفة جماعية، وذلك لشخص مع زوجته أو ابنته أو أخته أو أحد محارمه، وينص على ذلك في الوكالة، مثلاً: (وكلت فلانًا وابنته فما رأي سماحتكم إذا كان السفر بالمرأة أو الطالبات بهذه الصفة الجماعية ووجود أحد محارم قائد السيارة معه، كذلك التوكيل على استلام خادمة من المطار والسفر بها إلى مكفولها؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.


السفر المذكور لا يجوز؛ لأنه بدون محرم، كما أن التوكيل لا يصح ولا يفيد شيئًا في ذلك ولا يحل سفر المرأة بدون محرم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص306) [ رقم الفتوى في مصدرها: 11750]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فإنني طالب جامعي، وقد قمت باختبار إحدى المواد فأيقنت أني لا يمكن لي أن أنجح فيها (إلا بفضل من الله)، وذهبت إلى الدكتور لأبين له ظروفي، وأستعطفه لينجحني في المادة، فأمرني أن ألتقي به في مكتبه، فذهبت إليه وسجل اسمي وقال لي تعال لي غداً، فجئت إليه فلم أجده، ثم وجدته بعد ذلك خارج مكتبه، وسألته عن الدرجة (فقال لي الدرجات لم ترصد، ولا تخف لكن لا تنس البشارة، وأمرني أن آتيه غداً في المكتب)، الآن هل تعد هذه رشوة؟ وإذا كان كذلك فإذا قدمتها له بعد أن ينجحني فهل يختلف حكمها؟ علما أني لم أذهب إليه في اليوم المطلوب.

الحمد الله، وبعد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اعلم – وفقك الله – أن تقديم الطالب هدية لأستاذه من أجل إنجاحه في الامتحان أمر محرم، لأنه ضرب من الخيانة والغش.
كما أن طلب المعلم من تلاميذه هدية أو "بشارة" مقابل إنجاحهم في الامتحان أمر محرم كذلك، وضرب من الخيانة والغلول، وأكل المال بالباطل.
إن مساعدة المعلم لطلابه دون تمييز بينهم أو محاباة لأحد منهم في حدود معقولة أمر لا بأس به، شريطة ألا يترتب على ذلك ابتزاز لهم أو استغلال لحاجتهم.
وأنت – يا رعاك الله – لا يجوز لك أن تدفع لأستاذك هذا أو غيره شيئاً مقابل نجاحك، وعليك أن تتجاهل رغبته تلك بكل حال، وإن استطعت أن تناصحه بأدب، وتعظه بلطف ولو بطريقة الكتابة فهذا أبلغ في الفائدة، وأعظم في الأثر.
وفقك الله وأعانك وسدد على درب الخير خطانا وخطاك، والسلام عليكم .
د . رياض بن محمد المسيميري

هل يجوز للطالب أن يجمع الظهر والعصر؟ إذ أن الأساتذة والمسئولين لا يسمحون له بالصلاة على وقتها، حيث يكون داخل الفصل.

على الطالب أن يصلي الظهر أربعاً في وقتها، ويصلي العصر أربعاً في وقتها، وكون الأساتذة لا يسمحون له ليس هذا عذراً يبيح له الجمع بين الصلاتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 8/ ص 96) [ رقم الفتوى في مصدرها: 5741]

نفيدكم بأننا أولياء أمور ما يزيد عن ثلاثين طالبة من طالبات مدينة الخفجي، وهن يدرسن بكلية الآداب بالدمام، ونعاني بعد منع الباص الذي كان ينقلهن من سكن الكلية لزيارة أهلهن بالخفجي في نهاية كل أسبوع ثم العودة بهن، وقد تقدمنا بطلب الاستمرار في نقلهن عن طريق الباص، وذلك لأمير المنطقة الشرقية، ولكنه تعذر بأن الأمر شرعي ولا يستطيع عمل شيء إلا بفتوى من سماحتكم مع العلم أننا نحمل وكالات شرعية، كذلك سائق الباص رجل كبير السن، ومشهود له بالتقوى من قبل الجميع، وله زوجتان، ويأخذ زوجته معه أثناء الرحلة، كذلك أغلب أولياء الأمور هم من كبار السن، ولا يستطيعون السفر دائمًا، كذلك نحن من ذوي الدخل المحدود، ولا نملك من الأموال والسيارات ما نستطيع معه الذهاب كل أسبوع؛ لأن صاحب الباص يأخذ 350 ريال في الشهر فقط من الدمام إلى الخفجي وبالعكس، فنرجو إفتاءنا كتابيًا حول جواز نقل الطالبات بهذه الطريقة. والله يرعاكم.

لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر بدون محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: ((لا تسافر امرأة إلا مع محرم)) رواه أحمد والبخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخطب: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم))، فقام رجل فقال: إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((انطلق فحج مع امرأتك)) رواه أحمد والبخاري ومسلم.

فالمرأة ممنوعة من كل ما يسمى سفرًا إلا إذا كان معها محرم يصونها ويحفظها ويقوم بمصالحها، والمحرم هو: زوجها أو من تحرم عليه على التأبيد؛ لقرابة أو رضاع أو مصاهرة؛ كأبيها وابنها من الرضاع أو أخيها من الرضاع ونحوهم، وسواء كانت المرأة شابة أو عجوزًا، وسواء كانت وحدها أو مع نساء. ومجموعة النساء لا تكفي عن المحرم؛ لعموم الأحاديث ولعدم انتفاء المحذور، فالواجب على النساء وعلى أوليائهن تقوي الله، والمحافظة على أوامر الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، خصوصًا في المحافظة على الحياء والعفة وتجنب وسائل الشر والفساد، ولا يجوز أن يحملهم الطمع في الدنيا على التساهل في هذا الأمر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص 327) [ رقم الفتوى في مصدرها: 16042]

هل يحق للجهات الحكومية أن تجبر الطالبات على الاستعراضات الراقصةبدعوى الاحتفالات الوطنية؟

لا سعادة للأمم، ولا نهوض لها، ولا انتظام لشؤونها، ولا حفظًا لكيانها، إلا بولاة يسوسونها، ويحسنون قيادتها، على منهاج كتاب الله تعالى، وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ عقيدة، وقولاً، وعملاً، وفصلاً فيما شجر بينهم بتوفيق من الله سبحانه.

ولا قيام للحكام وولاة الأمم، ولا اعتبار لهم ولا وجاهة، إلا بأمم لها شأنها في جميع جوانب الحياة، دينًا واستقامة، وعلمًا وثقافة، وصناعة وزراعة، وقوة وسعة في كل ما تنهض به الأمم، ويدعم أركانها، حتى تكون مثلاً أعلى يرفع العقلاء إليها بأبصارهم إعجابًا بها، ويهابها من يعلم حالها.

فبقدر ما يبذل ولاة الأمور من خير وحسن سياسة لأممهم ومما يحققون لهم من إصلاح يجنون ثمرته قوة وعزًا، ووجاهة ورفعة شأن، وبقدر ما تستجيب الأمم لرعاتها المصلحين فيما يدعونها إليه من المعروف، ويتعاونون معها على تحقيقه تجد سعادة ورخاء، وراحة واطمئنان... إلخ.

فعلى حكام المسلمين وولاة أمرهم أن يسوسوا أممهم سياسة إسلامية يحتذون فيها حذو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتدون بهديه، ويقتفون فيها أثر خلفائه الراشدين؛ ليسعدوا وتسعد أممهم، ويحمدوا العاقبة في الأولى والآخرة، وليحذروا أن يخالفوا شريعة الإسلام ونهجها القويم، فيلقوا بأيديهم إلى التهلكة، إتباعًا لهواهم، وتقليدًا لدول الكفر في الحكم في رعيتهم، وفي عاداتهم وانحرافهم في أخلاقهم، وفي ثقافتهم، بإدخالهم اللهو والمجون في دور التعليم، وخلطهم الإناث بالذكور فيها، إلى غير ذلك من ألوان الشر والفساد، فإنهم إن فعلوا ذلك انحلت عروتهم، وضعفت شوكتهم، وهانوا على الله، فأهانهم وحقت عليهم كلمة العذاب، وذلك جزاء المفسدين.

وأخيرًا لا يوجد في قول البشر أجمل ولا أكمل ولا أحكم ولا أشمل من وصية ونصيحة من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده، وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).

ويقول: ((ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة)).

فليتق الله كل وال فيمن استرعاه الله، ولينصح لهم، وليحكم فيهم بالحق، فإنه مسئول عنهم.

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 17/ ص 113) [ رقم الفتوى في مصدرها: 3]

ـ هل يجوز لي خلع النقاب مع أنني أصبحت لا أطيق أن ينظر أحد إلى وجهي، وفي خلع النقاب فتنة لي، أم أن خلعه يعتبر تقصير مني في التوكل على الله تعالى، أم أن فتنة التعذيب والقبض وكل شيء بقدر أكبر من فتنة خلع النقاب.

2ـ هل يجوز إكمال بقية هذه السنة في هذه الكلية المختلطة مع التقليل من دخولها قدر الإمكان، مع ما في دخولها من فتن حتى يتسنى لي التحويل إلى كلية طب غير مختلطة؟

3ـ هل ما فعلته يعتبر عقوق لوالدتي؟ حيث إنها متعبة جدًا لارتدائي النقاب وخائفة على جدًا؟

4ـ هل ما أفعله هو اجتهاد ـ على حسب قولهم ـ ولا يصح لي فعله إلا بعد أن أصل إلى مرتبة الكمال؟

5ـ إذا كانت المرأة تشعر بالفتنة أو تفتن بمجرد خروجها من منزلها وسيرها في شوارع مختلطة، فهل يجب في حقها ألا تخرج من بيتها مطلقًا إلا للضرورة، أو أن تخرج في سيارة وهذا غير متيسر لها، أم ماذا يجب عليها أن تفعل؟

6ـ إذا كانت هناك فتاة لها ظروف مشابهة للظروف التي سردتها، ولكنها لا تستطيع التحويل إلى كلية طب غير مختلطة فماذا تفعل؟
1، 2: لا تستمري في الكلية التي فيها اختلاط الشبان بالشابات، اجتنابًا للشر، ودرءًا للفتنة، وانتقلي إلى كلية أخرى لا اختلاط فيها ولا فتنة.

3، 4: ما حصل منك إنما هو عن اجتهاد، وهو أقرب إلى الصواب، وأحفظ للعرض، وأبعد عن الفتنة، وأحوط في الدين، وعلى هذا لا يعتبر عقوقًا لوالدتك، وهي أيضًا مجتهدة معذورة مدفوعة بدافع العاطفة، والحرص على مصلحتك، والخوف عليك من ضرر القبض والسجن والانقطاع من الدراسة، وآثرت هذا على الجوانب الأخرى.

5، 6: إذا كان الواقع من حال الفتاة الشعور بما ذكر من الفتن، فالخير لها في لزوم بيتها والعزلة، إلا إذا دعت الضرورة إلى ما لا بد منه جاز لها أن تخرج مع الحجاب، وإن كان الخروج سفرًا فلا بد مع ذلك من محرم أو زوج.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج17/ ص263) [ رقم الفتوى في مصدرها: 6110]

ما حكم أخذ الأجرة على تدريس وتعليم كتاب الله؟ مع العلم أنني طالب علم لا دخل لي، ولا أستطيع ممارسة أي عمل آخر، يضاف لهذا كله أنني أحتاج المال في المواصلات وغيرها من الأمور ؟

يجوز أخذ الأجرة على تدريس وتعليم كتاب الله، سيما مع الحاجة إليها، ويستدل لهذا بما أخرجه البخاري في صحيحه (5737) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:" إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله "، وهو قول جمهور أهل العلم، ومنهم: مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد، وهو ظاهر صنيع البخاري؛ حيث أردف حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- السابق ذكره بحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - في أخذ الأجرة على رقية اللديغ، انظر البخاري (2276)
وقد ذهب أبو حنيفة – رحمه الله – وأحمد في رواية عنه إلى تحريم أخذ الأجرة على تعليم القرآن؛ لما رواه أبو داود (3416) من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: " علَّمت ناساً من أهل الصُّفة الكتاب والقرآن، فأهدى إليّ رجل منهم قوساً، فقلت: ليست بمال، وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إليّ قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله، قال: إن كنت تحب أن تُطَوق طَوْقاً من نار فاقبلها ".
قلت: وهو حديث ضعيف، فيه مغيرة بن زيادة مختلف فيه، قال أحمد: مضطرب الحديث، أحاديثه مناكير، وقال أبو زرعة: في حديثه اضطراب، ووثقه وكيع وابن معين.
وفيه الأسود بن ثعلبة قال عنه ابن حجر في (التقريب) مجهول، وهناك قول ثالث: وهو جواز أخذ الأجرة للحاجة، وهو رواية أخرى عن أحمد واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية.
وخلاصة القول: جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وما دونه؛ كالحديث والفقه وسائر العلوم الشرعية؛ لصراحة الدليل الذي أشرنا إليه آنفاً وصحته، والله أعلم .
د . رياض بن محمد المسيميري

لقد تعددت الأقوال والفتاوى حول لعب الأطفال؛ فما الحكم في العرايس والحيوانات المجسمة؟ هناك من أجاز اقتنائها شرط إهانتها وعدم الاهتمام بها، وهناك من حرمها كلية؛ فما هو الحكم الصحيح؟ وما هو حكم استخدام البطاقات التي عليها صور لتعليم الأطفال الحروف والأرقام وكيفية الوضوء والصلاة؛ أخبروني ما حكم الله؟!
لا يجوز اقتناء الصور لذوات الأرواح؛ إلا الصور الضرورية؛ كصور حفيظة النفوس، والبطاقة الشخصية، ورخصة القيادة... وما عداها من الصور؛ فلا يجوز اقتناؤه للعب الأطفال أو لأجل تعليمهم؛ لعمومات النهي عن التصوير واستعماله.

وهناك لعب للأطفال كثيرة من غير الصور، وهناك وسائل لتعليمهم غير الصور، ومن أجاز اقتناء الصور للعب الأطفال؛ فقوله مرجوح؛ لأنه يعتمد على حديث لعب عائشة رضي الله عنها يوم أن كانت صغيرة[1]، وحديث عائشة قيل: إنه منسوخ بالأحاديث التي تحرم التصوير، وقيل: إن الصور المذكورة فيه ليست على شكل الصور الموجودة الآن، وإنما كانت من الخرق والعيدان المعروفة في وقتهم، ولا تمثل شكل الحيوان كما تمثله الصور المعروفة الآن، وهذا هو الراجح، والله أعلم، والصورة المعروفة الآن تمثل الحيوان بدقة، بل منها ما هو متحرك كحركة الحيوان.
------------------------------
[1] انظر: "سنن أبي داود" (4/284، 285).
ــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
(ج 3/ ص 338) [ رقم الفتوى في مصدرها: 504]

ما الواجب على المعلم والمعلمة تجاه الطالب الذي يدرس تحت أيديهم ؟ الرجا توجيه نصيحة لهم، لأن فيهم من يهتم بإنهاء المقرر فقط.

المشروع في حق المعلم والمعلمة أداء الأمانة في تعليم العلم، وأن ينويا بذلك وجه اللَّه سبحانه وتعالى، والإحسان إلى المتعلمين، وأن يجتهدا غاية الاجتهاد في إيصال العلم إلى الطلبة بجميع الوسائل، وأن يجتهدا في توجيه الطلبة للبحث بأنفسهم حتى يكون لهم ملكة تعينهم على معرفة استنباط الأحكام من الأدلة والترجيح بينها.

وأما إتمام المقرر دون أن يكون راسخاً في أذهان الطلبة فهذا وإن كان بعض الأساتذة يضطرون إليه لكون النظام يحتم ذلك فإني أرى أن كون الطالب يفهم ويرسخ العلم في قلبه خياًر من مراعاة إتمام المقرر، ولكن يجب على المعلم والمعلمة إذا رأيا أن المقرر طويل، وأنه لا يمكن إنهاؤه في المدة المقررة للدراسة ولاسيما مع كثرة الإجازات، فإن عليهما أن يرفعا الأمر للمسؤولين في تلك الجهة لدراسته، وأنا أعتقد أن الجهات المسؤولة لا تريد إلا الخير إن شاء اللَّه، وأنها سوف تنظر بجد في هذه المشكلة التي تشغل بال كثير من الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: سلسلة كتاب الدعوة فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء (ج 1/ ص 59)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : فضيلة الشيخ حفظكم الله ، نحن طلبة قسم القرآن الكريم نسأل عن حكم الاختلاط في الجامعة .علما انه لايوجد في بلدنا جامعات غير مختلطة .واذا لم ندخل بها سيدخلها غيرنا من اصحاب البدع والعلمانيين ويتخرجون يحاربون السنة في تدريسهم .علما ان الطالبات محجبات الحجاب الشرعي ويجلسون في المقاعد الخلفية للقاعة .أفتونا على واقعنا مأجورين.


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد :
فقد قال علماء اللجنة الدائمة عن التعليم المختلط ما يلي :
اختلاط الطلاب بالطالبات والمدرسين بالمدرسات في دور التعليم محرم لما يفضي إليه من الفتنة وإثارة الشهوة والوقوع في الفاحشة ، ويتضاعف الإثم وتعظم الجريمة إذا كشفت المدرسات أو التلميذات شيئاً من عوراتهن ، أو لبسن ملابس شفافة تشف عما وراءها ، أو لبسن ملابس ضيقة تحدد أعضاءهن ، أو داعبن الطلاب أو الأساتذة ومزحن معهم أو نحو ذلك مما يفضي إلى انتهاك الحرمات والفوضى في الأعراض . " فتاوى إسلامية " ( 3 / 102 ، 103 ) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز للرجل أن يدرس في جامعة يختلط فيها الرجال والنساء في قاعة واحدة علماً بأن الطالب له دور في الدعوة إلى الله ؟
فأجاب رحمه الله :
الذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة ؛ وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه ، فإن الإنسان مهما كان من النزاهة والأخلاق والبراءة إذا كان إلى جانبه في الكرسي الذي هو فيه امرأة - ولا سيما إذا كانت جميلة ومتبرجة - لا يكاد يسلم من الفتنة والشر ، وكل ما أدى إلى الفتنة والشر : فإنه حرام ولا يجوز ، فنسأل الله - سبحانه وتعالى - لإخواننا المسلمين أن يعصمهم من مثل هذه الأمور التي لا تعود إلى شبابهم إلا بالشر والفتنة والفساد ، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة يترك الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط ، فأنا لا أرى جواز هذا وربما غيري يرى شيئاً آخر . " فتاوى إسلامية " ( 3 / 103 )

فجلوس الطالبات في الخلف في القاعات لا يكفي . لحصول الاختلاط في غير القاعة وهذا منكر عظيم واتباع لخطوات الشيطان . فعلى المؤمن أن يكون كيسا فطنا . ويهرب من مواطن الضلال والفتن ، فكم من شخص ادعى السلامة وأراد محاربة الفتن بدخوله الفتن فما سلم وما نجا بل افتنن وضل . نسأل الله العفو والعافية .
الشيخ / عيسى بن علي أبو العيد

هل تدريس الرجل الأعمى للبنات جائز أم لا؟ وهل يستقيم دليل من استدل بحديث: ((أفعمياوان أنتما؟!)) على عدم الجواز؟ أفتوني جزاكم الله خيرًا.

الأولى والأحوط أن يقوم بتدريس النساء نساء؛ لأن هذا أبعد عن الفتنة، ويجوز عند الحاجة أن يدرسهن رجل أعمى، أو رجل مبصر من وراء حائل، أو عن طريق الشاشة المغلقة.

أما حديث: ((أعمياوان أنتما...)) [1]؛ فلا يدل على عدم جواز تدريس الرجال للنساء مع التحفظ التام؛ لأنه في قضية حكم نظر المرأة إلى الرجل، وحول الحديث كلام لأهل العلم من حيث السند ومن حيث الدلالة، يراجع في "نيل الأوطار" للشوكاني أو غيره من شروح الحديث. والله أعلم.
------------------------------
[1] رواه أبو داود في "سننه" (4/62، 63)، ورواه الترمذي في "سننه" (8/19).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
(ج 3/ 297) [ رقم الفتوى في مصدرها: 436]

إذا تصدق أحد الأغنياء بمال يوزع على طلبة الجامعات الفقراء، وهناك إنسان قادر على شراء الكتب، ولكنه يأخذ من هذا المال علماً بأن هناك من هو أحوج منه، فهل هذا يجوز؟

إذا كان الواقع كما ذكر لم يجز للغني أن يأخذ شيئاً من هذا المال. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 10/ ص 76) [ رقم الفتوى في مصدرها: 9643]

طالبة طب مسلمة، تقول إنها تمنع من دخول المختبرات بغير الزى الخاص المعد من المستشفى، وهو ليس ساترًا للرأس واليدين، وجزء من الرجلين، فهل يجوز لها ذلك حتى تنتهي دراستها؟

لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من عورتها؛ كالوجه والرأس والصدر والساقين ونحوها أمام الرجال الأجانب بحجة دراسة الطب، والواجب على المسلمين أن يكون للنساء تعليم خاص بهن، لا يختلطن فيه مع الرجال، ولا تضطر معه إلى كشف عورتها، والله المستعان.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(ج 17/ ص 176) [ رقم الفتوى في مصدرها: 19504]

ما حكم ضرب الطالبات لغرض التعليم والحث على أداء الواجبات المطلوبة منهن لتعويدهن على عدم التهاون فيها ؟

لا بأس في ذلك؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة، وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح . ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ [1]؛ فالذكر يضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصر في الصلاة، ويؤدب حتى يستقيم على الصلاة، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشؤون البيت وغير ذلك، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم، لكن يكون الضرب خفيفاً لا خطر فيه، ولكن يحصل به المقصود .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

فضيلة الشيخ: ما حكم دوام المدرسين في المدارس في أيام لا يوجد فيها طلاب مثل أيام العودة، أي قبل الدراسة بشهر وخاصة في القرى النائية والبعيدة؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
إذا كان العقد يوجب عليك التعهد بالعمل لساعات محددة كل يوم، فيجب عليك أن تفي بمقتضى العقد، وإذا لم ينص في العقد على ذلك، فلا يجب عليك مباشرة العمل إذا لم يكن ثمة ما يقتضي الحضور، لا سيما في المناطق النائية والبعيدة.
أما مع وجود العمل فيجب عليك الحضور. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المفتي : سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


أنا معلمة ، وفي أيام العودة لا يوجد لدينا عمل وهنا نريد الخروج مبكراً قبل الدوام ب3 ساعات علماً أن الإدارة تسمح به ؟.

الحمد لله إذا لم يوجد عمل ، وسمحت الإدراة بانصراف المعلمات ، فلا حرج عليك في الانصراف ؛ لأن الإدارة مخوّلة بالنظر في مصلحة العمل ، وتوزيع المهام على الموظفين .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن رجل موظف ، وعند انتهاء ما عنده من معاملات يغادر الدوام قبل انتهائه ، خاصة في رمضان ، فهل هذا جائز ؟
فأجاب : " لا يجوز ، والواجب عليه أن يبقى في عمله حتى ينتهي الدوام ، إلا بإذن المرجع الذي يعمل فيه ؛ لأنه قد تأتي معاملة جديدة ، وقد يحتاج إليه ، فالواجب على الموظف أن يبقى في عمله حتى ينتهي الدوام ، إلا بإذن من الدولة ، أو من المرجع المسئول عنه " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
والله أعلم .
المفتي : الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
رئيس هيئة كبار العلماء السابق بالمملكة العربية السعودية


يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على جماعة من أصحابه يتوكأ على عصا، فقاموا له، فقال لهم : " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا" ما حكم الإسلام في وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول، هل هو جائز أم لا؟ وهل وقوف الناس بعضهم لبعض في المجالس حين التحية والمصافحة منهي عنه؟

خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وخير القرون القرن الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون المفضلة بعده، كما ثبت ذلك عنه، وكان هديه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في هذا المقام أنه إذا جاء إليهم لا يقومون له؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك، فلا ينبغي لهذا المدرس أن يأمر طلبته بأن يقوموا له، ولا ينبغي لهم أن يمتثلوا إذا أمرهم، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
المفتي : مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد السادس(العقيدة)

جرت العادة أن المدرس إذا دخل على الطلبة الفصل يقوم له الطلبة على وجه التحية . ويأمرهم المدرس بذلك ، وبعض المدرسين يعاقب الطالب الذي لا يقوم له ، ويعتبر ذلك نوعاً من سوء الأدب . فما حكم ذلك ؟.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

"بلغني أن كثيراً من المدرسين يأمرون الطلبة بالقيام لهم إذا دخلوا عليهم الفصل ولا شك أن هذا مخالف للسنة الصحيحة .

فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاوية رضي الله عنه بإسناد صحيح . وروى الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال : ( لم يكن شخص أحب إليهم ـ يعني الصحابة رضوان الله عليهم ـ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا لا يقومون له إذا دخل عليهم لما يعلمون من كراهيته لذلك ) .

فالسنة ، عدم القيام للمدرسين إذا دخلوا على الطلبة في الفصول عملاً بهذين الحدثين الشريفين . وما جاء في معناهما .

ولا يجوز للمدرس أن يأمرهم بالقيام لما في حديث معاوية من الوعيد في ذلك ، ويكره للطلبة أن يقوموا عملاً بحديث أنس المذكور ، ولا يخفى أن الخير كله في إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به وأصحابه رضي الله عنهم ، جعلنا الله وإياكم من أتباعهم بإحسان ، ووفقنا للفقه في دينه ، والثبات عليه" اهـ .

"مجلة البحوث الإسلامية" (26/347) .
المفتي : الشيخ عبد العزيز بن باز

ما حكم ضرب الطالبات لغرض التعليم و الحث على أداء الواجبات المطلوبة منهن لتعويدهن على عدم التهاون فيها ؟
الحمد لله لا بأس في ذلك فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما يتبقى من العمل الصالح ، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) فالذكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصّر في الصلاة ويؤدب حتى يستقيم على الصلاة ، وهكذا في الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفاً ولا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود .

المفتي : الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ج/3 ص 1079


مدرس ضرب الطالب بسبب قلة أدبه، أو إهماله في واجباته، أو رفع صوته في وجه مدرسه أو لسبب ما؛ فكانت نتيجة الضرب أن شجه المدرس في رأسه، أو جرحه في يده، أو في وجهه، أو كسر عظم ساعده، فما هو الإجراء المتخذ تجاه المدرس في رأيكم؟


هذا من الخطأ الكبير ؛ فإن الضرب الذي يصل إلى هذا الحد ممنوع ، فإن على المدرس النصح و التوبيخ و التهديد و التشديد و الإغلاظ في القول ، و متى احتاج إلى الضرب و التأديب فليكن باليد أو سير أو خيط أو حبل ، أو عود رطب لين لا يحصل به الشجاج و لا كسر الأعضاء فمتى خالف و شدد في الضرب بالعصا أو بالحجارة ، فحصل أن شجه في الرأس أو الوجه ، أو جرحه في بدنه و أسال الدم أو كسر عظما منه ؛ فأرى ألا قصاص في ذلك لكونه مجتهدا ، و لأن المدرس قصد تأديبه و زجره و زجر أمثاله ، و تحذيرهم عن سوء الأدب و عن الإهمال ، و عن الرد بقوة على المدرس ، و رفع الصوت في الفصل و ما فيه تنقص و اعتراض على المدرس ، و أرى أن على المدرس أرش تلك الشجاج و الجروح إن لم يسمح الأولياء ، و قد تدعو الحاجة إلى الترافع للقاضي لوجود ملابسات و مناسبات ، فيُرجع إلى حكم القاضي الذي يرفع الخلاف ، و الله أعلم .
المفتي : الشيخ د . عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله


من المعلوم أن الدروس الخصوصية ممنوعة من قِبل وزارة المعارف، فهل على المدرس إثم لو درس لبعض الطلاب في منازلهم، ولا سيما طلاب المدرسة التي يدرس فيها؟ وما حكم الأجرة التي يأخذها من الطلاب مقابل تدريسه لهم؟ وإذا كان لا يجوز فكيف يتصرف بالأجرة؟


متى علم منع الدروس الخصوصية حتى لغير الطلاب الذين في مدرسته فعليه التقيد بهذا المنع، وعدم المخالفة للتعاليم و العمومات التي فيها مصلحة للطلاب، فمتى خالف ذلك وقام بتدريس بعض الطلاب في المنازل فإن الأجر لا يحل له ؛ فننصحه أن يردها إلى الطلاب الذين قام بتدريسهم وأخذها منهم، فإن كان لا يعرفهم أو قد طالت المدة فعليه أن يتصدق بها، ولو كان قد قام بالعمل وأخذ الأجرة مقابل تعبه، لكن قطعًا لهذه المادة ننصحه بأن يخرج من هذا المال؛ فإنه من المشتبهات، ومن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، والله أعلم.

المفتي : الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله

بعض المدرسين يطلب من الطلاب أن يصفقوا لزميلهم أو بإقرار من المدرس وعدم إنكاره ذلك، ولا سيما إذا وفق الطالب في الإجابة، أو أخذ درجة كاملة في الامتحان، أو لتفوقه في الدراسة، أو لأخذه الجائزة، أو لأسباب أخرى، فما حكم ذلك؟


لا يجوز التصفيق في حق الذكور من الطلاب فقد ثبت في الحديث: ( أن التصفيق للنساء ) رواه البخاري ، عند الحاجة إليه في الصلاة و نحوها، وقد عاب الله -تعالى- الكفار باستعمال التصفيق كما في قوله -تعالى- : " وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً " ؛ فالمكاء الصفير، و التصدية التصفيق الذي يكون له صدى وصوت يسمع، ولا شك أن عيبهم بذلك دليل إنكار فعل هم والتنفير منه، فلا يجوز تقليدهم في ذلك ولا محاكاة فعلهم، ولو من الأطفال والطلاب؛ لما في ذلك من تعويدهم على هذه العادة السيئة والتقليد الأعمى لأهل الجاهلية.
فعلى هذا يمنع الطلاب عن هذا التصفيق لأية سبب، و ينكر على المعلم الذي يكلفهم به أو يقرهم عليه،ويمكن استبدال ذلك بالتكبير الذي فيه استحضار كبرياء الله -تعالى- وفيه الإعجاب بذلك الطالب المتفوق ونحوه، وللمعلم أن يبدأ بالتكبير ثم يتبعه الطلاب رافعين بذلك أصواتهم مرة أو أكثر، فهذا مما يحصل به حفز الهمم إلى المسابقة والاهتمام بالدروس، والتأهب للجواب الصحيح الذي يحصل به على أخذ جائزة سنية أو رتبة رفيعة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- document.write(""); يكبر أو يسبح عند التعجب من الشيء document.write(""); ؛ لقصد تعظيم الله -تعالى- وتنزيهه عن النقائص، ولقصد إظهار الاستغراب للشيء المتجدد، والله أعلم.

المفتي : الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله


ما حكم تحية العلم في الجيش؟ وتعظيم الضباط؟


لا تجوز تحية العلم، بل هي بدعة محدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم.
وأما تعظيم الضباط باحترامهم وإنزالهم منازلهم فجائز، أما الغلو في ذلك فممنوع، سواء كانوا ضباطا أم غير ضباط.


المفتي : مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد السادس(العقيدة)


لماذا لا يقف المسلمون لأجل تحية العلم ؟

التعظيم من خواص الرب سبحانه وتعالى والذل لا ينبغي لمخلوق إلا لخالقه سبحانه . والله أعلم .


المصدر الإسلام سؤال وجواب



بسم الله الرحمن الرحيم.
ما حكم قبول المعلمة الهدية من طالباتها في المدرسة أثناء مدة الدراسة، وكذلك بعد رصدها للدرجات النهائية، وكذلك بعد تخرج الطالبة وانتقالها من المدرسة؟ سواء كانت ورداً، أو بطاقة شكر، أو هدية تذكارية، ونحو ذلك.

ن تقديم هدية للمعلمة أثناء الوقت الذي تكون الطالبة في حاجة إليها لمساعدتها، أو تكون في محل للتهمة لمحاباة المعلمة للطالبة، فإن هذا يدخل في باب الرشوة، وأما بعد تخرجها وانتقالها من المدرسة فهذا لا يدخل في معنى الرشوة، وهو أمر حسن.

المفتي : د. سليمان بن وائل التويجري عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى


بعض المدرسين يقبلون الهدية من الطالب إذا قدمها الطالب بنفسه بحجة عدم جرح شعوره، وسواء كانت الهدية متواضعة للغاية أو جيدة، وسواء كان المدرس عند أخذها من الطالب سوف ينفعه أو لا ينفعه؛ بمعنى أنها لا تؤثر عليه بحيث يكون شأنه كشأن الطلاب الآخرين، فما حكم ذلك؟ نرجو بسط القول في الإجابة على هذا السؤال.


أرى له عدم القبول؛ فهو أبعد عن الظنون وأسلم للنفس من الحيف والميل، ولو شيئًا يسيرًا،ولو كانت الهدية متواضعة كقلم ودفتر وكراسة ونحوها، أو رفيعة الثمن كساعة أو كتاب أو كسوة.فالأولى ألا يقبل ذلك ولو أمن على نفسه من الحيف والميل مع ذلك الطالب؛ فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، وذلك أنه قد يساء به الظن، فمتى تفوق ذلك الطالب أو حظي بجائزة ظن غيره أن ذلك بسبب تلك الهدية، ومتى أعفي عن التأخير والغياب لعذر أو جبر نقص في درجاته اتهم ذلك المدرس بالعفو عنه لأجل الهدية، حتى ولو أخفاها فقد تظهر آثارها، وعليه أن يقنع الطالب الذي جاء بالهدية ويعتذر له عن سبب الرد ، حتى لا يجرح شعوره؛ رجاء أن يقبل عذره ويصرف الهدية إلى غيره.
ويعفى عن المنفعة اليسيرة كإركابه في السيارة إلى بيته، أو حمل متاعه من السوق، أو تقريب نعله أو ثوبه أو كتابه عند الحاجة إلى ذلك، وكذا استضافته مع غيره وخدمته بما هو معتاد، كتقديمه في الصف، والقيام له من المجلس، وتكريمه بما هو أهله، ومدحه بما لا كذب فيه ولو كان حاضرًا؛ فكل ذلك لا حرج فيه، إلا أن يكون فعل ذلك لغرض يختص بالدراسة فإنه يدخل في النهي، ويمكن أن يعفى عن الهدية المتبادلة إذا كان يهدي إليه سابقًا ويقبل مكافأته عليها؛ عملا بحديث: ( تهادوا تحابوا، فإن الهدية تسل السخيمة وتذهب وحر الصدر ) - رواه الترمذي و ضعفه الألباني - ثم على المدرس ألا يقبل الهدية من والد التلميذ ؛ فقد يكون سبب الإهداء استجلاب مودته وشفقته على ابنه، فيكون في ذلك جور وحيف، فعلى المدرس إظهار الترفع والاعتزاز والبعد عمّا يسيء السمعة أو يجلب الشك والريب، والله الموفق.

المفتي : الشيخ د . عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله



السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أعمل كمدرس و أحس أن النظام و المناهج لا تركز على الدروس بقدر ما تهتم بالمظاهر و السجلات... فالدرس آخر ما يسأل عليه المدرس... و أفضل معلم هو من ينجح كل الطلبة مهما كان مستواهم... لقد صارت مدارسنا مملوءة بطلبة أميين ينجحون رغم أنف المدرس ...و مدرس لا يجد التشجيع على العطاء... هل عملنا حلال ؟ مع العلم أنه يستحيل السير ضد التيار، و لا يكون التغيير إلا من أصحاب القرار الذين يريدون أن يعم الجهل و يكون التعليم مجرد ديكور لتزويق منظر الدولة... فهل علينا أن نستقيل من هذا العمل بعد أكثر من 20 سنة خبرة ؟ و أين سيكون عملنا الجديد في دول تفشى المرض في كل ميادينها ؟ وجازاكم الله خيرا .

بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
الأخ الفاضل:
مع سوء نظام التعليم في الدول العربية، فإن هذا لا يوجب الاستقالة منه ، بل الواجب هو الإصلاح مهما كان صعبا ، فيمكن لك أن تقوم بدورك في الدرس والشرح ، وأن تتقي الله تعالى في عملك ، مع ما يطلبونه من شكل إداري ، وإن كنت تسميه " ديكورا"، وابذل ما في وسعك ، وراقب الله تعالى في عملك ، فلا يكن همك الدروس الخصوصية ، ولا الديكور، ولكن اتقن عملك، وراقب ربك ، واعلم أن ما تفعله جهاد في سبيل الله تعالى ، والتغيير لا يأتي في يوم وليلة ، بل لابد فيه من الصبر والحكمة.
والله أعلم
المفتي : الأستاذ مسعود صبري


ما حكم تعليق الصور ؟

لا يجوز تعليق الصور في الجدران ولا في المكاتب ولا غيرها مطلقاً بل الواجب طمسها لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لعلي : " لا تدع صورة إلا طمستها " ولأن تعليقها يفضي لتعظيمها وعبادتها من دون الله إذا كانت من صور المعظمين كالملوك والزعماء وإن كانت من صور النساء فتعليقها من أسباب الفتنة بها .

المفتي : عبد العزيز بن باز
رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

هناك من يقول أن تعليق السور القرآنية أو الآيات على الحائط حرام مع العلم أن هذه الآيات أو السور لم توضع إلا لفضائلها مثل يس وآية الكرسي وغيرها ، نأمل من سماحتكم بيان حكم ذلك ، جزاكم الله خيراً ؟


تعليق الآيات أو السور على الجدران في المكتب أو المجلس للتذكير والعظة لا بأس بذلك على الصحيح ولقد كره بعض علماء العصر وغيرهم تعليقاً ولكن لا حرج فيه إذا كان ذلك للتذكير والعظة وكان المكان محترماً كالمجلس والمكتب ونحو ذلك أو يعلق حديثاً عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كل ذلك فيه مواعظ وذكرى ، أما إذا كان القصد غير ذلك كأن يعتقد أنها تحفظه من الجن أو العين أو هكذا فلا يجوز بهذا القصد وهذا الاعتقاد لأن هذا لم يرد في الشرع وليس له اصل يعتمد عليه والله ولي التوفيق ...

المفتي : عبد العزيز بن باز
رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

المصدر : كتاب
فتاوى مهمة لموظفي الأمة

ما حكم قراءة الموظف القرآن الكريم أثناء ساعات العمل الرسمية وعلى حساب العمل ؟.

الحمد لله إذا كان ذلك على حساب العمل - كما ورد في السؤال - فلا يجوز ، لأن الموظف تم التعاقد بينه وبين جهة العمل على أن يقوم بالعمل الموكل إليه ، مع الالتزام بساعات العمل اليومية فإن أخل بساعات العمل ، أو بالعمل نفسه كان ذلك محرماً ، لقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) المائدة/1 ،
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : : ( المسلمون على شروطهم ) رواه أبو داود ( 3594 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
أما إذا كانت قراءته للقرآن لا تؤثر على قيامه بالعمل ، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن ، أو قراءة شيء مفيد ، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا ، فهل عليه شيء من ذلك ؟
فأجاب : " ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه ، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله ، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز ، وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر " انتهى نقلا عن "فتاوى الحقوق" جمع خالد الجريسي ص 59 .

المصدر الإسلام سؤال و جواب

أنا موظف وفي العمل أقرأ القرآن الكريم في أوقات الفراغ ، ولكن المسؤول ينهاني عن ذلك بقوله : إن هذا الوقت للعمل وليس لقراءة القرآن . فما حكم ذلك ؟



الحمد لله إذا لم يكن لديك عمل فلا حرج في قراءة القرآن ، وهكذا التسبيح والتهليل والذكر ، وهو خير من السكوت ، أما إذا كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملك فلا يجوز لك ذلك ؛ لأن الوقت مخصص للعمل فلا يجوز لك أن تشغله بما يعوقك عن العمل .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8ص / 361

المصدر الإسلام سؤال و جواب

أسأل عن حكم رسم صور ذوات الأرواح مثل صور الأشخاص ، وذلك لغرض الشرح لبحث علمي مثل : طرق الإسعافات الأولية للمصاب ... وغيرها..

الحمد لله

" تصوير ذوات الأرواح حرام مطلقا ؛ لعموم الأحاديث التي وردت في ذلك ، ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم » . رواه البخاري (5951) ومسلم (2108) . وقوله صلى الله عليه وسلم: « إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون » رواه البخاري (5950) ومسلم (2109) .

وليست هذه الرسومات ضرورية للتوضيح في الدراسة ، بل من الأمور الكمالية لزيادة الإيضاح ، وهناك غيرها من وسائل الإيضاح يمكن الاستغناء بها عن الصور في تفهيم الطلاب والقراء ، وقد مضى على الناس قرون وهم في غنى عنها في التعليم والإيضاح ، وصاروا مع ذلك أقوى منا علما ، وأكثر تحصيلا ، وما ضرهم ترك الصور في دراستهم ، ولا نقص من فهمهم لما أرادوا ولا من وقتهم وفلسفتهم في إدراك العلوم وتحصيلها ، وعلى هذا لا يجوز لنا أن نرتكب ما حرم الله من التصوير لظننا أنه ضرورة ، وليس بضرورة لشهادة الواقع بالاستغناء عنه قرونا طويلة " اهـ .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/684) .

"ولكن من الممكن أن تصور أجزاء من الجسم كاليد والرجل وما أشبه ذلك "
فتاوى ابن عثيمين (12/325) .

والله أعلم .
المصدر الإسلام سؤال و جواب

من الشباب من يحب فن الرسم، وهو يرسم مرارا فنريد معرفة موقف الإسلام من الرسم؟

الرسم له معنيان:
أحدهما: رسم الصور ذوات الأرواح، وهذا جاءت السنة بتحريمه، فلا يجوز الرسم الذي هو رسم ذوات الأرواح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح" كل مصور في النار " وقوله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون الذين يضاهئون بخلق الله " ولقوله صلى الله عليه وسلم" إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم " ولأنه صلى الله عليه وسلم " لعن آكل الربا وموكله، ولعن المصور"، فدل ذلك على تحريم التصوير، وفسر العلماء ذلك بأنه تصوير ذوات الأرواح من الدواب والإنسان والطيور.
أما رسم ما لا روح فيه- وهو المعنى الثاني- فهذا لا حرج فيه، كرسم الجبل والشجر والطائرة والسيارة وأشباه ذلك، لا حرج فيه عند أهل العلم، ويستثنى من الرسم المحرم ما تدعو الضرورة إليه، كرسم صور المجرمين حتى يعرفوا وحتى يمسكوا، أو الصورة في حفيظة النفوس التي لا بد منها ولا يستطيع الحصول عليها إلا بذلك، وهكذا ما تدعو الضرورة من سوى ذلك، فإذا رأى ولي الأمر أن هذا الشيء مما تدعو الضرورة إلى تصويره لخطورته ولقصد سلامة المسلمين من شره حتى يعرف أو لأسباب أخرى فلا بأس، قال الله عز وجل{ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } [الأنعام 119].

المفتي : الشيخ عبد العزيز بن باز
المصدر طريق الإسلام


ما حكم الاستفادة من الإجازة الاضطرارية في الراحة من العمل، أو لأجل أداء العمرة، أو زيارة بعض الأقارب، أو لإنجاز عمل، أو السفر للدعوة إلى الله، ونحو ذلك؟


أما المدرسون فلا يتمكنون من أخذ إجازة في أثناء العمل؛ لما في ذلك من إضاعة الطلاب و تفويت الوقت المحدد للمواد، بل تكفيهم الإجازة الصيفية الطويلة أو الإجازة الفصلية المتوسطة بين الفصلين، ولهم في هذه الإجازات أن يسافروا لما يشاءون من عمرة أو زيارة بعض الأقارب أو إنجاز أعمال أو سفر للدعوة أو غير ذلك؛ حيث إن العمل متوقف في هذه المدة، وإذا كان هناك ضرورة شديدة أخذ بقدرها، كمرض أو مرافقة مريض أو سفر ضروري لا يجد منه بدا، فأما الراحة والعمرة والزيارة فله أن يقوم بها في إجازة الأسبوع وفي الإجازات الرسمية العامة، فأما غير المدرسين فإن عملهم يستمر في العام كله فأبيح لهم أخذ إجازة للراحة أو السفر أو العمرة أو النزهة ونحو ذلك، وقدر لهم عشرة أيام في السنة إن أخذها وإلا فاتت عليهم، كما أن لهم إجازة عادية معروفة، والله أعلم
المفتي : الشيخ د . عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله

بعض المدرسين يتساهل في التصحيح لينجح الطلاب، وفيهم من ليس بأهل للنجاح؛ ليقال مدرس جيد وناجح في تدريسه ويُفهم الطلاب، ومن ثم يُمدح من قِبل الإدارة والطلاب، أو يكون قصده حتى يسلم من وضع أسئلة الدور الثاني والتصحيح، أو لأغراض أخرى، وقد رأيت ذلك من بعض المدرسين، ومثال ذلك مادة التعْبير؛ حيث يقلب المدرس ورقة الإجابة ويضع الدرجة التي يراها من غير قراءة لما سُطِّر في تلك الورقة، فهل يجوز ذلك شرعًا؟

على المدرس الإخلاص في تدريسه، والحرص على تفهيم الطلاب وأداء الدرس بوضوح وتمام، فمتى فعل ذلك فالغالب أن الطالب المجتهد والنشيط يبرز نشاطه، ويظهر علمه، ويتفوق في إجابته، وأن المهمل والمتغافل والبليد يخفق في إجابته، ويظهر أثر تساهله، وعدم اهتمامه في أدائه للجواب، كما قيل: عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان؛ فعلى هذا يلزم المدرس أن يعطي كل ذي حق حقه، وألا يتغاضى عن الأخطاء في الإجابة والهفوات، وأن يتعامل معهم بالعدل، فلا يزيد هذا ولو كان نشيطًا، ولا يتساهل مع هذا لضعفه، ولا يزيد من نقص جوابه إلا أن يحتاج في جميع المواد لدرجة أو درجتين حتى يتجاوز المستوى
ثم إن الذي يتساهل في التصحيح ويكتب الدرجات بالخرص قد خان الأمانة، ومال مع الطالب لقرابة أو شفقة ، و هذا الميل حرام ، و كذا التساهل في قراءة الأجوبة ، بل الواجب أن يقرأ جميع الجواب ثم يكتب له ما يستحقه من الدرجات سواء كثرت أو قلّت، حتى يعرف قوة التعْبير والقدرة على الإيراد، أو ضعف الأسلوب واشتمال الجواب على الخطأ، ولا يجوز أن يقصد المدرس الشهرة بأن دروسه كلها مفهومة، وأن تلاميذه كلهم قد نجحوا، سواء كان قصده انتشار ذكره في المجتمع، أو قصده السلامة من التصحيح للدور الثاني، أو أراد الإسراع بالتصحيح حتى لا يطول زمن التصحيح؛ فكل ذلك يعتبر خللًا في العمل وإهمالًا في أداء الأمانات، والله أعلم.
المفتي : الشيخ د . عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله
المصدر موقع ابن حبرين

هل يجوز الغش في الاختبارات وخصوصاً في مادة اللغة الإنجليزية التي لا فائدة منها للطلاب ؟

لا يجوز الغش في الامتحانات؛ لأنه غش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا[1]. وفيه ضرر عمومي للأمة كلها؛ لأن الطلبة لو اعتادوا الغش كان مستواهم العلمي ضعيفاً، وأصبحت الأمة غير ذات ثقافة ومحتاجة إلى غيرها؛ ولأصبحت حياة الأمة ليست حياة جد، ولا فرق في هذا بين اللغة الإنجليزية وغيرها؛ لأن كل مادة من المنهج قد طولب بها الدارس.
وقول السائل إنه لا فائدة منها ليس صحيحاً على وجه الإطلاق؛ بل قد يكون منها فائدة عظيمة؛ أرأيت لو كنت تريد أن تدعو إلى الإسلام قوماً لا يعرفون إلا اللغة الإنجليزية .. أفلا تكون هنا فائدة اللغة الإنجليزية عظيمة جداً ؟! وما أكثر المواقف التي نتمنى أن يكون معنا فيها لغة نستطيع أن نتفاهم مع مخاطبينا بها
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
---------------------------
[1] مسلم (101) .

أنا رجل - ولله الحمد - لدي العديد من الكتب النافعة والمفيدة والمراجع لكنني لا أقرؤها بل أختار منها البعض .. هل يلحقني إثم في جمع هذه الكتب عندي في البيت مع العلم أن بعض الناس يأخذون من عندي بعض الكتب يستفيدون منها ثم يرجعونها ؟

ليس على المسلم حرج في جمع الكتب المفيدة وحفظها لديه في مكتبة لمراجعتها والاستفادة منها، ولتقديمها لمن يزوره من أهل العلم ليستفيدوا منها، ولا حرج عليه إذا لم يراجع الكثير منها . أما إعارتها إلى الثقات الذين يستفيدون منها فذلك مشروع وقربى لله سبحانه؛ لما فيه من إعانة على تحصيل العلم؛ ولأن ذلك داخل في قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى}[المـَـائدة: 2]، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ[1] .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

--------------------
[1] مسلم (2699) .

ما حكم خروج مدير المدرسة لغرض شخصي بدون أن ينسق مع مرجعه ؟

لا يجوز له ذلك؛ إلا إذا أناب وكيلاً عنه ممن يوثق بعلمه وإيمانه وأمانته؛ حتى لا يختل العمل؛ وذلك أن المدير هو المرجع في ما يرد على المدرسة من الخطابات والطلبات، وهو مكلف بمراقبة المدرسين وتنظيمهم وملاحظة من تأخر أو أخل بعمله أو تخلف لعذر أو نحوه؛ فعليه الحضور أول الوقت، ثم عليه الحرص على الترتيب والتنظيم، وأن لا يخرج لغرض شخصي إلا بعد أن يوكل من فيه الكفاية من نائب أو وكيل أو مراقب أو مدرس متفرغ. وإن احتاج إلى غيبة طويلة فلا بد من إذن رسمي من مرجعه الذي يوكل غيره ليدير المدرسة وأهلها حتى يرجع من مغيبه، والله أعلم.

سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين

بعض الموجهين يستعمل أسلوباً عنيفًا لاذعًا وحِدَّةً مع المدرس فيبدأ معه بذكر مَثَالِبِه[1]، ويجرحه ويسيء الكلام معه، ويتقصى كل سلبياته، وأحياناً يبالغ في ذلك، ثم يذكر إيجابيته ومحاسنه .. فهل هذا هو الأسلوب التربوي المفيد أم على العكس من ذلك ؟ نرجوا الإفاضة في الإجابة على هذا السؤال لأهميته
ـــــــــــــــــــ

[1] مَثَالِبه: أي عيوبه.

الموجِّه هو الذي يتفقد أحوال المدرسين ويتابعهم في دروسهم ويأخذ فكرة عن كل واحد في الغالب، ولابد أن يكون عنده تعليمات من قبل الوزارة والرئاسة التي بعث من قبلها. ثم إن الموجه أحياناً يتمسك بطريقة واحدة ويرى أن على كل مدرس الالتزام بها والتقيد بما جاء في تلك التعليمات؛ فتراه يلاحظ على أكثر المدرسين ما رسمه في ذاكرته، وأرى أن هذا غير سديد؛ وذلك أن المدرس قد تدرَّب على العمل وفكر في طرق التعليم وباشر إلقاء الدروس مدة طويلة أو قصيرة، وعرف الأساليب المفيدة والوسائل التي توصل تلك المعلومات إلى أذهان الطلاب، وعرف كيف يجتذب أفهامهم ؟ وكيف يلفت انتباههم ؟ فالموجه عليه أن يشجعه على ما يستعمله من أسباب التفهيم، وأن يأخذ هذه الأفكار من المدرس ويرشد إليها الآخرين، وأن يبين له الملاحظات ويسأله عن عذره فيها، ويقبل اعتذاره إذا أخل بشيء من التعليمات العامة لسبب أو لمناسبة، وتكون تلك الملاحظات سراً بينه وبين المدرس؛ لكن إذا لاحظ أن من المدرسين من يتساهل كثيراً ولا يهتم بهذه الأمانة ولا يعمل بالتعليمات ويصر ويستمر على هذا الإهمال - فإن على الموجه أن يشدد في الإنكار عليه ويبين له الأخطاء التي ارتكبها وما أخل به من الواجبات. فمتى لم يتقبل فعلى الموجه أن يرشد مدير المدرسة إلى نصحه وتوجيهه أو السعى في نقله من هذا العمل إلى غيره؛ حتى تحصل الفائدة المطلوبة، والله أعلم.

سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين

هل يجوز للرجل أن يدرس في جامعة يختلط فيها الرجال والنساء في قاعة واحدة علماً بأن الطالب له دور في الدعوة إلى الله ؟

الذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة؛ وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه؛ فإن الإنسان مهما كان من النزاهة والأخلاق والبراءة إذا كان إلى جانبه في الكرسي الذي هو فيه امرأة - ولا سيما إذا كانت جميلة ومتبرجة - لا يكاد يسلم من الفتنة والشر. وكل ما أدى إلى الفتنة والشر فإنه حرام ولا يجوز. فنسأل الله - سبحانه وتعالى - لإخواننا المسلمين أن يعصمهم من مثل هذه الأمور التي لا تعود إلى شبابهم إلا بالشر والفتنة والفساد. حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة يترك الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط، فأنا لا أرى جواز هذا وربما غيري يرى شيئاً آخر.
سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

بعض مدراء المدارس يحرص على أن تظهر نتيجة مدرسته في الامتحان النهائي جيدة بأي طريقة كانت؛ حتى تظهر سمعة المدرسة بين المدارس. فإذا أكمل كثير من الطلاب ورسب بعضهم ضاق به ذرعاً؛ فنجده يتودد المدرس ويلاحقه بل ويضغط عليه أحياناً ليساعد الطالب المكمل أو الراسب بدرجة أو أكثر؛ علماً بأن ذلك الطالب المكمل أو الراسب لا يستحق ولا نصف درجة إطلاقاً .. فهل يجوز للمدير أن يتخذ ذلك الأسلوب مع المدرس لينجح الطالب وهو لا يستحق النجاح ؟

الواجب على المدير أن يحث المدرسين على التعليم النافع، وعلى بذل الجهد للطلاب وحثهم على الإقبال والتقبل والتفهم، وتفقد أحوال التلاميذ وشحذ هممهم، وتشجعيهم على الفهم والإدراك والمواظبة وحسن السيرة والسلوك وحضور البال وقت الإلقاء، والاهتمام بالحفظ والاستعداد قبل دخول الفصل، والبحث مع المدرس عن الإشكال، وحث المعلم على النصح والتوجيه للطلاب، وتشجيع من يفهم أن يتفوق فيهم، ومنح الجوائز المناسبة للسابقين فيهم، واختيار المدرسين المخلصين من ذوي الكفاءة والأهلية بحيث يكون له الأثر في إيصال المعلومات إلى أذهان الطلاب؛ فبذلك ونحوه تنجح المدرسة وتتفوق على غيرها في النتيجة الطيبة والسمعة الحسنة؛ يكتسب المدير فيها والمدرسون لسان الصدق والذكرى الحسنة بين المدارس الأخرى التي هي دونها في العناية. فأما مع الإهمال والغفلة عن التربية الحسنة ثم عند الإمتحان يأمر المصححين بالتساهل والتغاضي عن الأخطاء، والزيادة في الدرجات لمن لا يستحق ذلك - فإن هذا لا يجوز؛ حيث إن هذه الامتحانات يقصد منها معرفة ذوي الكفاءة والنباهة الذين أقبلوا على التعلم برغبة ومحبة وصدق واهتمام، والذي هم أهل أن يتولوا المناصب الحساسة التي تهم الأمة وتنفع المجتمع وتخدم مصالح الدولة وتعود عليها بالفائدة الطيبة، ويعرف أهل الإهمال والإعراض والإكباب على الملاهي والبطالات وأهل البلادة والفَهَاهَة[1] وضعف الإدراك وقلة الفهم ممن لا يصلح لتولي الولايات المهمة.
فعلى هذا أرى أن على المدير والمدرسين عند الامتحان إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم المحاباة أوالميل مع البعض وإعطائهم ما لا يستحقونه ولو بدرجة أو درجتين؛ وذلك هو العدل والإنصاف وإعطاء كل طالب ما يستحقه. وهذا هو السر في إخفاء أسماء الطلاب والاكتفاء بالأرقام السرية؛ مخافة أن بعض المدرسين يتحاملون على بعض من يريدون نقصه، أو يتغاضون عن بعض الهفوات ممن يميلون إليه. فالعدل هو الواجب - لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِْحْسَانِ}[النّحـل: 90]، والله أعلم.

سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين
ـــــــــــــــــ
[1] الفَهَاهَة: العجز والكسل والبلادة وعدم الإفصاح عن الكلام.


في بعض المدارس إذا أحسن التلميذ في شيء ما فإن زملاءه يصفقون له، كما أن التلاميذ يقومون للمدير أو المدرس إذا دخل الفصل .. فما حكم ذلك ؟

التصفيق مكروه كراهة شديدة، وهو من زي الجاهلية، ومن صفات النساء؛ قال الله عز وجل في وصف الكفار: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[الأنفـَـال: 35]، قال المفسرون رحمهم الله: المكاء الصفير، والتصدية التصفيق . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا نَابَكُمْ فِي الصَّلاةِ شَيْءٌ فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّقْ النِّسَاءُ [1]، وفي لفظ آخر: التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ [2]، وهكذا القيام للأستاذ من الطلبة وهم في أماكنهم مكروه كراهة شديدة؛ لقول أنس رضي الله عنه عن الصحابة رضي الله عنهم: (ما كان أحدٌ أحَبَّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا لا يقومون لَهُ إذا دَخَلَ؛ لِمَا يعلمون مِنْ كَرَاهَتِهِ لذلك)[3]. لكن إذا قام طالب أو غيره لمقابلة الداخل والسلام عليه ومصافحته، فلا بأس بذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ [4]؛ يعني بذلك: سعد بن معاذ رضي الله عنه - لما جاء للحكم في بني قريظة - وكان صلى الله عليه وسلم يقوم لابنته فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت عليه ويأخذ بيدها ويقبلها، وكانت رضي الله عنها إذا دخل عليها عليه الصلاة والسلام قامت إليه وأخذت بيده وقبلته .
ولما تاب الله سبحانه على الثلاثة الذين خلفوا وهم كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، وصاحباه، وجاء كعب إلى المسجد، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، قام إليه طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه، وصافحه وهنأه بالتوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر ولم ينكر ذلك عليه . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والله ولي التوفيق.

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

ــــــــــــــــ
[1] البخاري (1218)، ومسلم (421)، وأحمد (5/332) واللفظ له.
[2] البخاري (1203، 1204) ومسلم (422).
[3] أحمد (3/132)، والترمذي (2754) وقال: «حسن صحيح غريب»، والضياء في «المختارة» (1958)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (25583).
[4] البخاري (3043)، ومسلم (1768) .

هل تعلم اللغة الإنجليزية حرام أم حلال ؟

إذا كان هناك حاجة دينية أو دنيوية إلى تعلم اللغة الإنجليزية، أو غيرها من اللغات الأجنبية؛ فلا مانع من تعلمها، أما إذا لم يكن حاجة فإنه يكره تعلمها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

بعض المدرسين يكلفون الطلاب بإحضار مجسمات ولوحات خشبية وصحائف وأقلام وأقمشة وغير ذلك بتكاليف باهظة؛ مما يسبب الحرج لكثير من الأسر الذين ظروفهم المادية لا تسمح بذلك. ويقال كذلك بالنسبة للمدرسات عندما يكلفن الطالبات بذلك .. فهل من نصيحة حول هذا الأمر ؟


لا شك أن الكثير من أولياء أمور الطلاب فقراء ضعفاء يعوزهم الحصول على الغذاء والقوت الضروري لأولادهم وقضاء الحاجات المنزلية. فمن الواجب على المدرسين الرفق بهم والسعي معهم في تخفيف المُؤْنَة وإيصال المساعدات المالية بأي وسيلة إليهم؛ فإن: المؤمِنُ للمؤمِنِ كالبُنْيان يَشُدُّ بعضُهُ بَعضًا[1].
فمتى بدت حاجة المدرس إلى صحائف أو أقلام أو أقمشة للإعلانات أو أدوات للنشاط فعليه أن يتبرع بتكلفتها، أو يحث إخوانه المدرسين على المساهمة فيها، أو يطلب من أهل الخير والثروة وأهل الصدقات والتبرعات؛ فإن تعذر ذلك عرضها على الطلاب عموماً للمساهمة في إحضارها حسب القدرة؛ فمن كان منهم ذا جِدَة وسعة أحضر منها ما تيسر، ومن قُدِرَ عليه رزقه فلا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها.
فننصح مدراء المدارس وأعضاء هيئة التدريس رجالاً ونساء أن يرفقوا بالضعفاء وأن يرحموهم ولا يكلفوهم ما يعجزهم، وأن يقوموا بما يحتاجونه في مصلحة النشاط والأعمال اليدوية والإعلانات والصحف الحائطية؛ وذلك لعلمهم بأن أولياء الطلاب قد يكونون من الفقراء المعوزين. فمتى جاء ولد أحدهم وقال: إن المدرس طلب مني إحضار قماش أو شراء صحيفة أو أدوات، ثم ألح على أهله وشدد عليهم في الطلب وذكر أن المدرس لا يقبل منه عذراً وأنه سوف يتأخر أو ينفصل إن لم يأت بما طلب منه - فلا تسأل عما يقع فيه أهله من الحرج والضيق؛ بحيث يتكففون الناس أو يبيعون بعض أمتعتهم أو يقترضون ليحلوا هذه الأزمة؛ فكم يدعون على المدرس أو المدرسة ويظهرون التظلم والإضرار. فعلى المدرس ملاحظة ذلك والنظر والتفكر فيما لو كان مثل أحدهم؛ فيحب للناس ما يحب لنفسه.
سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين

ــــــــــــــــ
[1] البخاري (481، 2446، 6026)، ومسلم (2585).


عندما يقام حفل مسرحي في المدرسة يقوم أحد المدرسين أو أحد الطلاب بتصوير كل فقرات الحفل أو بعضها في فيلم متحرك. وفقرات الحفل متنوعة ما بين أناشيد وكلمات وتمثيل ولقاءات مع الطلاب أو مع بعض المدرسين ونحو ذلك .. فما حكم التصوير والحال ما ذكر ؟


تجدد خلاف في التصوير سيما بآلة الكاميرا؛ فمنعه مشايخنا الأقدمون، وكتب في منعه مطلقًا: سماحة شيخنا ابن إبراهيم، ثم سماحة الشيخ ابن باز والشيخ حمود التويجري وغيرهم، وقد اعتبروا الجميع سواء وحكموا بالمنع؛ لعموم الأدلة التي فيها «لَعْنُ المُصوِّرين» [1]، وأن كُلُّ مصوِّر في النار [2]، وأنه يقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم [3]، ويكلف أن يَنْفُخَ فيها الرُّوح [4] ونحو ذلك.
ثم بعض المتأخرين تساهلوا في أمرها بعد أن تمكنت وانتشرت وعمت بها البلوى، وملأت الدور والأماكن، وطفحت بها الصحف والمجلات والمؤلفات، وحملها الجميع في الحفائظ والجوازات والبطاقات الشخصية، ولمسوا فيها فائدة محسوسة، وأنها شبه ضرورية في التنقل والأسفار، وأنه لا يقصد بها مضاهاة خلق الله تعالى ولا تصور للتعظيم.
ثم في حفظ هذه الأنشطة فائدة: وهي الاستفادة منها بعد ذلك والاحتفاظ بتلك الأناشيد والكلمات المفيدة والتماثيل الهادفة واللقاءات مع الطلاب أو الزوار، وحفظ تلك الأفكار. وكون التصوير ليس عملياً كما كان سابقاً ولا محذور فيه، ولا يقصد به مضاهاة خلق الله تعالى؛ وإنما يقصد الاحتفاظ بتلك الخطب أو المقالات للذكرى والفائدة؛ فلعله مع هذه المبررات يصبح مباحاً إذا خلى من المحذورات وصور النساء المتبرجات ونحو ذلك، والله أعلم.
سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين
ــــــــــــــ

[1] البخاري (2086) وأطرافه فيه.
[2] مسلم (2110).
[3] البخاري (2105، 3224، 5181، 5951، 5957، 5961، 7557، 7558)، ومسلم (2107، 2108).
[4] البخاري (2225، 5963، 7042)، ومسلم (2110).




ما حكم تعلم القوانين الوضعية ومحاولة تطبيقها، مع الاعتراف بأن شرع الله أفضل منه ؟ وما حكم تدريس تلك القوانين والفلسفة والمنطق وعلم النفس ؟ حيث تحتوي على باطل كثير؛ كالخوض في ذات الله وصفاته وأسمائه، وفي التحليل والتحريم، وتحتوي على دراسة العقيدة الشيوعية، والوجودية، والإباحية، فما حكم المدرس والطالب ؟ وخاصة إذا كانت مقررة على مستوى الدولة، والطالب والمدرس ليسا من طلاب العلم الشرعي، بل هم من عوام المسلمين، الذين لو شُكِّكوا قد يشكون، فإذا قيل لهم: هذا خطأ، قالوا: ماذا نفعل هذا باب للرزق وهذا طلب للعلم.


لا يجوز تعلم القوانين الوضعية لتطبيقها؛ مادامت مخالفة لشرع الله، وتجوز دراستها وتعلمها لبيان ما فيها من دَخَلٍ وانحراف عن الحق، ولبيان ما في الإسلام من العدل والاستقامة والصلاح، وما فيه من غنىً وكفاية لمصالح العباد. ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها؛ خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم، ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة؛ ليميز خبيثها من طيبها، وليحق الحق ويبطل الباطل؛ ما لم يشغله ذلك عما هو أوجب منه شرعاً.
وبهذا يُعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده؛ بل يكون لمن تأهل له من الخواص؛ ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


ما حكم افتتاح المدارس الأجنبيَّة العالميَّة في بلاد المسلمين، علمًا أنها تدرِّس مقرَّرات فيها الكثير من المخالفات الشرعيَّة، مع طمس هوية الأمة الإسلاميَّة.


السائل الكريم إجابة عن سؤالكم ننقل لكم فتوى اللجنة الدائمة المتصلة بموضوعنا:
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إليها من كتابات وأسئلة واستفسارات حول ظاهرة شيوع المدارس والكليات الأجنبية في بلاد المسلمين؛ والمراد بها: تلك المدارس التي أسست على غير تقوى من الله ورضوان؛ وإنما أسست على مناهج إفرنجية لا تمت إلى الإسلام ولغته وتاريخه بصلة.
ولا يخفى على كل مسلم نوّر الله بصيرته شدة عداوة اليهود والنصارى للمسلمين وأنهم لا يزالون يكيدون للإسلام وأهله ليلا ونهاراً، ويعملون الخطط والشباك للوقعية بالمسلمين وإخراجهم من دينهم الحق إلى شعب الغواية والضلال !! فصارعوا المسلمين بالغزو المسلَّح أحقابًا من الزمن، ثم أخذوا يدسون الشبهات على العقول المسلمة في عقيدتهم وقرآنهم ونبيهم؛ وهو ما اصطلح عليه بالغزو الفكري أو الثقافي حتى آلت النوبة إلى طعن المسلمين في أجيالهم وعقولهم صراحة عن طريق فتح المدارس والكليات ذات الصبغة الإلحادية من جهة والإباحية من جهة أخرى، فنشطوا في العناية بها شكلاً ومضموناً لجذب عدد أكبر من عامَّة المسلمين لإضلالهم وإغوائهم، وجدُّوا في تكثيرها والدعاية لها حتى أصبح لها في كل بلد إسلامي منارةٌ وصوتٌ، وتخرَّج فيها من أولاد المسلمين ذكوراً وإناثًا ما تتجرع الأمة بسببهم أصناف الانحلال العقدي والأخلاقي والسعي في قذف الأمة في محاضن أعدائها وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقد قام ثلة من علماء الأقطار الإسلامية - شكر الله سعيهم - في الشام ومصر والجزيرة العربية وغيرها ببيان خطر هذه المدارس على المسلمين وأنها امتداد للهجمات الشرسة من أعدائهم للقضاء على الإسلام في قلوب المسلمين وحياتهم.
وامتداداً لتلك الجهود المباركة من علماء الأمة فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تقرر ما يلي:
أولاً: فتح المدارس والكليات الأجنبية في بلاد المسلمين وسيلة من وسائل الغزو المنظم ضد المسلمين من قبل أعدائهم لا سيما «المنصّرون» وأنها خطة خبيثة كشف عن حقيقتها الغيورون على مصالح هذه الأمة، وسبق أن صدر من هذه اللجنة فتوى برقم (20096) وتاريخ 22/12/1418هـ في التحذير من وسائل التنصير ومنها: فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين.
ثانيًا: بناء على ما تقدم فإنه لا يجوز للمسلمين فتح المدارس والكليات الأجنبية ولا تشجيعها ولا الرضا بها ولا إدخال أولاد المسلمين فيها؛ لأنها من وسائل الهدم والتدمير للعقيدة الإسلامية والأخلاق السوية، وهذا ضرر ظاهر وفساد محقق يجب دفعه وسد الذرائع الموصلة إليه، ويزداد الأمر تحريماً فتح هذه المدارس في جزيرة العرب؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يَجْتَمِعُ دِينَانِ في جَزِيرَة العَرَب ،[1] ولأنه صلى الله عليه وسلم أوصى بإخراج الكفار منها[2].
ثالثاً: لا يجوز لمسلم بناء ولا تأجير الأماكن والمحلات للمدارس والكليات الأجنبية؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله عز وجل يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المـَـائدة، من الآية: 2]، وسبق أن صدر من هذه اللجنة فتوى برقم (20262) وتاريخ 3/3/1419هـ تقضي بتحريم ذلك.
رابعًا: يجب على جميع المسلمين رعاةً ورعيةً العناية بتعليم الأولاد - ذكوراً وإناثًا - الإسلام الحق عقيدةً وأحكامًا وأخلاقًا وأدباً، ولا يجوز تفريغ برامج التربية والتعليم من ذلك، ولا مزاحمة دين الإسلام بغيره من العقائد والمذاهب والآراء الباطلة.
خامساً: ليعلم كل مسلم استرعاه الله رعية: أن الله عز وجل سيسأله عن هذه الأمانة التي حملها؛ فإن كان أداها على الوجه الأكمل ونصح لها فليحمد الله، وإن كان غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ *}[الأنفـَـال]، وقال جل شأنه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التّحـْـريم: 6]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُم رَاعٍ وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه [3] ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ما مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ وهُو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إلا حَرَّم اللهُ عليهِ الجنة[4].
نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يبطل كيد الكائدين، وأن يتوفَّانا مسلمين؛ إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

ــــــــــــــــــ
[1] «موطأ مالك» 2/892 (1584).
[2] البخاري (3053، 3168، 4431)، ومسلم (1637).
[3] البخاري (893)، ومسلم (1829).
[4] مسلم (142)، وبنحوه: البخاري (7150).



ما رأيكم فيمن يزعم أن تولي النساء تعليم الأولاد في المرحلة الابتدائيَّة أجدى على العمليَّة التربويَّة وأنفع؟

جوابًا عن سؤالكم ننقل لكم هذه الكلمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى، وهي داخلة في موضوعنا:
قال سماحة الشيخ :
اطلعتُ على ما نشرته صحيفة المدينة عدد (3898) وتاريخ 30/2/1397هـ بقلم من سمَّت نفسها ((نورة بنت .... )) تحت عنوان (وجهاً لوجه)، وخلاصة القول: أن نورة المذكورة ضمها مجلس مع جماعة من النساء بحضرة عميدة كلية التربية بجدة فائزة الدباغ ونسبت نورة المذكورة إلى فائزة استغرابها عدم قيام المعلمات بتعليم أولادنا الذكور في المرحلة الابتدائية ولو إلى الصف الخامس، وأيدتها نورة المذكورة للأسباب المنوه عنها في مقالها، وإني مع شكري لفائزة ونورة وزميلاتهما على اهتمامهن بموضوع تعليم أولادنا الصغار وحرصهن على مصلحتهم - أرى من واجبي التنبيه على ما في هذا الاقتراح من الأضرار والعواقب الوخيمة .. وذلك أن تولي النساء لتعليم الصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي إلى اختلاطهن بالمراهقين والبالغين من الأولاد الذكور؛ لأن بعض الأولاد لا يلتحق بالمرحلة الابتدائية إلا وهو مراهق وقد يكون بعضهم بالغاً، ولأن الصبي إذا بلغ العشر يعتبر مراهقاً ويميل بطبعه إلى النساء، لأن مثله يمكن أن يتزوج ويفعل ما يفعله الرجال.
وهناك أمر آخر وهو أن تعليم النساء للصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي إلى الاختلاط ثم يمتد ذلك إلى المراحل الأخرى، فهو فتح لباب الاختلاط في جميع المراحل بلا شك، ومعلوم ما يترتب على اختلاط التعليم من المفاسد الكثيرة والعواقب الوخيمة التي أدركها من فعل هذا النوع من التعليم في البلاد الأخرى. فكل من له أدنى علم بالأدلة الشرعية وبواقع الأمة في هذا العصر من ذوي البصيرة الإسلامية على بنينا وبناتنا يدرك ذلك بلا شك، وأعتقد أن هذا الاقتراح مما ألقاه الشيطان أو بعض نوَّابه على لسان فائزة ونورة المذكورتين وهو بلا شك مما يسر أعداءنا وأعداء الإسلام ومما يدعون إليه سرًّا وجهراً.
ولذا فإني أرى أن من الواجب قفل هذا الباب بغاية الإحكام، وأن يبقى أولادنا الذكور تحت تعليم الرجال في جميع المراحل. كما يبقى تعليم بناتنا تحت تعليم المعلمات من النساء في جميع المراحل؛ وبذلك نحتاط لديننا وبنينا وبناتنا، ونقطع خط الرجعة على أعدائنا. وحسبنا من المعلمات المحترمات أن يبذلن وسعهن، بكل إخلاص وصدق وصبر في تعليم بناتنا، وعلى الرجال أن يقوموا بكل إخلاص وصدق وصبر على تعليم أبنائنا في جميع المراحل. ومن المعلوم أن الرجال أصبر على تعليم البنين وأقوى عليه وأفرغ له من المعلمات في جميع مراحل التعليم، كما أن من المعلوم أن البنين في المرحلة الابتدائية وما فوقها يهابون المعلم الذكر ويحترمونه ويصغون إلى ما يقول أكثر وأكمل مما لو كان القائم بالتعليم من النساء؛ مع ما في ذلك كله من تربية البنين في هذه المرحلة على أخلاق الرجال وشهامتهم وصبرهم وقوتهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مُرُوا أولادَكُم بالصلاة لِسَبْعٍ، واضْرِبُوهُم عليها لِعَشْر، وفرِّقُوا بينهم في المَضَاجِع [1]. وهذا الحديث الشريف يدل على ما ذكرناه من الخطر العظيم في اختلاط البنين والبنات في جميع المراحل. والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وواقع الأمة كثيرة لا نرى ذكرها هنا طلباً للاختصار. وفي علم حكومتنا وفقها الله وعلم معالي وزير المعارف وعلم سماحة الرئيس العام لتعليم البنات وحكمتهم جميعاً وفقهم الله ما يغني عن البسط في هذا المقام. وأسأل الله وةأن يوفقنا لكل ما فيه صلاح الأمة ونجاتها وصلاحنا، وصلاح شبابنا وفتياتنا وسعادتهم في الدنيا والآخرة؛ إنه سميع قريب. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

ـــــــــــــــــــ
[1] أحمد (2/180، 187)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (3482)، وأبو داوود (495)، والحاكم 1/197 (708). ووصفه الألباني في "صحيح أبي داوود" (466) بالحسن والصحة.

هل دراسة العلم الشرعي فرض ؟

العلم الشرعي على قسمين: منه ما هو فرض على كل مسلم ومسلمة، وهو معرفة ما يصحح به الإنسان عقيدته وعبادته، وما لا يسعه جهله، كمعرفة التوحيد وضده الشرك، ومعرفة أصول الإيمان وأركان الإسلام، ومعرفة أحكام الصلاة وكيفية الوضوء والطهارة من الجنابة ونحو ذلك، وعلى هذا المعنى فُسِّر الحديث المشهور: طَلَبُ العِلم فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ[1].
والقسم الآخر: فرض كفاية، وهو معرفة سائر أبواب العلم والدين، وتفصيلات المسائل وأدلتها؛ فإذا قام به البعض سقط الإثم عن باقي الأمة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

إنا نعيش في إنجلترا، وندرِّس بمدارس أهلية أيام العطلة مبادئ الإسلام، واللغة العربية لأطفال القادمين من الهند والباكستان واليمن... إلخ، إلى تلك البلاد، وهؤلاء الأطفال يتلقون بالمدارس الرسمية جميع علومهم بالموسيقى والصور؛ للتشويق والإعانة على الفهم وحضور الفكر؛ فإذا جاؤوا إلى مدارسنا الإسلامية أيام عطلتهم؛ لتلقي العلوم الإسلامية واللغة العربية ولم يجدوا هذه المشوقات نفروا .. فهل يجوز لنا استخدام المعازف في الأناشيد الإسلامية لهؤلاء الأطفال، كما يجوز لهم اللعب بالصور والتماثيل؛ ترغيباً لهم واستمالة لقلوبهم حتى يقبلوا على هذه المدارس الإسلامية لتعلم دينهم ؟

لا يجوز استخدام المعازف ولا غيرها من آلات اللهو؛ لا في الأناشيد الإسلامية، ولا في غيرها ولا في التعليم ولا في غيره؛ لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[لقـمَان، من الآية: 6]، ولما روى البخاري عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لَيَكُونَنَّ من أمتي أَقْوَامٌ يستَحِلُّون الحِرَ والحرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِف، ولينزِلَنَّ أقوامٌ إلى جَنْبِ عَلَـمٍ، يَرُوحُ عليهم بسَارِحَةٍ لهم، يَأْتِيهِمْ لِحَاجَةٍ فيقولون: اِرْجِعْ إلينا غداً، فَـيُـبَـيِّـتُـهُمُ الله ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِين قِرَدةً وخَنَازيرَ إلى يومِ القِيَامة[1]. لكن ينبغي ترغيبهم بالأناشيد الطيبة التي لا محذور فيها شرعاً، وبالجوائز المناسبة وبغير ذلك من أنواع الترغيب والتشجيع التي لا محذور فيها. والله سبحانه ما حرم شيئاً على عباده إلا يسَّر لهم من الحلال ما يغنيهم عنه - كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطّـلاَق، من الآية: 2]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطّـلاَق، من الآية: 4].
ونسأل الله للجميع التوفيق لما فيه رضاه وصلاح أمر عباده.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

ــــــــــــــــــــ
[1] البخاري (5590) (تعليقاً)، وأبو داود (4039) (مختصراً)، وابن حبان (6754)، والطبراني في «الكبير» 3/282 (3417)، والبيهقي في «الكبرى» (5895، 20777).
وقد وصل هذا الحديث: الحافظ ابن حجر في كتابه «تغليق التعليق على صحيح البخاري» (5/17) وما بعدها.
وانظر فتح الباري (10/51) برقم (5590)، وتهذيب سنن أبي داود، لابن القيم (5/270- 272).
ومعنى (الحِرَ): الفَرْج؛ يعني: الزِّنا. ومعنى (عَلَم): هو الجبل العالي، وقيل: رأس الجبل. ومعنى (بسَارِحة): السَّارِحَة هي الماشية. انظر: «فتح الباري» (1/55)

يعلم الجميع أن العلم الشرعي مقرون بالعمل .. فما رأي الشرع في الشخص الذي يتوقف عن طلب العلم بدعوى تقصيره في العمل ؟ هل هو محق أم يتوجب عليه التعلم حتى ولو كان حاله كما ذكر؛ لعلّ عَمَله ينميه عِلْمُه ؟

ترك طلب العلم خشية التقصير في العمل خداع من الشيطان ليضل بني آدم، والواجب على المسلم طلب العلم النافع والعمل الصالح؛ قال صلى الله عليه وسلم: طَلَبُ العِلم فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ [1]، وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلْماً سهَّلَ الله لَهُ بِهِ طريقاً إلى الجَنَّة[2]. وما عرف التخذيل عن طلب العلم بهذه الحجة الداحضة إلا من قبل الصوفية الضُّلاَّل، فالواجب عدم الالتفات لهذا التخذيل، والإقبال على طلب العلم النافع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــ
[1] ابن ماجه (224)، والطبراني في "الصغير" (22، 61)، و"الأوسط" (9، 2008، 2030، 2462، 4096، 5908، 8381، 8567، 8833)، و"الكبير" 10/195 (10439)، وآخرون من طرق كثيرة كلها ضعيفة؛ لكنها تصل بمجموعها رتبة الحسن. وانظر: "فيض القدير" للمناوي 4/267، 268 (5264- 5268).
[2] مسلم (2699) بزيادة فيه.

مما يشاع بين طلاب العلم وخاصة في الكليات والمؤسسات العلمية قولهم: العلم ذهب مع أهله، وأنه لا يوجد أحد يتعلم في المؤسسات العلمية إلا من أجل الشهادات والدنيا، فبماذا يرد عليهم ؟ وما الحكم إذا اجتمع قصد الدنيا والشهادة مع نية طلب العلم لنفع نفسه ومجتمعه ؟

هذا الكلام ليس بصحيح، ولا ينبغي أن يقال هذا الكلام وأمثاله، «ومَنْ قال: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ»[1].
ولكن ينبغي التشجيع والتحريض على طلب العلم، والتفرغ لذلك، والصبر والمصابرة على ذلك، وحسن الظن بطلبة العلم، إلا من علم منه خلاف ذلك.
ولما حضرت المَنِيَّةُ معاذًا رضي الله عنه - فيما يذكر - أوصى من حوله بطلب العلم، وقال: (إن العلم والإيمان، مكانهما، من أرادهما وجدهما) يعني: مكانهما في كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وإنما العالم يقبض بعلمه.. فالعلم يقبض بموت العلماء، لكن لا تزال - بحمد الله - طائفة على الحق منصورة.
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا[2].
وهذا هو الذي يخاف منه، يخاف أن يتقدم للإفتاء والتعليم الجهلة، فيَضلون ويُضلون، وهذا الكلام الذي يقال: ذهب العلم، ولم يبق إلا كذا وكذا، يخشى منه التثبيط لبعض الناس، وإن كان الحازم والبصير لا يثبطه ذلك؛ بل يدفعه إلى طلب العلم، حتى يسد الثغرة.
والفاهم المخلص، والصادق البصير بمثل هذا الكلام لا يثبطه ذلك؛ بل يتقدم ويجتهد، ويثابر ويتعلم ويسارع، لشدة الحاجة للعلم، وليسد الثغرة التي زعمها هؤلاء القائلون: إنه لم يبق أحد، والحاصل أنه وإن نقص العلم، وذهب أكثر أهله، فإنه ولله الحمد لا تزال طائفة على الحق منصورة . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ[3].
فعلينا أن نجتهد في طلب العلم، وأن نشجّع عليه، وأن نحرص على سدّ الثغرة، والقيام بالواجب في مصرنا وغيره؛ عملاً بالأدلة الشرعية المرغبة في ذلك، وحرصًا على نفع المسلمين، وتعليمهم، كما ينبغي أن نشجع على الإخلاص، والصدق في طلب العلم.
من أراد الشهادة ليتقوى بها على تبليغ العلم، والدعوة إلى الخير، فقد أحسن في ذلك، وإن أراد المال ليتقوى به، فلا بأس أن يدرس، ليتعلم وينال الشهادة، التي يستعين بها على نشر العلم، وأن يقبل منه هذا العلم، وأن يأخذ المال الذي يعينه على ذلك. فإنه لولا الله سبحانه ثم المال، لم يستطع الكثير من الناس التعلّم وتبليغ الدعوة، فالمال يساعد المسلم على طلب العلم، وعلى قضاء حاجته، وعلى تبليغه للناس، ولما ولي عمر رضي الله عنه أعمالاً، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها مالاً، قال: أعطه من هو أفقر مني؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لا فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ[4].
وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم، ورغبهم حتى دخلوا في دين الله أفواجًا، ولو كان حرامًا لم يعطهم؛ بل أعطاهم قبل الفتح وبعده.
وفي يوم الفتح أعطى بعض الناس على مئة من الإبل، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، عليه الصلاة والسلام؛ ترغيبًا في الإسلام ودعوة إليه.
وقد جعل الله سبحانه للمؤلفة قلوبهم حقًا في الزكاة؛ جعل في بيت المال حقًا لهم ولغيرهم من المدرسين والقضاة، وغيرهم من المسلمين، والله ولي التوفيق.

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
ــــــــــــــــ

[1] حديث نبوي؛ كما في «صحيح مسلم» (2623) وغيره.
[2] البخاري (100) .
[3] مسلم (1290) .
[4] البخاري (1473)، ومسلم (1045) .

قرأت كتاب: (الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد)، وكتاب آخر اسمه: (سعة رحمة رب العالمين)، والكتابان يدور حديثهما حول مسألة العذر بالجهل، ولكن طرأ في ذهني سؤال لم أجد إجابته بالتفصيل، في أي من الكتابين، وهو: هل يعذر بالجهل من عنده المقدرة على التعلم ولم يتعلم ؟ وما هي حدود عدم القدرة على التعلم ؟

لا يعذر بالجهل من عنده القدرة على تعلم ما هو واجب عليه من ضروريات الدين ولم يتعلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

كثيراً ما نسمع ببعض الكتب: مثل ابن سيناء، وكتاب أبي معشر الفلكي، وشموس الأنوار، وكتاب الرحمة، وما أشبهها .. هل هذه الكتب لها أساس من الصحة ؟ وهل صحيح ما يعتقد الناس منهم؛ كاستخراج الجن والعزائم وكتابة الحروز وما أشبه ذلك ؟ وإذا كان ذلك صحيحاً فهل يجوز للشخص أن يتخذ ذلك حرفة، ويقول للناس بواسطة تلك الكتب: أنت مريض يوم كذا في وقت كذا، وأنت مريض عند مشيك للماء، وأنت مريض ساعة كذا، وهذا مريض عند هيجان الريح، وهذا مريض عند مسه للندى، وما أشبه ذلك ؟ وإذا كان ذلك صحيحاً فهل يجوز أن يستخدمه الشخص، ويتخذه حرفة له، ويأكل من الناس أموالاً على ذلك ؟

ما ذكر من الكتب لا يجوز لك أن تعمل بما فيها من الشعوذة واستخدام الجن، ولا أن تتخذ ذلك حرفة لك، ولا يجوز أن تعتقد ما جاء فيها؛ فإن فيها شركيات، وبدعاً وخرافات ودعوى علم الغيب، وعلم الغيب من اختصاص الله؛ فلا يعلم الغيب إلا هو سبحانه، وقد يُطْلِع على بعض الغيب من شاء من رسله، ويجب عليك أن تجتنبها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

السؤال /حكم التأخر عن الدوام الرسمي أو الخروج قبل انتهائه

الجواب: النظام الذي هو الدوام الرسمي للدولة تجد البعض يأتي متأخراً نصف ساعة أو ينصرف من العمل قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة، وأحياناً يتأخر ساعة أو أكثر، فما الحكم في ذلك؟ الجواب: الظاهر أن هذا لا يحتاج إلى جواب؛ لأن العوض يجب أن يكون في مقابل المعوض، فكما أن الموظف لا يرضى أن تنقص الدولة من راتبه شيئاً، فكذلك يجب ألا ينقص من حق الدولة شيئاً، فلا يجوز للإنسان أن يتأخر عن الدوام الرسمي ولا أن يتقدم قبل انتهائه. السائل: ولكن البعض يتحجج أنه لا يوجد عمل أصلاً؛ لأن العمل قليل؟ الشيخ: المهم أنت مربوط بزمن لا بعمل، يعني: قيل لك: هذا الراتب على أن تحضر من كذا إلى كذا، سواء كان هناك عمل، أو لم يكن هناك عمل، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن، فلا بد أن يستوفى هذا الزمن، يعني: أن يوفي هذا الزمن، وإلا كان أكلنا لما لم نحضر فيه باطلاً. السائل: كذلك استعمال السيارات الحكومية في غير وقت الدوام الرسمي؟ الشيخ: استعمال السيارات الحكومية في الدوام الرسمي أو خارج الدوام الرسمي إذا لم يكن لمصلحة العمل فإنه لا يجوز؛ لأن هذه السيارات للدولة ولشغل الدولة فلا يجوز لأحد استعمالها في شغله الخاص، والمشكل أن بعض الناس يتهاون في أموال الدولة مدعياً أن له حقاً في بيت المال، ونقول: إذا كان لك حقٌ في بيت المال فكل فرد من الناس له حق في بيت المال أيضاً، فلماذا تخص به نفسك وتستعمله لنفسك، أليس لو جاء أحد من الناس الذي قد يكونون أحق من هذا الرجل وأراد أن يستعمل هذه السيارة في أغراضه الخاصة يمنع، فكذلك هذا الرجل، وإذا كان الإنسان محتاجاً للسيارة فليشتر سيارة من ماله الخاص.
الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله


 
 توقيع : معلم زمانه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 1

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010