[align=center]
بعد شيءٍ من السهر و لذيذ السمر
فإن كلاً منا يضع رأسه على وسادته ليلاً و يبدأ رحلة السفر
غير مختار لوجهة سفره و لا إلى أي محطة يتجه
لا يدري أعائد هو من رحلته أم لا؟؟؟
حتى أحلامه التي يعيشها تكون من دون اختيار
فهل أعد أحدنا زاده لطول السفر ؟
هل حاسبت نفسك قبل أوان الرقود؟
هل قلبت مخلفات ماضيك و ملفات حاضرك و ما أنت فاعله في مستقبل حياتك؟
أكتبت وصيتك كيلا تموت ميتة الجاهلية؟؟
اكتفيت من عجرفتك و خيلائك أم لا زلت تكابر و تستزيد؟
تخيلت في لحظة من لحظات عمرك عذاباً ينتظرك أم أنست إلى الدنيا و تهتف هل من مزيد؟
هل أحرقت إصبعك يوماً أو تصورت نفسك مكبلاً بسلاسل من حديد؟
ألا زلت مستمراً في غيك و أكاذيبك و هل أعددت لوقت تكون فيه وحيد؟
دقائق..
دقائق قبل أن أن تغمض عينيك ليلاً و تتأهب للسفر
نقِّب في ماضيك و ما اقترفته يداك و استغفر من ذنبك
جرٍّد نفسك من الأنانية و الحسد و المقت و الغرور
خطط لمستقبل حياتك حيث تكون على وفاق مع نفسك و مع الله و مع الناس
لا تحمل في نفسك غلاً على الآخرين في حين أنك مدين لكل من حولك
تذكر..
ذنوبك و إساءاتك ..أكاذيبك و جنوحك عن درب الله
تخيل أنك غداً تموت و تحمل على الأكف و الأكتاف
لا تحمل معك سوى كفنك و كتابك المليء بالعيوب
و تذكر كذلك..
من غذاك و من رباك و في هذه الحياة أنشأك و رعاك
و كان أقرب إليك من نفسك و من كل شر حماك
من كان معك حين كنت وحيداً من كل أحد
و حين هجرك الآخرون قربك و أدناك
من أحسن إليك حين الكل أساء
فانتهز الفرصة قبل أن تحين الغصة
و حينئذ لا مناص و لا فرصة [/align]