الصحه النفسيه والنوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصحـــــة النفــسيــــــــة و النـــــوم

مـــقـــدمــــة :
يعتبر النوم من الموضوعات الهامة المتعلقة بحياة الإنسان و صحته البدنية و النفسية ، ورغم ذلك لم يكن النوم حتى عهد قريب موضوعا للدراسة والاهتمام وبحكم عملي فى مجال الطب النفسي فقد لاحظت أن الناس لا يفكرون فى موضوع النوم وكيفيته وأهميته إلا إذا تعرض الواحد منهم لمشكلة واضطراب فى النوم ، وكثيرا ما يكون هذا الاضطراب الذي نصادفه حين نأوي إلى الفراش طلبا للنوم هوما يدفع أي واحد منا إلى البحث عن مصدر للمعلــومات يتضمــــن إجـــابة عــلى
ما يدور بذهنه من تساؤلات حول النوم وعلاقته بالصحة الجسدية و النفسية بعد أن كان النوم مجرد مسألة تلقائية لا تمثل موضوعا للتفكير و التأمل.
نـــظرة عـــــامـــة لـلـــنــوم :ـ
يعتبر النوم من الوظائف الهامة و الأساسية التى تتعلق بصورة مباشرة بالحالة الصحية للإنسان ويعرف الجميع أن النوم هو "ببساطة وسيلة للراحة تؤدى إلى تجديد الطاقة و النشاط ، ومن الناحية العلمية فإن النوم بالنسبة للصحة هو وسيلة للتكيف مع الظروف الداخلية و الخارجية للإنسان وغيره من الكائنات .
ماهــــــو النـــــــــوم ؟
يعرف النوم بأنه حالة منتظمة متكررة من الخلود.إلى هدوء يتميز بانخفاض الاستجابة للمؤثرات الخارجية ، وتعتمد دراسة ظاهرة النوم على الملاحظة الخارجية للتغييرات التى يتم قياسها فى الشخص النائم ، ويكون النوم مصحوبا بكثير من التغييرات الحيوية فى وظائف الجسم مثل التنفس ، والقلب والدورة الدموية ، وضغط الدم ، ودرجة حرارة الجسم ، وإفراز المواد الحيوية بالجسم مثل الهرمونات،وقد بدأت الدراسات فى تناول الجوانب المختلفة المتعلقة بالنوم والصحة مع التركيز على منطقتين هامتين هما :
فسيولوجية النوم ، والآليات المرتبطة بدورة النوم واليقضة ، مشكلات النوم والاضطرابات المصاحبة له .
النـــــــــوم كيف ولمــــــــــاذا ؟
النظريات الحديثة نسبيا اتجهت إلى تفسير النوم على أنه مسألة نشطة وليست عملية سلبية تبدأ بسبب توقف حالة اليقضة وانتهاء النشاط ، فالنوم واليقضة هما حالتين مختلفتين لكن لا يمكن تفسير كل منهما ببساطة بأنه توقف الحالة الأخرى
ومن أهم المواد التى لها علاقة بعملية النوم مادة السيرونونين Serotonin التي كانت موضع التركيز فى كثير من الأبحاث والدراسات الخاصة بالنوم فى الإنسان وغيره من الكائنات .
النــــوم والصحـــــــــة :
إن الأشخاص الذين لا يلتزمون بمبادئ الصحة العامة فيكثرون من السهر وينامون لفترات قليلة ، وأولئك الذين يعيشون فى تكاسل ودون عمل أو نشاط هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسرطان والاكتئاب ، وكذلك الأشخاص الذين يفرطون فى تناول الأدوية . وبدل ذلك الاعتدال فى النوم دون إقلال أو إفراط له أهمية قصوى للاحتفاظ بحالة متوازنة من الصحة البدنية والنفسية للفرد .
مراحـــل الــــــنوم :ـ
المرحلة الأولى :ـمرحلة انتقالية بين النوم واليقضة :
فى رسم المخ تظهر تموجات سريعة تعرف بمغازل النوم وأخرى بطيئة تعرف بمركب " ك . K " ، هدوء فى حركة العين .
المرحلة الثانية : هي البداية الفعلية للنوم ، لها أهمية خاصة وتستغرق نصف زمن النوم تقريبا ، تظهر موجات بطيئة يبلغ ترددها " 2ـ4 " دورات فى الثانية هى موجات دلتا .
المرحلة الثالثة والرابعة :ـ تمثل هاتان المرحلتان النوم العميق زيادة الموجات البطيئة من نوع دلتا عن 50% من السجل الكهربائي لنشاط المخ .
بطء فى ضربات القلب والتنفس ووظائف الحسم عموماً .
النــــوم ووظـــائف الجــــسم :
- النوم هو حالة من الهدوء تشمل الجهاز العصبي والعضلات وضربات القلب يقل معدلها بحوالي 5ـ10 نبضات أقل من المعدل المعتاد ( 60 – 70 في الدقيقة ) وتصبح أكثر انتظاماً في مراحل النوم العميق .
- معدل التنفس ينخفض أثناء النوم وضغط الدم يتجه إلى الانخفاض أيضاً مع تغيير في معدلات من وقت لأخر أثناء النوم .
- درجة حرارة الجسم تهبط أثناء النوم بنسبة 0.5 درجة مئوية تقريباً ( معدل درجة الحرارة المعتادة 36.5 درجة مئوية تقريباً .
- معدلات إفراز الهرمونات تكون عرضة للتغيير أثناء النوم حيث يزيد إفراز بعضها مثل هرمون النمو .
- تعود كل هذه التغييرات إلى سابق عهدها مع انتهاء فترة النوم قبيل الاستيقاظ
بفترة قصيرة لتبدأ دورة جديدة.
ماذا يحــــدث أثنــــاء النوم ؟
الإجابة على هذا السؤال يتم من خلالها القياس و الملاحظة لكل ما يطرأ من تغييرات على الشخص النائم والصعوبة التى تواجه الإجابة على هذا السؤال هي أن الشخص موضوع التجربة يكون فى حالة نوم فلا يستطيع تقديم أي معلومات عندما يحدث له ، ويعتمد الأمر على القياس والملاحظة الخارجية ، وهنا نقدم عرضاً لمفهوم " النوم الطبيعي " وتسجيل النوم الذي يوضح ما يحدث فى الجهاز العصبي
والعضلي في مراحل النوم المختلفة .
النــــوم الطبــــيعي :ـ
لا يوجد تعريف لما يعنيه الناس بــ "النوم الطبيعي " فهناك الكثير من الفروق الفردية من حيث فترة النوم التى تكفى لكل شخص ، فمعظم الناس ينامون ليلاً لمدة
"5ـ7ساعات " حتى يتحصلوا على الراحة التى تكفل نشاطهم في اليوم التالي، وهذا
هو النوم الطبيعي بالنسبة لهذه الفئة ، وهناك فئة تنام لفــــترات قليلة تـصل إلــى
"4 ساعات " وفئة أخرى ينامون فى المتوسط "10ساعات " ، وهذه المدة تلبىّ احتياجات هذه الفئات نظرا لتكوينهم الجسدي والعقلي .
الغــــرض مــن النــــــــوم :ـ
يعتبر النوم نوعا من التكيف للظروف الداخلية والخارجية ، فالنوم راحة للكائن الحي يبتعد به عن أخطار البيئة المحيطة به وللنوم وظيفة وقائية من الإجهاد نتيجة للنشاط الزائد لفترات طويلة ، فالنوم المنتظم يشبه تناول الطعام فى وجبات لتجنب الجوع ، ويمكن اعتبار النوم عملية تكيف للظروف الداخلية للنائم حيث يقل استهلاك الطاقة بانخفاض معدلات التمثيل الغذائي أو الأيض ، ومعدلات الحرارة التى تقل فلا تتبدد من الجسم ، ويتحقق بذلك الاقتصاد فى موارد الطاقة التى يمكن أن تنفذ إذا استمر النشاط دون انقطاع .
لمـــــــاذا ننــــــــام !؟
الإجابة هي أن الجسم يحتاج فعلاً للنوم ، والنوم فترة راحة وبناء استعداد لاستئناف النشاط ومواصلة الحياة ، وهى فترة تقوم فيها أجهزة الجسم باستعادة الصحة والعافية ، ولايعني النوم التوقف الكامل عن النشاط بالنسبة للمخ والجهاز العصبي فكثير من الوظائف الحيوية تستمر بانتظام أثناء النوم ومنها على سبيل المثال القلب والدورة الدموية والتنفس ، حركة الجهاز الهضمي ، وكذلك يستمر نشاط العقل في صورة الأحلام .
النــــــوم في العـــيادة النفســــية :
يعتبر تخصص الطب النفسي الأقرب علاقة بين التخصصات الطبية من الشكاوي المتعلقة باضطراب النوم ، وبحكم العمل في العيادة النفسية فإن هناك شكاوى متكررة تتعلق بالنوم نسمعها من المرضي يمكن تصنيفها في عدة مجموعات هي :
- " لاأستطيع النوم "
- " أنام كثيراً في أوقات الليل والنهار "
- أشياء غريبة تحدث لي أثناء النوم "
وقد يكون النوم وما يعتريه من صعوبات وتغييرات هو الشكوى الرئيسية التي تدفع المريض إلى زيارة العيادة النفسية ، وقد تكون أحد الأعراض لحالة مرضية أخرى ، وكثيراً ما يكون اضطراب النوم هو المشكلة الوحيدة التى يذكرها المريض تلقائياً وفي أحيان أخرى حين تكون هناك حالة مرضية أخري يجيب المريض بالإيجاب عند سؤاله عن وجود اضطراب في النوم .
الأرق أهـــم مشكـــــلات النـــــــــــــوم :
يعرف الأرق في مراجع الطب النفسي على أنه صعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار فيه ، ويعاني من مشكلة الأرق أعداد كبيرة من الناس وخاصة في منتصف العمر يعانون من مشكلة الأرق لبعض الوقت ، ويزيد انتشار الأرق أكثر عند النساء أكثر من الرجال ، كما أن الأرق يزيد كلما تقد م الإنسان في العمر .



أنـــواع الأرق :
صعوبة الدخول في النوم ، وقد يصحب ذلك الاستيقاظ المتكرر وفي هذه الحالات يعاني الشخص من البقاء في الفراش لمدة طويلة تصل إلى عدة ساعات انتظاراً للدخول في النوم ، وخلال هذه الفترة يتقلب في الفراش ويتحرك في قلق مع مرور الوقت وكلما استمر الشخص في محاولات الدخول في النوم يتزايد الشعور بالقلق والإحباط مما يزيد من صعوبة الاستسلام للنوم .
- كثرت الاستيقاظ بالليل أو النوم المتقطع هو صورة ثانية من الأرق ويكون النوم هنا سطحياً مع استيقاظ مكرر يتبعه العودة إلى النعاس مرة بعد مرة .
- الاستيقاظ المبكر وأرق ساعات الصباح الأولي حين يصحو الشخص قبل الفجر ويصعب أن ينام بعد ذلك ، وهذا النمط من الأرق له دلالة مرضية إذ يرتبط عادة بمرض الاكتئاب النفسي .
الأسبــــــاب النفســـية للأرق :
- القلق وأنواع المختلفة خصوصاً نوبات الهلع التى تحدث أثناء النوم .
- تغييرات دورة النوم واليقضة مثل فى حالة العمل فى ورديات متتابعة .
- الاكتئاب النفسي خصوصاً النوع الذهانى الداخلي يكون مصحوباً فى العادة بالأرق المتأخر و الاستيقاظ فى ساعات الصباح الأولى .
- فى حالة حدوث أزمات وحوادث شديدة ،يضطرب النوم بشدة فيكون الأرق مصحوباً بأحلام مزعجة وكوابيس متكررة .
- بعض الاضطرابات العقلية الشديدة مثل الفصام العقلي والبارانويا وحالات الهوس والذهانات العضوية تكون مصحوبة بالأرق واضطرابات نمط النوم .
كيف تتخـــلص مـــن الأرق :ـ
أن تحسين النوم ممكن ببعض الوسائل البسيطة التى نذكرها فيما يلي:ـ
ـ إذا كان الأرق هو مجرد فترة مؤقتة أو قصيرة من النوم السيئ لا داعى للقلق والاهتمام المبالغ فيه، فالأرق بهذه الصورة لا يحمل مخاطر تهدد الصحة كما يعتقد البعض .
ـ إذا كان الأرق متكرراً فيمكن أن يبحث الشخص عن بعض الأسباب المحتملة مثل الانشغال والتفكير فى أمور معينة ، أو الإفراط في المشروبات المنبهة والتدخين فى المساء كلها أمور قابلة للحل ويمكن أن ينصلح بحلها حالة النوم .
ـ يجب الانتظام فى موعد النوم .
ـ تجنب الوجبات الثقيلة ليلاً وتخصيص ساعات للأنشطة الترويحية و الاسترخاء فى المساء .
ـ عدم الإفراط في تناول الشاي والقهوة والكولا . وتجنب المواد الأخرى التى تؤثر على الجهاز العصبي .
ـ مكان النوم المريح والهادئ المعتدل في درجة الحرارة والتهوية يساعد على نوم جيد .
ـ تجنب عادة النوم نهاراً يمكن أن يحسن من نوم الليل .
ـ إذا لم يخلد الواحد منا إلى النوم فعليه أن يترك الفراش وينشغل بآي نشاط آخر بدلاً من انتظار النوم فى قلق .
اضطـــرابــــات الـــنـــوم :ـ
من اضطرابات النوم الشائعة الإفراط في النوم :ـ
الإفراط في النوم :ـ
فى هذه الحالات تكون هناك رغبة قوية في النوم أثناء النهار بالإضافة إلى زيادة عدد ساعات النوم ، ورغم أن نسبة حدوث حالة الإفراط في النوم أقل بكثير من حالات الأرق إلا أنه تمثل نسبة كبيرة من شكوى اضطراب النوم , ومن أسباب الإفراط في النوم مايلي :
- أسباب طبية مثل بعض الأمراض العضوية المصحوبة بخلل في هرمونات الغدد الصماء ، ومنها تكون زيادة النوم مصحوبة باضطراب نفسي ومرض التهاب المخ الخامل وحالات التسمم من استخدام بعض الأدوية والمواد المخدرة والكحول .
- أسباب نفسية مثل بعض حالات الاكتئاب وفي المرضي الذين يتجنبون التعامل مع المجتمع وقد يحدث بصورة مؤقتة لبعض الوقت مع تغييرات ظروف الحياة ، ومواجهة الصراعات أو فقدان شيء عزيز .

- اضطرابـــات أخـــري فـــي الــــنوم :
شلل النوم : حالة تحدث في بعض الناس في بداية الدخول في النوم وعند الاستيقاظ ، وهي شلل مؤقت لعضلات الجسم يستمر لفترة تتراوح بين عدة ثوان وعدة دقائق ونظراً لأن الشخص يكون في حالة يقضة ولايمكنه الحركة فإن شعوره بالشلل يسبب له القلق الشديد وقد تتوقف الحالة بمجرد اللمس من شخص آخر .
هلاوس النوم :- اضطرابات إدراكية تحدث في بداية النوم أوقبيل الاستيقاظ ، وفيما يري النائم صوراً بصرية أويسمع أصواتاً قد تفزعه لكنه يعود إلى حالة الوعي الطبيعي سريعاً في دقائق معدودة ويتبين الأمر على حقيقته فيهدأ.
ثمل النوم : من الحالات المرضية التي يفيق فيها الشخص من النوم وهو يترنح في حالة من الوعي الغير كامل وقد يرتكب خلال هذه الفترة بعض الأعمال دون وعي ، وقبل أن يتم تشخيص هذه الحالة التى تحدث في عائلات معينة يجب التأكد من عدم وجود اضطرابات أخري وراء هذه الأعراض أو تعاطي أي أدوية أو مواد تؤثر على الوعي .
كيف ينـــام مريــــض الاكتئـــــاب ؟
فى حالة الاكتئاب فإن النوم لايكون على النمط المعتاد فيتحول النوم من مصدر للراحة إلى فترة معاناة من الأرق والقلق والأحلام المزعجة و الكوابيس وتكاد تكون الشكاوى من اضطراب النوم عامة من كل مرضى الاكتئاب ويذكر هؤلاء المرضى عدم قدرتهم على النوم ، وتبدأ متاعب المريض حين يدخل إلى فراشه لينام وبدلاً من أن يأتي النعاس بفترة قصيرة لا تزيد على بضع ساعات فى بداية الليل يستيقظ من نومه فى ساعات الصباح الأولى قبل الفجر ولا يستطيع النوم مرة أخر ونعنى به النوم لساعات قليلة فى أول الليل فإن هذا لا ينطبق على كل الحالات حيث يشكو عدد كبير من مرض الاكتئاب من الأرق منذ بداية الليل .
وفى بعض الحالات الاستثنائية فإن نسبة من مرض الاكتئاب يشكون من اضطراب النوم بصورة عكسية فتكون الشكوى هي كثرة النوم وليس الأرق ويستمر المريض مستغرقاً في النوم لمدة طويلة تصل إلى أكثر من ثلثي ساعات اليوم ( 16 ساعة يومياً ) وتفسير ذلك هو هروب المريض من معاناته .
ظواهــــر تحـــــدث أثــــنــاء النـــــــــوم :
هناك بعض الظواهر الغير طبيعية مرتبطة بالنوم وهي أشياء تحدث أثناء النوم ولها أهمية خاصة ، ومن هذه الظواهر الهامة التي تحدث أثناء النوم ونناقشها هنا حالة المشي والكلام أثناء النوم ، والكوابيس الليلية وحالات الفزع الليلي ، وتشترك هذه الظواهر معاً في أنها تجمع بين نظرة الناس إليها على أنها غريبة وطريفة ، وقي نفس الوقت فإنها هامة من الناحية الطبية من حيث أثارها على الصحة العامة والصحة النفسية كما أن البعض منها لها جوانب روحية واجتماعية .
وفيما يلي نعرض بعض الظواهر باختصار المرتبطة بالنوم .
- المــشي والكــــلام أثـــــناء النــــوم :
تعتبر ظاهرة التجوال الليلي وهي المشي والحركة أثناء النوم من الظواهر الغامضة التى تجمع تناقض المشي والنوم الذي يفترض فيه السكون ، ومن الحقائق العلمية حول هذه الظواهر :
1- تحدث هذه الظاهرة عند الأطفال أكثر من الكبار ، والسبب غير معروف على وجه التحديد .
2- فترة المشي تتراوح بين ثوان ودقائق ، والحركة تتراوح بين الجلوس والتحرك لمسافات طويلة ولا يتذكر أي شيء مما يفعله في الصباح .
3- العينان قد تكون مفتوحتان ، وقد يقوم الشخص بحركات معقدة مثل ارتداء ملابس الخروج ، وتعبيرات الوجه الجامدة ، وقد يجيب على بعض الأسئلة بكلمات بسيطة خلال هذه الحالة .
4- خلال المشي أثناء النوم يكون الشخص شبه مبصر فيتجنب الحواجز دون أن يصطدم بها في أغلب الأحيان غير أن بعض الحوادث قد تقع خلال ذلك
5- من الوسائل التي يستخدمها البعض للعلاج الربط بحبل في السرير أو إغلاق الباب لكنه قد يستطيع فك الحبل وفتح الباب أثناء التجوال ويفيد العلاج النفسي كما أن الأطفال يتخلصون من هذه الحالة تلقائياً مع مرور الوقت .
الكــــوابــــيس :
يعرف الكابوس الليلي على أنه حلم مزعج طويل يعقبه الاستيقاظ في حزن ، وكشأن كل الأحلام تحدث الكوابيس بصورة رئيسية أثناء النوم والحركات السريعة للعين ويكون توقيتها في العادة في وقت متأخر من الليل .
الفــــزع الليــــلي :
يختلف اضطراب فزع النوم عن الكوابيس في عدة أوجه ، ويحدث فزع النوم في مراحل النوم العميقة ( المرحلة الثالثة والرابعة ) من نوم انعدام حركات العين السريعة وتبدأ حالة الفزع بصرخة قوية يتبعها حركات دون وعي مع قلق شديد يصل إلى حد الهلع ، وتكون الصورة هي استيقاظ الشخص من النوم ليجلس في فراشه وقد ارتسمت عملية علامات الفزع ، ويصيح بشدة بغير إدراك لما يدور حوله .
وقد تكون نوبات الفزع الليلي نتيجة لبعض الأمراض العصبية مثل خلل الفص الصيغي وقد تكون مصحوبة بالمشي أثناء النوم أو التبول في الفراش وعادة لايتذكر الشخص شيئاً مما يحدث له في الصباح .
علاج اضطرابات النوم :
هناك بعض الإرشادات لحل مشكلات النوم :
1- استيقظ من نومك في موعد ثابت كل يوم .
2- توقف عن استخدام المواد المؤثرة على الجهاز العصبي مثل الشاي والقهوة والكولا والسجائر .
3- تجنب النوم نهاراً حتى يمكن النوم لفترة متواصلة أثناء الليل .
4- تجنب الأنشطة المثيرة قبل النوم .
5- تناول الطعام في وجبات منتظمة ، وتجنب الوجبات الثقيلة ليلاً .
6- ممارسة أسلوب الاسترخاء التدريجي يؤدي إلى التخلص من التوتر والدخول في النوم .
7- الظروف المحيطة ومكان النوم لهما أهمية خاصة، فالمكان الهادئ المظلم جيد التهوية ، والفراش المريح يساعدان على نوم مريح .
النوم من المنظور الإسلامي :
ورد ذكر النوم ومرادفاته مثل النعاس والرقاد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، والنوم من المنظور الإسلامي هو آية من آيات الله كما ورد في قوله تعالى : " ومن ءايته منامكم بالليل والنهار " [ الروم : 23 ] .
وورد وصف التعاس المرتبط بالأمن والطمأنينة في قوله تعالي :
" إذ يغشيكم النعاس أمنة منه " [ الأثقال : 11 ] .
كما ورد ذكر النوم و اليقضة كمثال للموت والحياة ودليل على البعث بعد الموت ، ولتأكيد ذلك وتقريبه إلى الأذهان تم عقد هذه المقارنة في قوله تعالي : " الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التى قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمي " [ الزمر : 42 ] .
وفي أحاديث الرسول " عليه الصلاة والسلام " يوجد علاج لحالات الأرق الذي سبب اضطراب النوم بوسائل وخطوات بسيطة نقوم بها حين نأخذ مضجعنا من النوم ، مثل النوم على الجانب الأيمن وتلاوة بعض الآيات والدعاء والأذكار التى لها مفعول إيجابي أكيد في التخلص من الأفكار التى تسبب القلق و الأرق .
وقد أثبت العلم الحديث أهمية ذلك التنظيم الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالي لدورة النوم واليقظة ، وضرورة الالتزام بها لتجنب الأرق واضطرابات النوم .
منقول