السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها 7

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
تعالوا بنا نكمل بعض لقطات من حياة الزهراء رضى الله عنها وأرضاها
تعالوا بنا نقترب أكثر من البت الطاهر حيث كان النبى صلى الله علية وسلم يحب علياً بن أبى طالب وفاطمة الزهراء – رضى الله عنهما - حباً شديداً حتى أنه فى يوم من الأيام قد دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم أجمعين فقال " اللهم هؤلاء أهلى "
وفى رواية أخرى " اللهم هؤلاء أهل بيتى اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [ مسلم2404 ]
ولأن آل البيت كانوا أناساً عاديين مثلنا تماماً ولا عصمة لأحد منهم رضوان الله عليهم فقد كان يحدث بين علياً وفاطمة ما يحدث بين الأزواج من الغضب أحياناً وفى أحد المرات غضب علياً كرم الله وجهه فترك البيت وذهب إلى المسجد
وتعالوا بنا نتعرف على هذة القصة عن طريق هذا الحديث الشريف
( جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين بن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فلم يُقِل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان أنظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب )
رقم 2409 صحيح مسلم
هذا هو حنو الحبيب صلى الله علية وسلم على زوج ابنته الغضبان
وياليتنا اليوم نكون حنونين وعطوفين على زوجات أولادنا وأزواج بناتنا كما كان حنو وعطف الرسول صلى الله علية وسلم على زوج ابنته
حتى أن على كرم الله وجهه قد نسى كل شيئ بهذة اللمسة الحانية والكلمات الرقيقة التى خرجت من فم النبي صلى الله علية وسلم
ولكن ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان شخصية نادرة فى إتزانها فقد كان رغم حلمه الشديد صريحاً فى الحق لا يخشى أحداً
ففى يوم من الأيام خطب على بن أبى طالب بنت أبى جهل فلما علم النبي صلى الله علية وسلم من ابنته فاطمة الزراء - رضى الله عنها – غضب لذلك غضباً شديداً
فعن المسور بن مخزمة أنه سمع رسول الله صلى الله علية وسلم على المنبر وهو يقول " إن بنى هشام بن المغيرة إستأذنونى أن يُنكحوا إبنتهم علياً بن ابى طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا أذن لهم ، إلا أن يحب بن أبى طاب أن يطلق ابنتى وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتى فاطمة بضعة منى يريبني ما رابها ويؤذينى ما آذاها [ مسلم 2449 ]
وفى رواية لمسلم :" .................وانى لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله علية وسلم وبنت عدو الله مكاناً واحداً ابداً "

وتعالوا بنا نعود إلى الزوجان الطاهران علياً بن أبى طالب والزهراء – رضوان الله عليهما - لم يمضى عام على الزواج المبارك حتى أقَر الله تعالى عين على بن أبى طالب والزهراء رضى الله عنهما فوضعت الزهراء الحسن بن على وذلك فى السنة الثالثة من الهجرة ، ففرح به النبي صلى الله علية وسلم كثيراً وحنكه بنفسه وسماه الحسن وأماط الأذى عن رأسه وتصدق على الفقرا بزنه شعره فضه .
فلما بلغ الحسن من العمر عاماً جاء ميلاد الحسين فى شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتتابع الثمر المبارك فقد ولدت الزهراء فى العام الخامس من الهجرة زينب بنت على ثم بعد عامين وضعت طفلة أخرى هى أم كلثوم .

وهنا سأسرد لكم لك موقفاً رائعاً للخليفة الأول للمسلمين سدنا أبو بكر الصديق ثانى اثنين إذ هما فى بالغار الطاهر الطيب المحب لله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم وذريته ,الرجل الذى لا يعرف الحقد طريقاً إلى قلبه ولا الغل والحسد
عن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر رضى الله عنه وقد حمل الحسين وهو يقول : بأبى شبية بالنبي ، ليس شبيه بعلىّ وعلىّ يضحك ( 3750 البخارى )

إلى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله

هذا هو الصديق أبو بكر وهذا هو حبه للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا هو على بن أبى طالب رضى الله عنه الرجل الطيب الصالح الهادي الذى أمتلاء جوفه كله حباً لرسول الله صلى الله علية وسلم
والموقف عبارة عن مداعبة فى حب ووئام وحلم وود وحنان يا له من موقف جميل
الصديق رضى الله عنه يحمل الحسين رضى الله عنه طفلاً ويقول [ بابى ] أى أفتديه بأبى حباً وكرامة ومودة لآل البيت الطاهر .
ويداعب كذلك علياً كرم الله وجهه فيقول أن الحسين رضى الله عنه يشبه النبي صلى الله علية وسلم وليس يشبه علياً رضى الله عنه [ وهذة حقيقة ثابتة تاريخياً ] وتعالوا بنا نفكر قليلاً اليس كل منا يود ويتمنى أن يكون ابنه شبيهاً بالنبس صلى الله علية وسلم ؟؟؟ الإجابة : طبعاً بكل تأكيد
إذا سيدنا أبو بكر يقول الكلمة مداعبة لسيدنا على بن أبى طالب محبه له وكيف لا وهو ابن عم رسول الله صلى الله علية وسلم وصهره ومكانته فى الإسلام معروفة لكل عاقل مؤمن محب لله ورسوله صلى الله علية وسلم منصف للحق
ياأخوانى كانت هذة طبيعة العلاقة الحقيقية بين سيدنا أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب وكذلك بين كل الصحابة
هم تخرجوا من مدرسة محمد صلى الله علية وسلم
هم أختارهم الله عز وجل لينالوا شرف الصحبة مع رسول الله صلى الله علية وسلم هم الذين عرفوا الله عز وجل فأحبوه وعبدوه حق العبادة .
هم الذين آخى الإسلام بينهم فكان الواحد منهم يفتدى أخاه بنفسه وروحه
هم الذين عرفوا معنى الأخوة فى الله عز وجل
هم الذين عرفوا حق الأخ فى الله عز وجل
هم الذين لا يعرفون الغل والحسد والكراهية والشحناء والبغضاء
هم ذوى القلوب الطاهرة التى طهرها رب العالمين من الشرك والحقد والغل
ولاحظوا معى ماذا كان موقف على بن أبى طالب لما كان أبو بكر يقول هذا
كان علياً الطيب الطاهر يضحك
هو يضحك فرحاً بابنه الشبيه بجده الرسول صلى الله علية وسلم
أى شرف هذا وعز وكرامة
يضحك من مداعبة أخيه أبى بكر الصديق
إنه الوئام والمحبة التى جعلها الله عز وجل ساكنة مستقرة فى قلوب المتقين الصالحين
هذة هى العلاقة بين الصحابة الأطهار وآل البيت النبوى الكريم
أما من يريدون أن يشوهوا هذة العلاقة ويضيفون إليها ما ليس فيها فنقول لهم
إتقوا الله ربكم وعودوا إلى طريق الرشد والرشاد
إن الدولة الإسلامية فى عهد الصحابة كانت من أقوى الدول بل كانت أقوى دولة فى العالم
هذة الدولة هى التى زلزلت عروش كسرى وقيصر فى زمن قياسي فى لغة الحروب
هل يمكن أن تنشأ دول وتترعرع لتصبح بهذة القوة الجبارة فى هذا الزمن القياسي وبين أفرادها خلافات أو مشاحنات أو كراهية أو ضغائن .
عودوا إلى رشدكم وعقولكم
عودوا إلى القرآن الكريم شرعةً ومنهاجاً
عودوا إلى السنة النبوية المطهرة طريقاً إلى مرضاه الله عز وجل
وتعالوا بنا نتفق على أمر هام
أن الدين الإسلامي هو دين سماوى أنزله رب العالمين على العباد رحمة منه عز وجل إذا كان هذا الأمر متفق عليه
هل ينزل الله ديناً أساسه الشحناء بين أول جيل يحمل هم هذا الدين ؟؟
إن الدين الإسلامي الحنيف نزل أول ما نزل على قلب الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم ثم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم علياً بن أبى طالب رضى الله عنه .
وقد شأت الحكمة الألهية أن توضح لكل الأجيال عبر كل الأزمان أن الله عز وجل أنزل هذا الدين على قلب الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم ليبلغه إلى قومه خاصة ثم الناس عامة
ومن الطبيعى أن الله عز وجل لما أختار وقدَر سبحانه وتعالى أن تكون خديجة رضى الله عنها زوجة الرسول صلى الله علية وسلم فإن هذا الاختيار له مغزى هام جداً
إلا وهو أن قلب أم المؤمنين خديجة طاهر نظيف مجهز من قبل المولى عز وجل لتلقى الإسلام
من الرسول صلى الله علية وسلم لتكون أول من آمن من النساء
وكذلك سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذى كان أول من آمن من الرجال
وكذلك سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه أول من آمن من الصبية
هل هذا الدين الذى ارتضوه هم ديناً لهم ومنهاجاً لعبادة ربهم هل هذا الدين يمكن أن يأمرهم بالشحناء والكراهية والبغضاء .
أهو دين رحمة وسماحة أم دين خصام وكراهية ؟؟؟
عودوا إلى طريق ربكم أرجعوا إلى الطريق الصحيح
نحن أهل السنة والجماعة لا نكره أحداً ولا نبغض أحداً وإنما نحب الخير للجميع
ورحمة الله عز وجل قادرة على استيعاب الجميع
هلموا بنا يداً بيد لا نعبد إلا الله عز وجل وحده لا شريك له فى ملكة
نعبده على النحو الذى أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم وآل بيته الأطهار الذين منهم زوجاته الطيبات الطاهرات و الصحابة الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين .
نحن لا نبتغى إلا رضى الله عز وجل
أرى إنى أطلت لهذا سأتوقف وانتظركم على الرابط التالى

http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390

اللهم إهدى كل الخلق للحق وأنر بصائرهم وأهدى عاصيهم
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمداً صلى الله علية وسلم وآل بيته وصحبه وكل من سار على النهج القويم .
والحمد لله رب العالمين
مازال للسيرة بقية إن شاء الله
أخوكم المحب فى الله لكل المسلمين