بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الوقفة الثانية مع قسوة القلب
المرء القاسي القلب هو الذي تستعبده الفظاظة الغائلة ، والغظاظة الغالبة ،
ويتحكم في أعماله وآرائه وتوجهاته ، عنت صلد ، به يخبو قبسه ، ويكبو فرسه،
فيجر معه متاعب الدنيا والأخرة ،
إذ لايقسو على الناس إلا من هو معجب بنفسه وطبعه ،
حتى إنه ليرى منه ما يخشى ويتقى ،
وما لا يرى مما هو خَفِي أطم وأدهى .
وما رؤي أحد قسى على من هو دونه إلا ابتلاه الله بالذلة لمن فوقه،
إنّ من أعظم المعاقبة ألاّ يُحسَّ المعاقب بالعقوبة ،
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بقساوة القلب ، والتمكن من الذنوب ،
يقول مالك بن دينار رحمه الله :
((
ما ضُرِبَ عبدٌ بعقوبة أعظمَ من قسوة القلب ،
وما غضب الله على على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم )).
القسوة هي غِلَظُ القلب وتصلبه، وهي خصلة من خصال اليهود والمشركين ، ذمهم الله عليها
بقوله (
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) سورة البقرة آية رقم 74
وفي قوله: (
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ) سورة المائدة آية رقم 13
وفي قوله
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) سورة الزمر آية رقم 22
من قسى قلبه صار سيء الطبع ، سافل الهمة ، شَرِه النفس ، ضيق العطن ،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((
إن القلب القاسي بعيد عن الله )) رواه مالك في الموطأ.