بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
الوقفة الرابعة مع قسوة القلب
القسوة : نقص في طبيعة المرء ، وارتكاس بالفطرة إلى منزلة السبع البهيم
بل إلى منزلة الجماد الأصم الذي لا يعي ولا يهتز ، فخليق بالمرء أن يتصون عنها ،
ويأخذ حذره منها قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) سورة النساء آية رقم 71
القسوة خلة مرذولة ، وخصلة مستهجنة ، ووسم تعلق به نار الحدادين ،
كثيراً ما تطيش قسوة القلب بألباب ذويها، فتدلي بهم إلى اقتراف ما هو مسقط للمروءة،
إن عين القاسي تنظر من زاوية داكنة فهي تعمى عن الفضائل ،
بل قد تصل إلى التخيل وفرض الأكاذيب ، لأنه ربما فشل حيث نجح غيره ،
وربما تخلّف حيث سبق آخرون ، ومن ثَمَّ تغلي مراجل قسوته في نفسه ، لأنه ينظر
إلى الدنيا فيجد ما يتمناه لنفسه قد فات ، وامتلأت به أكف أخرى، وهذه هي الطاقة
التي لاتدع للعين قراراً .
إن القلب يقسو ويغلظ في المجتمعات التي تضج بالصخب والعطب والمرح الدائم،
وفي ثنايا الآفاق الزاهرة ، والنعم الباهرة ، وكثرة القيل والقال ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ) رواه الترمذي في جامعه .
ألا فليتق الله امرؤ ربه ، ولايبقين للقساوة محلاًّ في قلبه
رحم الله رجلاً محمود السيرة ، طيب السريرة ، محا عنه أثر القسوة فعفّاه ، وأعفاه من
معاناة ألمه .