بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
إنَّ خطورةَ الإفساد من داخل المسلمين أشدُّ من الإفساد الخارجيّ،
وأنَّ ظلمَ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على النفس من وقع الحُسام المهنَّد.
ومَن قرأ كتابّ الله جلّ وعلا بفهمٍ وتدبّر علم الحكمةَ من ورود ذكر المنافقين في القرآن
في أكثرَ من خمسة وثلاثين موضعًا،
والذين حذَّر النبيّ صلى الله عليه وسلم من أمثالهم في آخرِ الزمان
حينما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قائلاً: يا رسولَ الله،
إنّا كنّا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شرّ؟
قال: ((نعم))،
فقلت: هل بعد ذلك الشرّ مِن خير؟
قال: ((نعم، وفيه دخَن))،
قلت: وما دخَنه؟
قال: ((قومٌ يستنّون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرِف منهم وتنكر))،
فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟
قال: ((نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها))،
فقلت: يا رسول الله، صِفهم لنا،
قال: ((نعم، قومٌ من بني جِلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا)) الحديث رواه مسلم،
وفي لفظ له: ((وسيقوم فيهم رِجال قلوبُهم قلوبُ الشياطين في جثمان إنس)).
هذه هي أوصافهم ولقد صدق الله إذ يقول فيهم:
( وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ *
وَأَتْبَعْنَـٰهُم فِى هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَـٰمَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ) سورةالقصص آية رقم 41، 42