العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2008, 06:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية خلف أبو سامي
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

خلف أبو سامي غير متصل


الوقفة السابعة والأخيرة مع قسوة القلب



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،

وأصلح لنا شأننا كله

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أما بعد:

الوقفة السابعة والأخيرة مع قسوة القلب



إنّ القسوة التي استنكرها الإسلام إنما هي جفاف في النفس لايرتبط بمنطق ولا عدالة ،

إنها نزوة بغيضة ، تتشبع من الإساءة ، وتستسمن من الإيذاء ، وتمتد مع الأثرة المجردة

والهوى الأعمى .

وهذا كله لايتعارض مع كون القسوة والشدة مطلوبة في بعض الأحايين ،

وفق ما أراد الشارع الحكيم، لأن ذئاباً من البشر وسوساً أبوا إلا اعتراض اللين والرحمة،

ووضع الجنادل في مجراها حتى تنقطع عند الناس مواردها ،

فقتلوا ، وسرقوا ، وزنوا ، وشربوا الخمرة ، وقذفوا ،


فلم يكن بد من إزالة هذه العوائق والشِوَك ، والإغلاظ على أصحابها إذ هم الذين حرموا

أنفسهم اللين والرحمةَ ،

ألا ترون الطبيب يفعل مايفعل بالمريض من تمزيق اللحم ، وتهشيم العظم ،

مايفعل ذلك إلا شفقةً به ورحمةً ، على حد قول القائل:


فقسا ليزدجروا ومن يك راحماً = = = فليقس أحياناً على من يرحم

فلابد من إقامة الحدود ، وإنفاذ شرع الله على مستحقيه ، وليس للشفقة واللين محط هنا

إلا حال تنفيذ العقوبة وفق ما أراد الشارع الحكيم ،


وعلينا ألا نغتر ببروق منظمات حقوق الإنسان التي تصف إقامة حدود الإسلام

بالتخلف والتعجرف ، أو الوحشية والعنجهية البشرية ، في حين إن النتيجة الحاصلة من

مثل مناهجهم الضالة هي حماية حقوق الإنسان المجرم ، في أمور بيّن لنا الشارع الحكيم

أن قِوَام الحياة بها ، وأنه لا يستقيم عود المسلمين إلا بإنفاذها ونفاذها ،

وأن الحياء منها أو من التفاخر بها ، أو إقامتها على تخوف عجز وخور،

وإعجاب بما عند الأجنبي عن ملتنا ، وإن استبدال الحرية الشخصية بها اضطراب في العقل،

وتدنٍ في المقاييس ، وإخلال بالنواميس البشرية ،

ثم هي قبل ذلك كفر بفاطر السماوات والأرض ، إذ :

وضع الندى في موضع السيف بالعلا === مضر كوضع السيف في موضع الندى

ولذلك استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشدة في مواضعها ، حينما تنتهك حدود الله

فينتقم لله ، فقد قسا :

مع من تختم بالذهب ، ومع الذين مسحوا الأرجل أثناء الوضوء ،

ومع الإمام الذي أطال في الصلاة دون مراعاة لأحوال المأمومين ،

وعلى أبي ذر حينما سبَّ غلامه ،

ومع عمر بن الخطاب حينما سمعه يحلف بأبيه.

والقدح المعلا في ذلك وقصب السبق قوله صلى الله عليه وسلم:


(( وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها )).



وبهذا نصل وإياكم إلى ختام موضوع الوقفات مع قسوة القلب

عل الجميع استفاد من ذلك

وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وهورب العرش العظيم

وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون


ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة

إنك أنت الوهاب






التوقيع

 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir