[align=center]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم رحمتك نرجوا ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،
وأصلح لنا شأننا كله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أما بعد:
إنَّ الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يعيش وحيداً منفرداً ،
لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ،
بل لابد من الصديق يلاقيه المرء أو يناجيه ، أو يشاركه مسرته ويشاطره مساءته ،
لابد يوماً ما من أن تشتكي إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع لك .
إنَّ علاقات كثير من الناس في هذا الزمن تقوم لغرض وتقعد لعرض إلا من رحم الله .
إنَّ الأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى عصبة الخير التي تتصادق في الله،
وتتآزر على تأييد الحق ، وتتعاون على البر والتقوى ،
يقول جل في علاه عن موسى عليه السلام :
( واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري *
وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا )
سورة طه آية رقم 29-30- 31- 32 – 33- 34
بالأخوة الصادقة ، بالصديق المخلص الوفي ، الذي يخشى الله ويتقيه ،
به وبأمثاله يذكر الله جل وعلا ،
فالمرء مع من يخالل ويعاشر ، والشيء من معدنه لا يستغرب ،
يقول جل في علاه :
( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا )
سورة الأعراف آية رقم 58
بالأخوة الصادقة تتكاتف الأيادي ،
ويكثر الناصحون لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ،
ومتى اعترت الأخوة هوّة أو معرة ، فإنّ التفكك هو النتيجة ، ومن ثمَّ لا يجد الناصحون
رجع الصدى ، بل يشعر المجتمع بالجفوة المثمرة النسيان والغفلة ،
وتكون العقبى بعد ذلك كما قال الباري سبحانه :
( فلمّا نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء
وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون )
سورة الأعراف آية رقم 165 [/align]