توفر الاسمنت وتخفيض بالحديد

ما إن بدأت حكومة المملكة في اتخاذ عدد من الخطوات الرامية لتنظيم تصدير الأسمنت إلى الدول المجاورة في مسعى للإبقاء على وفرة هذه المادة عند معدلات تضمن السعر العادل للبائع والمستهلك. حتى بدأت علامات حرب أسعار بين التجار نتيجة توفر كميات كبيرة في السوق المحلية فاقت حجم الطلب.
وكشف متعاملون في قطاع تجارة الأسمنت في مدينة حائل أن إشاعات قد سرت بين أوساط المقاولين تؤكد أن حديد التسليح في طريقه للانخفاض نحو معدلات متدنية للغاية من جراء تحركات حكومية للسيطرة على احتكار التجار والسماسرة على كميات هائلة من الحديد لغرض تصديرها للأسواق الخارجية.. أو إيداعها في مخازن عملاقة بغية تعطيش السوق المحلية.. طمعا في مضاعفة الأسعار وبالتالي تحقيق مزيد من المكاسب.. لافتين إلى أن التحركات المرتقبة يعتقد بأن تفضي لمنع تصدير الحديد إلى الأسواق الخارجية أسوة بمادة الأسمنت.. وهو مألقى بثقله سلبا على تحفيز المقاولين والمواطنين على شراء الأسمنت بكميات كبيرة.. أملا في أن تنحدر أسعار بيعه إلى مستويات متدنية تفضي إلى تقليل نفقات البناء وبالتالي جر باقي مواد البناء الأساسية لنفس المصير.

واستدرك عبد الله حمود - تاجر قطاعي - ليقول إن هذه الأنباء مدفوعة بتوفر المعروض من الأسمنت بكميات وفيرة قد دفع تجار التجزئة لشن حرب أسعار شديدة الضراوة بين بعضهم البعض بهدف تصريف مالديهم من مخزون.. حيث تأرجح سعر كيس الأسمنت يوم أمس بين 5.14و 5.15للكيس الواحد.. مايوحي - وفقا للمتعاملين - بمخاوف لدى البائعين من تدهور حاد في سعر القطاعي قد يدفع السوق إلى انحدار في سعر التجزئة ملحقا بذلك الكثير من الأذى على صغار التجار.

من ناحيته أكد صالح الشمري أن تجارة تجزئة الأسمنت التي يمتهنها باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى جراء تضارب الأنباء وتذبذب الأسعار ونشوء أزمة ثقة لدى التاجر والمستهلك حول السعر المفترض الذي سيستقر عليه الحال في المدى المنظور.. مشيرا إلى أن المستهلكين والمقاولين قد أحجموا إلى أمد بعيد عن شراء الأسمنت طمعا في مزيد من الهبوط في الأسعار.. موضحا أن تاجر القطاعي سيكون كبش الفداء في ترنح الأسعار.. فيما تجني الشركات المنتجة أرباحها الصافية من دون هواجس.

من جانبه أكد سليمان الشمري تاجر قطاعي أن قلة الطلب على الأسمنت قد أوقعت التجار في مأزق تصريف مالديهم من معروض مؤكدا أن السوق يعيش أسوأ حالاته اليوم من جراء تكدس المعروض وضعف الطلب.. مشيرا في هذا الإطار إلى أن عمالة التحميل والتنزيل تكلف صاحب الناقلة جزءاً كبيرا من مدخولاته تضاف إلى تنافس محموم بين صغار التجار لتصريف مالديهم وسط تكهنات بدت تسري بين أوساط المتعاملين في السوق المحلية التي وصفها "بالمضطربة".

وعاد الشمري ليشدد على أن المكاسب التي يحققه تجار التجزئة لم تعد مناسبة على الإطلاق في ضوء التحديات والصعوبات التي يواجهها التجار من تقليص الهامش الربحي لكيس الأسمنت وتجدد المخاوف من إغراق للسوق قد يقود إلى فوضى أسعار.. قد تقود لمزيد من التدهور.

"الرياض" بدورها قامت بجولة استطلاعية على السوق ورصدت تفاوت التسعيرات بين الموزعين.. وزيادة العرض في السوق مع قلة الطلب على مادة الأسمنت قياسا بما كان عليه الوضع في الأيام التي سبقت صدور قرار وقف تصدير الأسمنت للخارج.. حيث طغت على السوق حالة من الركود والكساد.. اضطرت البعض من المتعاملين إلى الخلود إلى النوم لساعات طويلة يتفيؤن في ظلال شاحناتهم المحملة عن حرارة الشمس الحارقة فيما ينعم المستهلكون ببرودة هبوط درجات الأسعار غير المسبوقة.