التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 

&& ليله و ليله &&
بقلم : نايف سلمى


تتوالى مسيرة العطاء هنا في بعد حيي الى ان يحين قطاف الثمر فيطيب المذاق وتتراكض الحروف وتتراقص النغمات عبر كلماتكم ونبض مشاعركم وسنا اقلامكم وصدق ابجدياتكم ونقآء قلوبكم وطهر اصالتكم فآزهرت بها اروقة المنتدى واينعت . فانتشت الارواح بعطر اقلامكم الآخاذ و امتزجت ببساطة الروح وعمق المعنى ورقي الفكر .. هذا هو آنتم دانه ببحر بعد حيي تتلألأ بانفراد وتميز فلا يمكن لمداها العاصف ان يتوقف ولا لانهارها ان تجف ولا لشمس ابداعها ان تغرب.لذلك معا نصل للمعالي ونسمو للقمم ..... دمتم وطبتم دوما وابدا ....... (منتديات بعد حيي).. هنا في منتديات بعد حيي يمنع جميع الاغاني ويمنع اي صور غير لائقه او تحتوي على روابط منتديات ويمنع وضع اي ايميل بالتواقيع .. ويمنع اي مواضيع فيها عنصريه قبليه او مذهبيه منعا باتاا .....اجتمعنا هنا لنكسب الفائده وليس لنكسب الذنوب وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب جزاكم الله خير ا ........ كل الود لقلوبكم !! كلمة الإدارة

 
 
العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ........ نايفات ........ (آخر رد :نايف سلمى)       :: مدونتي.....بلا عنوان (آخر رد :نايف سلمى)       :: ذايب غرام (آخر رد :نايف سلمى)       :: && ليله و ليله && (آخر رد :نايف سلمى)       :: )$( لك ماضي العمر والحاضر)$( (آخر رد :نايف سلمى)       :: شغل مخك مع الألغاز..... (آخر رد :نايف سلمى)       :: كيف يموت الجن و كم تبلغ أعمارهم؟! (آخر رد :° • هوجــاس •°)       :: ياللي تحط الكحل ما عاد يحتاج (آخر رد :° • هوجــاس •°)       :: سنيـن العمـر عيـت لاتنسينـي مـلا محـهـا (آخر رد :سـ1ـطـ1ن)       :: يجب ان نسااااامح (آخر رد :سكون القمر)      

الإهداءات
من غياهب الفقد : ليه بس في غيابك تصير الليالي طوال     من قلبي : ياصباح العطر ياعطر الصباح ....ياصباح الشوق ياشوقي انا. صبحكم الله بالرضى والطاعات     من عروس المملكه : غصبٍ عليّ أضيق ، لا من تذكرت ! ‏شخصٍ ذخرته ؛ لـ الزمان وخذلني صح لسانك نايف     من قطر : شكرا لك احساس رسام على بادرتك الطيبه يطولي في عمرك     من الصالة : آلنسياآن () حين نحتاجه شفاءً . . . يغيب = ( ليتهه حُقنةة تعطىّ في ../ وريد الذاكرهه    

 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-22-2008, 12:49 AM   #1


امير الاشراف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11069
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : 08-22-2010 (05:47 PM)
 المشاركات : 133 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
ليالي مع بكر



بسم الله الرحمن الرحيم
فوائدُ من مجالس شيخنا العلاَّمة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله
عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق


تاللَّهِ، تفتأُ تذكرُ الشيخَ بكراً..
نعم، وماليَ لا أذكره، و (إنما أشكو بثِّي وحُزني إلى الله) من فقده..
أمَّةٌ يموتُ فيها العالم ثمَّ لا يخلُفُهُ فيها غيره، ليستْ تسيرُ على سواءٍ من أمرها..
وإن كان عزاء، فإنما هو في أن هذا الموت يحْيا به أقوام، وليسَ أحدٌ أحقُّ بأن يكون له من معنى موته حياةٌ دونها الحياة كعالمِ رباني..
لن أترجمَ للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد –رحمه الله-في هذا المدخل فما كتبتُ لهذا، لكني سأتحسَّسُ بقلمي "شيئاً يسيراً" من مَكَامنِ شخْصِيَّته، على أني أحاذِرُ من أمرين لا يكادُ يسلمُ منهما من يكتبُ عمن يعرفُ من العلماء:

1- أحاذرُ -ما استطعتُ- أن أجعلَ كتابتي عن الشيخ ذريعةً للحديث عن نفسي.
2- ثمَّ أحاذرُ –ثانيةً-أن أصفَ الشيخ بسبعة عشرَ وصْفاً تصلُحُ كلَّها لعالم، ثمَّ لا ترى فيها واحداً منهم.
إنَّ سيرة بعض العُلماء مُخْجِلة! ألْقِ ديناراً في غَيَابَةِ تاريخٍ من تواريخنا، ثم ابتعدْ وانظر كم عمامةً تسقطُ عليه؟
حين تتبيَّن هذا تعرفُ قدرَ الشيخ يومَ قالَ لي مرَّة: حضرَ عندي قبلَ أيَّام أحد كبار الناشرين ..ثمَّ ذكرَ الشيخ كلاماً قالَ في آخره: يريدونَ أن يجعلوا مني مطيَّةً لدنياهُمْ، هيهاتْ...
كان الشيخ في عيْنيْهِ قدحٌ من ذكاءِ الفطرة، يُخَيَّلُ إليَّ معه أنْ لو نشأَ نشْأةً مدنِيَّةً لَعُدَّ في دُهاةِ أهلِ السياسة.
الغيْرةُ حِلْيةٌ جُبِلَ الشيخُ عليها، ومن لا غيْرةَ عندهُ لا فضيلةَ له، هو غيورٌ على دين الله أن يُجْترأَ عليه، غيورٌ على عقيدة السلف أن تُمَسّ، غيورٌ على محارم المسلمين أن يُنال منها، غيورٌ على هذا العلم أن يتسوَّرهُ من ليس من أهله.
كان مهيباً لا يجسُرُ محدثهُ على أن يُحَدِّقَ إليه، فإذا أَنِسَ بمحدثهِ تبسَّطَ له، فربما رأيتَهُ تَهُزُّهُ النادرة فيضحكُ لها حتى يكادُ يخرجُ عن وقاره.
تَمَلَّكَ معنى عزَّة العالم وصيانة العلم، وإنَّك لتستطيع –غيرَ غالط- أن تَرُدَّ أكثرَ ما كان فيه الشيخُ من نَأْيٍ عن مُخالطةِ الناس، وبُعْدٍ عن غِشْيانِ مَحَافِلِ العامّة إلى شيء من هذا..
بل ربّما أسرفَ فيه –رحمه الله- فَخَرجَ به إلى بعضِ ما تنكرهُ نفسُ من لَقِيَهُ أول مرّة.. وما به إلاَّ هذا المعنى: "رأى بعضَ أهل العلم أذالَ علمه فَمَقَتَ نفسهُ أن يراها في صورته".
لا أذكرُ أن أحداً من أهلِ العلم تَشُدُّهُ الفارِدةُ اللطيفة، و تسْتَهْويهِ الشَّاردةُ الفاذَّة، ما رأيتُ منه، نعم ومن شيخنا العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أمدَّ الله في عمره على الخير.
ذكرتُ للشيخ بكر مرَّةً أن كُرْد علي قال في مذكراته: "ابن تيمية للإسلام كمارتن لوثر للنصرانية"، فدُهِشَ..واسْتعادَ الكلمةَ مني، ثم أخذ وجهه يتهللُ في جلالٍ من ألقٍ لم أرهُ في وجهٍ فاترِ الذهنِ قطّ.
قال ابن حزم: "لذَّةُ العالمِ في علمه".
جمعتْني بالشيخِ عدَّةُ مجالسَ في بيتهِ، ودارتْ بيننا أحاديثُ كثيرةٌ عن العلم وأهله..لم أكُنْ من خاصّةِ تلاميذه، ولا من خُلَّصِ أصْفيائهِ، وإنما كنتُ –ولا أزال- طويلبَ علمٍ صغيراً أَنِسَ به الشيخ رآهُ فيه ثم إنَّ هذا الطويلبَ عادَ فأخْلفَ ظنَّ الأسْتاذ! فيالله ماذا الأيَّام ومالذي تصنعهُ مآلاتُ الأمورِ بنا؟
كنتُ ألْقاهُ في الشهرين والثلاثة مرَّة أو نحوها مدة أربع سنوات، فلما مرضَ –رجمه الله-انقطعتْ أسْبابي عن أسْبابه فما رأيْتُهُ قبلَ وفاته بثماني سنين.
وهذا الذي أذكرهُ هنا "شيءٌ" من فوائدِ تلك المجالس، ما كنتُ علَّقتُ منهُ حرفاً في حياة الشيخ، لكن نبَّهَني عليهِ وحثَّني على تقْييدهِ الشيخ البحَّاثة جديع الجديع ذَخَرَ اللهُ كلَّ خير.
فكتَبْتُهُ في هذه الأيَّامِ ضَنَّاً على الأيَّام أن تطويه، ولأنَّ العقَّاد كان يقول: "الذاكرةُ مَلَكَةٌ مُسْتَبِدَّة، تحفظُ وتنسى على غيْرِ قانونٍ ثابت"، فما في هذه الفوائدِ مما يلوحُ أنَّهُ على غيرِ وجههِ فالشيخُ بريءٌ منه، وإنما تَبِعَتُهُ على هذهِ المَلَكَةٌ المُسْتَبِدَّة، وإنْ شِئتَ فقلْ: أو على صاحبها.
ثم إني سُقْتُ الفوائدَ هكذا عَفْوَ الخاطر كيفَ اتَّفقْ، فلم أرتِّبْها على باباتِ العلمِ بابةً بابةً..ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِ قارئها، ولم أُعَلِّقْ على ما وَرَدَ فيها إلا يسيراً، حتى تكونَ أَدْخلَ في فطرةِ العلمِ منها في صنْعته، إذْ كانت المجالسُ مع الشيخ على هذا المثال:


1- قالَ ليَ الشيخُ -رحمهُ الله-: ما ندمتُ على شيءٍ في شبابي نَدَمي على كتابين فَرَّطْتُ فيهما:
أ-كتاب"الزهد"للإمام أحمد رحمه الله..كنتُ في مكة فمررتُ في طريقي على كتبيّ فإذا به قد عَرَضَ نُسَخَاً من كتاب "الزهد" هذا طبع الهند، وكان إذ ذاك نادراً..فسألْتهُ عن ثمنه فكأن الثمن كان مرتفعاً فتركته، فقال لي الكتبي: خُذ نسخةً منهُ ولا تتركه فهو نادر وستندمُ على تركه فإنما وجدناهُ في أحد المُسْتودعات، قال الشيخ: فلم آخذْ نسخةً منه، وذهبتُ بعد كلامه هذا مباشرةً لزيارةِ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز-وقد كان يعرف محبتي للكتب ويسألني عمَّا رأيتهُ منها في المكتبات-فأخبرتهُ عن كتاب"الزهد"فقال: وما اشْتريتَ منهُ شيئاً؟ فقلت: لا، فقال: سبحان الله، كتاب"الزهد"للإمام أحمد تركتَهُ وما اشْتريتَ منهُ شيئاً، هذا شيءٌ عجيب، قال الشيخ فأحْسَسْتُ بعدها بتفريطي، فقال لي سماحة الشيخ: اذهب الآن إلى الكتبيّ واشْترِ منه الكميَّةَ كلها، قال: فنزلتُ مسرعاً، فلمَّا وافيتُ الكتبيَّ لم أَرَ عندهُ نسخةً واحدة، فسألتهُ: أين كتاب"الزهد"؟ فقال: بعتُهُ كلَّهُ ولم ييْقَ منه شيء، وعاتبني قال: ألم أقلْ لك خذْ نسخةً منهُ فهو نادر.
قال الشيخ: لم يكن بينَ تركي له في المرَّةِ الأولى وعودتي إليه إلاَّ زمنٌ يسيرٌ باعَ فيه الكتابُ كلَّه، وندمتُ على فَوَاتِ هذا الكتاب ندماً شديداً، ثمَّ إنَّ الكتاب طُبعَ بعد ذلك وَكَثُرَتْ نُسَخُهُ بأيدي طلبةِ العلم.
ب-قال الشيخ: وأمَّا الكتاب الثاني: فكتاب"غرائبُ الاغْتراب"رحلةُ الألوسي المفسر..رأيتهُ في شبابي عند الكتبيِّيِّن أخرجهُ من خزانةٍ خاصَّةٍ في المتجر، وقلَّبتهُ فسألتهُ عن ثَمَنهِ فإذا مبالَغٌ فيه جدَّاً، قال الكتبيُّ: خُذْهُ فهو نادرٌ ولعلَّكَ لا تجدهُ بعد هذه المَّرة، فطلبْتُ منهُ خَفْضَ ثمنهِ بعضَ الشيء فلمْ يُوافقْ فتركتهُ..ثم إني لم أجدهُ بعدها ولم أَرَهُ في يومٍ من أيَّام حياتي على كثرةِ ما رأيتُ من الكتب..قال الشيخ: حتّى إني حينَ قلَّبْتُ الكتابَ عند الكُتبيّ علقتْ في ذهني مسألةٌ من مسائلهِ، فذكرتُها في أحد كُتبي وأَحَلْتُ إلى الكتاب دون ذكرِ الصفحةِ هكذا من الذاكرة.
قلتُ: رأيتُ في مرض الشيخ –رحمه الله-نسخةً من هذا الكتاب، هي نسخةٌ جمال الدين القاسمي، وعليها تعليقٌ بخطه في نصفِ صفحة، فيه: أنَّ الشيخ زكريَّا الأنصاري كان إذا مرضَ اسْتشْفى بمُطالعةِ كُتب أهلِ العلم!.

2- قال الشيخ: لا أحبُّ الإطالةَ في النِّزهةِ، وليسَ من عادتي الخروج إلى الصَّحراء وقت الربيع إلا في القليل..وإذا خرجتُ فنتناولُ الغَدَاءَ ونحوه ونعود.

3- قلتُ للشيخ: سمعتُ من عالم الجزيرة الشيخ حمد الجاسر أن بعضَ عُلماء شقراء رأى تلميذاً لهُ قد أقبلَ وعليه خاتم، فقال يُمازحه:

ألا قلْ لبعضِ النَّاسَ مثلَ محمِّدٍ ***** متى كانَ دينُ اللهِ لبسُ الخَوَاتمِ


ثمَُّ إنَّ الشيخَ سُليمانَ ابنَ سحمان بَلَغَهُ هذا البيتَ فردَّ عليهِ بقصيدةٍ يُسَفِّهُ فيها قائِلَهُ ويذكرُ أن لبسَ الخاتَمِ سُنَّة..قلتُ للشيخ: قرأتُ أن سماحةَ الشيخَ ابن باز يَرى أن لبسَ الخاتَمِ ليس بسُنَّة، فقال: نعمْ، ليسَ لبسهُ سُنَّة.
4- قال الشيخ: أكثرْتُ في الآونةِ الأخيرةِ من كتابةِ المقدِّماتِ لطلبةِ العلمِ، أكْثرت، وليسَ للعالم أن يبْتَذِلَ قَلَمَهُ هكَذَا، لا بُدَّ للعالمِ من أن يصُونَ قَلَمَهُ، لا بُدَّ للعالمِ من أن يصُونَ قَلَمَهُ..فقلتُ له: إنَّ العقَّادَ قلَّما قدَّم كتاباً، لكنهُ إن قدَّم لكتابٍ فإنهُ لا يذكرُ صاحبَ الكتابِ بكلمةٍ في الغالب، وإنَّما يَتَكَلًّمُ على موضوعِ الكتابِ ويُطِيِلُ ويَسْتَدْركْ، لذا ربَّما كانتْ مقدِّمَتُهُ أعْلى من قيمةِ الكتاب فأضرَّتْ بمؤلِّفهِ، فقال الشيخ: والله جيِّد.

5- قال الشيخ: يؤلمني ويعْصرُ قلبي حين أرى بعضَ كتَّابنا-وأشدُّ ما يؤذيني حين أسمعُ خطيباً على المنبر-يكثرُ من الاستشهاد بأقوال الغربيين في مدحِ الرسول صلى الله عليه وسلم أو الثناء على الإسلام، بلغْنا من الهوان أن احْتاج دينُ الله إلى أقوال هؤلاء ثُنيَ بها عليه.نعم، تُذكر مثل هذه الأقوال لكن في أضيق الحدود.


6- قال الشيخ: زرتُ مع بعض الرِّفاق-أظنُّه قال وقت الشباب-أحدَ علماءِ الشناقطة في المدينة، فلمَّا دخلنا عليه وجدناهُ مضطجعاً وقد جعلَ وجههُ تجاه الجدار، وكنَّا نسألهُ ويُجيبُنا وهو على هذه الحالة!قال: فلمَّا طال بنا المجلس التفت إلينا وقال لي: أسئلتك هذه أسئلةُ رجلٍ من أهل العلم.
7- قال الشيخ: هل ضاق دينُ الله حتى لا يبدأَ المسلمُ الطوافَ إلا بوجود هذا الخط..
8- قال الشيخ: كان يكتبُ في الأعداد الأولى من مجلة مجمع اللغةِ العربيةِ بمصر فُحول الكتَّاب، انتفعتُ بكتاباتهمْ كثيراً، لا يوجدُ مثلهم في مجلاتِ المَجَامعِ الأخرى، ولا في هذه المجلةِ نفسها بعد ذلك.
9- قال الشيخ: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-هي أعظمُ عملٍ علمي تُفاخرُ به بلادنا.
10- قال الشيخ: قرأتُ في كتاب"بلوغ الأَرَب"لمحمود شكري الألوسي كلاماً يقعُ في صفحةٍ كاملة اسْتكثرْتُهُ على متأخر..فتبيَّنَ لي بعدَ ذلك أنَّهُ ينقلُ بتمامهِ من مقدمةِ ابن خلدون دون أن يُشير إلى ذلك.
قلت: أفادَ الألوسيُّ في أحد كُتُبهِ من كتاب لأحمد فارس الشدياق كثيراً، لكنهُ لم يُشرْ إلى ذلك.
11- قال الشيخ: لما زرتُ الأردن سألني طلبةُ العلمِ هناك عن الشيخ الألباني، فقلتُ لهم: هو صاحب فن، فسرَّهم جوابي، فقالوا: والشيخ محمد الأمين الشنقيطي؟قال: فقلت لهم: هو صاحبُ فنون!
12- قال لي الشيخ في ليلةٍ من الليالي: لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار –رحمه الله-إلى مجلسٍ مُجاور..قال: لو رأيتني وأنا أقرأُ سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد غَلَبَني البُكاء لشدَّة ما أثَّرتْ فيَّ حياة هذا الشيخ..ثم قال: هذه هي الحياة، أين نحن منهم؟
13- قلتُ للشيخ: قرأتُ في أحد الكتبِ التي ألِّفتْ عن الشاعر أحمد شوقي، أنه كان يسْتغربُ من قلَّةِ ذكر شعراء العرب للنخلة في شعرهم..فقال الشيخ: العرب كانت ترى أن من العيب غرس النخل وتربية البقر، ولا زالَ هذا في الأعراب إلى يومنا هذا، قال: وقد سمعتُ من شيخنا محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-بيتاً من الشعر ينشدهُ لأحد الشعراء يمدحُ فيه قوماً يقولُ فيه: لا يغرسونَ فسيلَ النخلِ حولهم ***** ولاتُخاوِرُ في مشتاهم البقر
قلت: هذا البيت في جملةِ أبيات للعباس بن مرداس السُّلمي يمدحُ بها قومه، سمعتُ الشيخَ الشنقيطي ينشدُها في أحد الأشرطة المسجَّلة من مجالسه في التفسير.
14- قال الشيخ: لما ألفتُ كتابي"طبقات النسَّابين"انتشرَ في العراق انتشاراً عجيباً لم ينتشرْ مثلُهُ في بلدٍ آخر.
15- قلتُ للشيخ: إن الحافظ السيوطيّ ثارَ به صوفيةُ الخانقاه التي كان يتولَّى نَظَارَتها لأنهُ قال: إنكم لستمْ على شرط الواقف، فثاروا به وحَمَلوه وألْقوه في فسقية الماء هكذا بجبَّته وعمامته..ذكرَ ذلك تلميذه ابن إياس في "بدائع الزهور"وأنهُ خرجَ من الماء وأصلحَ ثيابهُ ثم توجَّه إلى روضة المقياس فسَكَنَ هناك، وأغلق النافذةَ التي تجاه النيل، وألَّف كتابه"تأخيرُ الظُّلامة إلى يوم القيامة"، وانقطعَ بعدها هناك إلى التأليف حتى وفاته..قال الشيخ ما معناه: ليْتني أستطيعُ أن انْقطعُ إلى العلم لا يشْغَلُني عنه شيء.
16- قال الشيخ: المغاربةُ لهم أنظارٌ ومداركُ في العلم ليستْ عندنا نحنُ المشارقة.
17- قال الشيخ: لو كتبْتَ اسمَ شيخ الإسلام ابن تيمية على ورقة بيضاء لاشْتراها الناس..وسألتُهُ: هل ذَكر الإسلام شيء من كتبه أنه عربي النسب؟ فقال: لا أعرفُ هذا، ما أبعدَ شيخَ الإسلامِ عن ذكرِ مثلِ هذه الأمور!قال: لكنَّه عربيّ من بني نمير، قلْتُ: وابن القيم: لا، لم يَكُن ذا أصلٍ عربيّ.
18- قلتُ للشيخ: حين زرتُ الدكتور محمود الطَّناحي في مصر، أخبرتهُ أنكم ذكرتمْ في بعضِ أنّ الزركلي لم يُترجمْ في أعلامهِ لأحدٍ من سلاطين آل عثمان لعصبيَّته العربيَّة، وأنكم لم تروا من نبَّهَ على قبلكم، وأن الطناحي قال لي: سلِّمْ على الشيخ بكر وقلْ له: بلى، نبَّهَ عليه أحدُ الكتَّاب، ثمَّ قامَ وأحضرَ كتابهُ وأراني الموْضع، وهو كان طُبِعَ قبلَ الكتاب الذي ذكرتُمْ فيه ما ذكرتمْ، فقال الشيخ وكأنَّه ضاقَ صدرهُ بعضَ الشيء: والله ما قرأتُ هذه المعلومة لأحدٍ، وإنما هو شيءٍ توصلْتُ إليه ابتداءً.
قلتُ: سلاطين آل عُثمان ليسوا على شرطِ الزركلي، إلا أن يكونَ محمد الفاتح.
19- قال الشيخ: كان أحمد حسن الزيَّات صاحب الرسالة يكتبُ بالفرجار والمسطرة..وكان الشيخ مُعجباً بأسلوبه، قال:لهُ مقدماتٌ للرسالةِ من أرقى الكتابات، إذا أردتَ أن تعرفَ قيمتها فاقْرأِ المقدمات التي يكتُبُها غيره للرسالة في بعض الأحْيان.
قال الشيخ: ألقيتُ كلمةً في أحدِ المَحَافلِ أفَدْتُ فيها من بعضِ مقدمات الزيَّات هذه.
20- قال الشيخ رحمه الله: قال لي سماحةُ الشيخ عبدالله ابن حميد لمَّا رأى تَوَافُري على دراسة تُراثِ ابن القيِّم: ما أظنُّ إلاَّ أنَّ الله سبحانه قد ادَّخرَ لك هذا الخير حين صَرَفَ كثيراً من أهلِ العلم عن خدمة عِلْمه وهيَّأَ ذلك لك.
* للورَّاقِ المشهور في وقته زكيّ مجاهد-رحمه الله-مؤَلَّفٌ عُرِفَ به عنوانه"الأعلامُ الشرقيَّة"هو مُتَداولٌ بين القراء..لكن لهُ مؤلَّفٌ آخر قلَّتْ نُسَخُهُ بين أهلِ العلم فهو يُعَدُّ في نوادرِ المكتبةِ العربيةِ عنوانهُ"الأخبار التاريخيَّة في السيرة الزَّكيَّة"ذَكَر فيه طَرَفاً من ترجمته، وتاريخِ عائلته، وأسْفاره، ومنْ لقيهُ من الأعْلام، جاء في الصفحةِ الثانيةِ والخمسينَ منهُ:
الرحلةُ الحجازيَّة: وهي رحلةُ العمرةِ في مكةَ المكرمة وزيارةِ المدينة المنوَّرة..سافرْتُ على بركة اللهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضان المبارك سنة 1392هـ 1972م..وصلْنا بالسلامة المدينة المنوَّرة على صاحبها أفضلُ الصلاة والسلام..وفي ثاني يومٍ ذهبتُ إلى المحكمة الشرعية بجوار المسجد النبوي لزيارةِ قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شابٌّ عالمٌ جليلٌ واسعُ الاطلاع، ومن المشْتغلينَ بالعلم وجمعِ كتب الحديث النبوي والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمتُ عليه وأهديتُهُ الجزء الرابع ممن كتابي"الأعلام الشرقية"..".

أشعرتَ كيف غَدَا الأستاذُ الشابُّ -بعد ذلك- الشيخ العلاَّمة؟..
- المصدر
مجلة الإسلام اليوم - العدد 45 - رجب 1429هـ


 
 توقيع : امير الاشراف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 0
لا يوجد اسماء لعرضها

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010