بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ،
واجعلنا شاكرين لنعمك، مُثنين بها عليك ، قابليها
وأتمّها علينا برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم وفقنا لكل خير ، واجعل عواقب أمورنا إلى خير
أما بعد:
لا يغرنَّكم سهلُ الدنيا،
فبعد السهلِ حُزون،
والفرِحُ فيها محزون،
والحُزن فيها غير مَأمون،
ما ضحِكت فيها نفوس إلا وبَكَت عيون،
هي داء المَنون،
من ركَن إليها فهو المغبون،
لم يهتمَّ بالخلاص إلا أهلُ التقى والإخلاص،
أيّامهم بالصلاح زاهرة،
وأعينُهم في الدُّجى ساهرة،
في نفوس طاهرة،
وقلوبٍ بخشية الله عامرة،
يعملون للدنيا والآخرة.
حقٌّ على كلِّ مسلم ومتبصِّرٍ أن يقفَ موقفَ تأمُّل وتدبّر ونظرٍ وتفكّر،
لقد فتح الله على أهلِ هذا العصر ما فتح من نِعَم لا تحصى،
لم يعرِفها السابقون، ولم ينعَم بها الأسلاف،
في العلم والتعليم والإعلام والتواصُل والطبّ والعلاج،
في الكسبِ والاحتراف والمالِ والاقتصاد والنّقل والمواصلاتِ
والتجارَةِ والصناعة والزراعةِ واللباس والزينةِ،
في كلِّ ميادين الحياة وشؤونها،
تطوّرٌ عظيم واسع، غيَّر ظروفَ الناسِ وأحوالهم،
مكَّن الله لهم في الأرض ما لم يمكِّن لمن قبلهم،
فتح الله الأسواقَ والأرزاق وتبادُلَ المنافع بين أهل الدنيا وأرجاءِ المعمورة.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى