"قرض الخصوبة" يثير اهتمام مئات اللبنانيين

في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد

"قرض الخصوبة" يثير اهتمام مئات اللبنانيين الحالمين بإنجاب أطفال


بيروت- د ب أ

بعد عامين من قراره بتقديم قروض لهؤلاء الذين يسعون لإجراء عمليات تجميل، توسع بنك لبناني في تقديم قروضه لتشمل علاج أمراض الخصوبة، وجذب برنامج القرض، الأول من نوعه على الإطلاق، قدرا من الاهتمام لا بأس به، رغم أن قضية العقم كانت لفترة طويلة من المحرمات الاجتماعية في لبنان والشرق الأوسط على وجه العموم.

وقال ماهر مزهر، رئيس إدارة التسويق ومروج الحملة في بنك "فيرست ناشيونال بنك" اللبناني، نتلقى منذ الإعلان عن القرض في ملصقات بشوارع بيروت في منتصف آب/ أغسطس ما بين 200 و250 مكالمة هاتفية يوميا من عملاء يبدون اهتماما بالأمر.

ويشتهر ذلك البنك بالقروض غير المألوفة؛ حيث عرض في عام 2006 قروضا من أجل إجراء جراحات التجميل رافعا شعار " الجمال لم يعد رفاهية".


ويحمل القرض الجديد شعارا يقول "الخصوبة لم تعد مشكلة"، ويسمح للمواطنين الذين لديهم وظائف ثابتة باقتراض مبالغ تصل إلى 7 آلاف دولار لإجراء عمليتين أو ثلاث من عمليات أطفال أنابيب تسدد على مدار ثلاثة أعوام.

ويقول مزهر، إن القرض في حد ذاته جرى تصميمه ليكون أكثر مرونة من القرض الشخصي، حيث أن هناك ضمان للسرية الأمر الذي يعني أن العملاء لا يحتاجون لكشف هويتهم للبنك، لكنهم يمكنهم أن يتعاملوا مع البنك من خلال أطبائهم.

ويضيف مزهر، إن القرض الجديد لا يتطلب ضمانا إذا كانت قيمته لا تزيد عن 3 آلاف دولار، على عكس القرض الشخصي، ثم إنه "قرض دوار" مما يعني أن الفرد يمكنه أن يستمر في أخذ قروض جديدة حتى في فترة تسديد القروض السابقة طالما لم تصل قيمة ما حصل عليه من القروض حد 7 آلاف دولار المسموح به.

وقال طبيب لأمراض النساء في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، إن عملية الإخصاب الأنبوبي أصبحت إجراء شائعا في لبنان على الرغم من الطبيعة الحساسة لمشكلات العقم.

وقال مزهر، إن هناك 20 مركزا لعلاج العقم في لبنان، بينما تجري مستشفى الجامعة الأمريكية العملية بكِلفة حوالي 2500 دولار لكل إخصاب أنبوبي، وتجري من 60 إلى 100 محاولة كل شهر.

ويمكن للقرض أيضا أن يمول عمليات حفظ الخلايا الجذعية، والتي قال مزهر أنها تتكلف ما بين 2600 دولار و2800 دولار.

ويتوقع مزهر أن تكون الخلايا الجذعية هي القضية الساخنة التي تحظى بالاهتمام على مدار الخمسين عاما القادمة، آملا أن يجري تذكر مصرفه على نظرته الاستشرافية.

لكن مزهر يتوقع أن تثير مبادرة البنك الجديدة الانتقادات، مثلما أثارت مبادرة جراحات التجميل التي انتقدتها شخصيات دينية قائلة أنها تضفى على أجساد النساء صبغة تجارية، ويضيف مزهر أن " هدفنا في القرض الأول كان مساعدة الأشخاص وإبلاغهم بأنه بوسعهم أن يكونوا في صورة جميلة بمساعدتنا، والآن فإننا بقرض الخصوبة نساعد في جعل حياة الناس أكثر بهجة".