السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي في الله الكرام أهلا وسهلاً ومرحبا بكم.
مازلنا نقلب بعض صفحات من السيرة العطرة للصحابية الجليلة وواحدة من آل البيت الطاهر الذي امتلأ بحب الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم وهي السيدة أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وتعالوا نبداء بما قاله ابن عباس الذي قال : حدثني أم الفضل بنت الحارث قالت : بينا انا مارة والنبي صلي الله عليه وسلم في الحجر ..فقال : يا أم الفضل . قلت : لبيك يا رسول الله ..قال : إنكِ حامل بغلام . ..قلت : كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء ؟ ..قال : هو ما أقول لك ، فإذا وضعتيه فآتيني به...فلما وضعته أتيت به النبي صلي الله عليه وسلم فسماه عبد الله وألباه بريقه [أي حنكه بريقه الطاهر الشريف] ..قال : إذهبي به فلتجدنه كيساً ....... إلي اخر الحديث [رواه الطبراني]
وقد ولدت أم الفضل عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين في الشِعب وقت الحصار الذي فرضته قريش علي بن هاشم وذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات.
وكانت ام الفضل رضوان الله عنها تري نبوغ إبنها وتفوقه في علوم الدين وكانت تتذكر البشري العظيمة التي بشرها بها النبي صلي الله عليه وسلم وهي مازالت حامل بعبد الله يا لها من اسرة كريمة طيبة ويحق لأم الفضل ان تكون اسعد الخلق بابنها عبد الله رضي الله عنهما.
فقد صحب النبي صلي الله عليه وسلم نحو من ثلاثين شهراً وكان وسيما جميلا مديد القامة مهيباً كامل العقل ذكي النفس من رجال الكمال.
عن ابن عباس قال : ضمني النبي صلي الله عليه وسلم الي صدره وقال : اللهم علمه الحكمة .[البخاري 3756]
وفي رواية قال : مسح النبي صلي الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالحكمة. [البخاري 1/155].
وعن ابن عباس : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة فوضعتُ (أى إبن عباس قد وضع الوضوء للحبيب صلى الله عليه و سلم ) له وضوءاً من الليل قال : فقالت ميمونة : يا رسول الله وضع لك هذا عبد الله بن عباس فقال صلي الله عليه وسلم : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .[أخرجه احمد والحاكم 3/534].
وعن ابن عباس قال : دعا لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يؤتيني الحكمة مرتين. [الترمذي 3823].
وعندما توفي الحبيب صلي الله عليه وسلم كان عبد الله بن عباس ابن ثلاث عشر عام وكان حبر الأمة ويسمي البحر لغزارة علمه.
وكان عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان – رضي الله عنهما – يدعوانه فيشير عليهما مع اهل بدر وكان يفتي في عهدهما الي ان مات.
وكان ابن عباس يثلج صدر امه رضوان الله عليهما كلما رأت قدره ومكانته العلمية ترتفع يوم بعد يوم.
كذلك مما أثلج صدر ام الفضل رضي الله عنها ان العباس رضي الله عنه بعد أن اعلن اسلامه كان ملازما للحبيب صلي الله عليه وسلم لا يفارقه ابداً فكان يشهد معه المشاهد ويتمني ان يفديه بنفسه وماله وكل ما يملك.
وفي يوم حنين لما انهزم الناس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان العباس ملازماً له ولم يفارقه.
قال العباس رضي الله عنه : فلما التقي المسلمون والكفار ولي المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلي الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار ، قال العباس : وأنا آخذ بلجام بغله رسول الله أكفها إرادة ان لا تسرع وابو سفيان اخذ بركاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أى عباس ..... ناد أصحاب الشجرة فقال عباس – وكان رجلاً صيتاً [أي ذو صوت مرتفع] – فقلت بأعلي صوتي : اين اصحاب الشجرة ؟ قال : فو الله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر علي اولادها...... [مسلم 12/113].
والمقصود بأصحاب الشجرة في الحديث هم اصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة الحديبية وكانوا اربع عشرة مائة وبايعوا علي الموت وقد علم الله في قلوبهم الايمان والصدق فرضى عنهم وقد صح عنه صلي الله عليه وسلم انه قال : لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة
انتهي إلي هذا الحد عن النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول رسول الله صلي الله عليه وسلم للشيخ محمد المصري حفظه الله ورعاه .
والنص اروع كثيراً من ان يعلق عليه مثلي.
ولكن الذي بلغت الانتباه فعلا هو العلاقات الاخوية الرائعة بين اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وآل بيته الكرام رضوان ربي وسلامه عليهم أجمعين.
كانوا اخوانا متحابين في الله عز وجل لا يتنافسون في امر من امور الدنيا الفانية بل كان كل تنافسهم في الطاعات وفعل الخيرات والتقرب لرب الارض والسموات
و الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم يعرف كل منهم فضل الآخر ويقدره ويعرف تماماً أن الله عز وجل ينظر الي قلوب العباد وأفعالهم ولا ينظر الي صحيفة نسبهم او شجرة عائلاتهم.
لهذا نجد أن العباس رضوان الله عليه قد أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم ان ينادي علي اصحاب الشجرة انه معني عميق جدً جداً.
الرسول صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو وحي يوحي يأمر العباس رضي الله عنه ان ينادي علي أصحاب الشجرة ولم يأمره ان ينادي علي آل البيت وحدهم دون غيرهم .
ولا حظوا كان أصحاب الشجرة هم من الصحابة وآل البيت علي حد سواء
إن العلاقة بين آل البيت وأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت دوماً علاقة أخوة في الله ومحبة في الله
هم اختلطت دماؤهم الشهيدة علي حبها وهم جنباً الي جنب وقد تشاركوا سويا فرحة النصر ببدر واختلطت دماؤهم ودموعهم حزناً علي شهداء احد وتقاسموا الافراح يوم الخندق واختلط عرقهم اثاء حفر الخندق وكانت الشحناء والبغضاء ابعد ما يكون عن قلوبهم الطاهرة الصافية التي لا تعرف الا التوحيد وحب عباد الله المخلصين.
لهذا كان النداء علي اصحاب الشجرة يشتمل من حضر بيعة الرضوان من آل البيت أو من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم.
لهذا نجد ان اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم قد سموا عبد الله بن العباس رضوان الله عليهما حبر الامة [وهذا حقه] لانه كان من أفقه المسلمين بامور الدين وكيف لا و قد فاز بدعاء رسول رب العالمين بأن يكون من المتفقهين بأمور الدين وها هو عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان يجعلانه من اهل المشورة والفتوي مع البدربين وكذلك فعل علي بن ابي طالب رضوان الله عليهم اجمعين.
وفي النص معني رائع لكل مسلمة
اختاه ان ام الفضل رضوان الله عليها قد اسعدها ربها عز وجل بأن يكون ابنها حبر هذه الامة وبحراً من بحور العلم الطاهرة الشريف
لهذا ربي لنا اختاه من اولاك علماء في الشرع الدين واهتمي بتعليم اولادك العلوم الشرعية كما تهتمين بتعليهم العلوم الدنيوية ليكون اولادك واعمالهم وعلمهم في ميزان حسناتك يوم القيامة ان شاء الله.
اننا وبكل صراحة إن فكر أحدنا في عمل مشروع تجاري يفكر الالاف المرات في كيفية تدبير الاموال لتمويل المشروع وكذلك في إيجاد الأرض التي سيقام عليها المشروع وكذلك تدبير العمالة الخاصة بالمشروع وكذلك كيفية تسويق المنتجات الخاصة بالمشروع ويظل صاحب المشروع في التفكير في سبل انجاح المشروع ليل نهار ولا يكل ولا يمل من العمل بكل اجتهاد.
وعلي النقيض تماماً نجد ان كلنا يعرف ان هناك في الآخرة جنة ونار وهناك لقاء مع الجبار وعذاب قبر ونعيم قبر وصراط.
ومع هذا نحن لا نعد لأنفسنا الإعدادات اللازمة التي تنجينا من عذاب القبر وعذاب النار والمرور علي الصراط ولقاء الواحد الجبار القهار.
وكذلك اغلبنا لا يسعي الي الفوز المقيم ولا يحرص عليه الحرص المعتاد علي الأموال والمشاريع التجارية.
لماذا لا يحرص كل منا علي ان يكون له ابن او ابنة عالماً في الأمور الدينية ليكون له وقاءاً من النار.
ان هذا هو الاستثمار الحقيقي وهو المتاجرة مع الله عز وجل انها التجارة الرابحة
وتعالوا بنا نعرف بعضاً قليلاً من الأرباح المحتمل الحصول عليها لو تاجرنا بإخلاص وبصدق مع الله عز وجل.
هل تحلم بالسعادة في الدنيا والآخرة والبركة في العافية والأهل والولد والمال.؟
هل تحلم بالشعور بالرضي بالقضاء والقدر.؟
هل تحلم ان يهون الله عز وجل عليك سكرات الموت.؟
هل تحلم ان يخفف الله عز وجل عليك ضمة القبر.؟
هل تحلم ان يثبتك الله عز وجل عند سؤال الملكين.؟
هل تحلم ان يوسع الله عز وجل مدخلك.؟
هل تحلم ان يبدلك الله أهلاً خيراً من اهلك وداراً خيراً من دارك.؟
هل تحلم ان يكون قبرك روضة من رياض الجنة.؟
هل تحلم ان يكون مكانك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظل العرش يوم الحشر.؟
هل تحلم أن تؤتي كتابك بيمينك لتعود إلي اهلك فرحاً مسروراً.؟
هل تحلم بأن يثبتك الله عز وجل علي الصراط.؟
هل تحلم ان يشفع لك الحبيب صلي الله عليه وسلم وان يسقيك بيده الشريفة من نهر الكوثر شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبداً.؟
هل تحلم أنك يوم الحساب تلاقي رباً غفوراً رحيماً ودوداً جل وعلا سبحانه وتعالي .؟
هل تحلم بأن يكون لك في الجنة قصوراً وسدراً وإخوانا متحابين في الله .؟
إنها ليست أحلام بقدر ما هي أمنيات والأمنيات يجب ان تسعي إليها وتعمل لها ما يؤهلك للوصول إليها بعد الاستعانة بالله عز وجل
أعرف إنني أطلت واخشي عليكم من الملل من طول الموضوع لهذا سأتوقف الآن
واعلموا إنني أحبكم في الله كثيراً وأتمنى لكم الخير في الدنيا والآخرة.
فلا تحرمونا من دعوة بظهر الغيب
أنتظر تعليقاتكم علي الرابط التالي
http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390
دمتم و أهليكم بكل خير
أخوكم في الله
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض الشجري
