بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
ذكر الله تعالى
هناك من الناس من يذكرون الله ، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر ،
فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، وقدره حق قدره ،
وذكر الله عز وجل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ،
ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ،
غير أن الناس مما ألفوا منه ، وما جهلوا من معناه ، لا يرددونه
إلا كما يرددون كلاما تقليديا ،
وإلا فهل فكّر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده ،
وهي أول ما كلف به الرسول صلى الله عليه وسلم حين أمر بالإنذار
( يـا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر )
سورة المدثر آية رقم 1-3
إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ،
لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا .
إنها كلمة ، ينبغي أن تدوّي في أذن كل سارق وناهب ؛ لترتجف يده ، ويهتز كيانه .
وكذا تدوّي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر ويرتدع ،
وينبغي أن تدوّي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ،
أن هناك إلهاً أقوى منه ، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره ،
أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم ،
فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
فاتق الله أيها المسلم الغافل ،
فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ،
فلا تيأس من وجوده بذكر الله ،
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما **** يظنان كل الظن ألا تلاقيا .
( يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )
سورة المنافقون آية رقم 9
هذا وللحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب