الوراثة والسمنة والتوتر.. ثالوث أسباب الإصابة بالسكري

الوراثة والسمنة والتوتر.. ثالوث أسباب الإصابة بالسكري


السكري مرض مزمن يمكن تفادي مضاعفاته ببساطة في حال حافظنا على نسبة الجلوكوز في الدم، لكن في حال الإهمال يؤدي إلى مشاكل خطيرة تطال كافة أعضاء الجسم ، ورغم عدم معرفة أسباب الإصابة بالمرض، إلا أن الدراسات أكدت أن هناك عوامل عدة أهمها الوراثة والسمنة والحالة النفسية كالتوتر والقلق، كما صنفت الأبحاث الطبية (تناول الأدوية) ضمن مسببات الإصابة.

وقال الدكتور عمر دهيمات استشاري السكري والغدد الصماء في حوار مع (نور الصحة) إن المرض هو ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين، أو عن نقص استجابة خلايا الجسم، مشيراً إلى أنه من المعروف أن الأنسولين هرمون يفرزه البنكرياس ليساعده السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم، حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة.

وبالنسبة لأنواع السكري الدكتور دهيمات أن هناك نوعين ،الأول يعتمد على الأنسولين ، ونسبة الإصابة به 10% من حالات الإصابة بالسكري، ويحدث في سن مبكرة أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ ، والثاني غير معتمد على الأنسولين، وهو الأكثر شيوعاً ، حيث إن نسبة الإصابة به تشكل حوالي 90% من حالات مرضى السكري، ويحدث في منتصف العمر أو بعده .

وإلى تفاصيل الحوار...

من خلال متابعتك للمرضى وضح لنا مضاعفات مرض السكر وأعراضه ؟

بالرغم من غياب الأعراض في معظم حالات مرض السكر إلا أن مرض السكر هو أكبر أسباب العمى في العالم حاليا كما هو أكبر أسباب الفشل الكلوي وبتر الأطراف والضعف الجنسي وعامل أساسي في حدوث جلطات القلب والمخ والقدم السكرية.

هل القدم أكثر المناطق عرضة للإصابة بالتقرحات لدى مريض ؟

بالطبع القدم أكثر المناطق التي يمكن أن يتعرض فيها مريض السكري للإصابة بالتقرحات والجروح ، وكل مريض سكري معرض للإصابة بهذه التقرحات، وليس هناك سن معينة لذلك.

ما مضاعفات الإصابة بمثل هذه التقرحات والجروح ؟

من أهم مضاعفات التقرحات ظهور الالتهابات الجلدية السطحية، والالتهابات في القدمين والساق ، ومن الممكن أن تتطور الأمور إلى الإصابة بالتسمم في الدم، والتهاب الجلد والأنسجة الرخوية من الأطراف الرئوي الذي يسبب الغرغرينة، التي تجبرنا على بتر العضو.

إهمال العلاج وخطورته

لماذا يهمل البعض من مرضى السكري علاج التقرحات ؟

للأسف، يتم إهمال التقرحات لأن المريض ببساطة لا يشعر بإصابته بها، وهذا بالتأكيد يشكل خطورة كبيرة على المريض، أضف إلى ذلك عدم وجود الوعي الصحي، وحرص المريض على الإجراء الدوري للفحوصات الخاصة بالسكري والعلاج

ما هي آثار مرض السكري على الكلى والمثانة ؟

ضرر الكلية الناتج عن داء السكري يكون سببه عادة التغييرات في أوعية الدم الصغيرة المؤدية إلى نظام التصفية في الكلية أو لأوعية الدم الأصغر ضمن نظام التصفية نفسه، وعملية بدون ألم تماماً ولا يمكن اكتشافها، حتى من خلال الفحص الجسمي من قبل الطبيب .

لكن الاكتشاف المبكر للضرر في الكلية ، ممكن من خلال فحص نسبة البروتين المسمى البومين «ءٌقٍِّيَ» الذي تفرزه الكلى في البول، ويتم فحص البول بفحص خاص في المختبر.

وإذا تم اكتشاف الضرر في الكلية، فإن الأدوية الخاصة بارتفاع ضغط الدم التي تدعى موانع «Ace» تساعد على حماية الكلى من أي ضرر زائد للكلية بسبب داء السكري.

ما هي علاقة إصابة السكري بوظائف الكلى والمثانة

التبول بكميات صغيرة من البول في مرات متزايدة ، في النهار والليل الشعور بحرقان غير مريح أو الألم عند التبول .

ويعتبر الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم احتمال أكبر من الإصابة بالتهابات في المهبل، والمثانة والكلى من الأشخاص غير المصابين بداء السكري، وتعتبر التهابات الكلية والمثانة أكثر شيوعاً عند النساء بسبب قصر الإحليل وهو الأنبوب الذي يمر فيه البول من المثانة إلى خارج الجسم، وعادة يحدث التهاب المثانة والكلية سوياً، وتناول المضادات الحيوية أحيانا عن طريق الفم تؤتى بفعالية كبيرة ،ويعتبر العلاج السريع لالتهابات المثانة والكلية مهم لأن هذه الالتهابات ، إذا سمح لها بالاستمرار،قد ينتج عنها ضرر من للكلية .

ما هي أعراض الإصابة بالسكري على الجهاز العصبي وهل هي مؤلمه؟

الأعراض التي تحدث تعتمد علي نوع العصب المصاب، و في أغلب الأحوال يصاب العصب الحسي بالأرجل وأحياناً بالذراع، نتيجة مرض السكر وقد يسبب هذا التأثير الشعور بالتنميل، الألم الشديد وتخدير وعادة تبدأ هذه الآلام في مقدمة الأصابع (القدم، اليد) وتبدأ في الانتشار بشكل تدريجي، وتأذي الأعصاب يمكن أن يسبب فقدان الإحساس في القدمين أو الإحساس بالألم و الحرقان في القدم ،إذا لم يتم علاج هذه الأعراض ، قد تؤدي إلي حدوث فقدان للإحساس في الأطراف.

صحة العين

هل للسكري تأثير على الشعيرات الدموية بالجسم خاصة الموجودة في شبكة العين؟

ارتفاع نسبة السكر في الدم له تأثير ضار على الشعيرات الدموية الموجودة في كافة أعضاء الجسم خاصة شبكية العين إذ يسبب ضرراً في الأوعية الدموية البالغة الصغر في مؤخرة العين، والاسم العلمي لهذا الضرر هو الاعتلال الشبكي الناجم عن داء السكري و يزداد معدل الإصابة به مع طول فترة المرض إذ يبلغ معدل الإصابة تقريباً 80% بعد مرور 15 عاماً من الإصابة بمرض السكر.

وتؤدي الإصابة بمرض الشبكية السكري إلى فقدان البصر في حوالي 35% من المصابين خلال 5 سنوات من اعتلال الشبكية خاصة مع عدم الاهتمام بتنظيم مستوى السكر في الدم .

كم أن المصابين بالسكر عرضة لفقدان البصر، فإذا كنت مصاباً بالسكري، تكون عرضة لخسارة جزئية في البصر من جراء الاعتلال الشبكي الناجم عن ضرر السكري، وبغض النظر عن نوع داء السكري الذي تعاني منه، وعن سنك، أو حتى عن مدى ضبطك لمستوى السكر في الدم.

كما يجب أن تخضع بصورة منتظمة لفحص العينين عند اكتشاف داء السكري لأول مرة، ثم بعد ذلك مرة على الأقل كل سنتين.

هل هناك وصايا أو نصائح تؤد التأكيد عليها لمريض السكري ؟

على كل مريض الاهتمام والوعي الصحي بحالته ومرضه ومتابعة طبيبة بشكل دوري ، وبخصوص الفحص الذاتي للقدم، يجب أن يتفقد مريض السكري جميع أجزاء جسمه، وخاصة قدميه، حتى يجنب نفسه الإصابة بالتقرحات أو الجروح، وعلاجها فور الإصابة بها لتجنب المضاعفات الخطيرة الناتجة من إهمال مثل هذه الحالات. الحفاظ على نظافة القدمين وغسلهما يوميا بالماء الدافيء والصابون، وتنشيفهما جيداً ، وتقليم أظافر القدمين بعناية، وعدم ترك حافة الظفر حادة.

يجب استخدام الأحذية المريحة، ويفضل استخدام الجوارب القطنية أو الصوفية، والبعد عن الضاغطة منها، وتجنب المشي حافي القدمين، وعدم تعريض القدمين للماء البارد جداً أو الحار جداً لمدة طويلة.

اعتلال الشرايين المحيطة

إصابة الشرايين المُحيطية (الطرفي) {Peripheral Arterial Disease {PDAz من الأمراض غير المُقدرة حق قدرها عند مرضى السكري ، وتلك الشرايين (الأوعية الدموية) التي تقع في الذراعين والرجلين تحمل الدم من القلب لهما، وتختلف إصابتها عند مرضى السكري عن غير المصابين من حيث الأعراض أو الملامح السريرية وطريقة العلاج.

ففي مرضى السكري عادة يُصيب مرض الشرايين المُحيطية الشريان الظنبوبي تحت الركبة، ويظهر الإصابة بالاعتلال نسبة 20% من مرضى السكري بعد سن الأربعين و 29% بعد سن الخمسين ، والمرضى الذين يكون لديهم اعتلال الشرايين الطرفية غالباً ما يكونون مُصابين باعتلال الأعصاب الطرفية السكري والذي بدوره يؤدي إلى نقص الإحساس والخدران في الأطراف مما يجعل أعراض نقص التروية الدموية للأطراف غير واضحة أو شبه خفية نتيجة اعتلال الأعصاب ( الطرفية )حتى تصل إلى مراحل مُتقدمة من المرض مؤدية إلى موت الأنسجة الغرغرينة أو ألم الساق أثناء الراحة .

وعادة نقص التروية للرجل يؤدي إلى حدوث ألم في الساق أثناء المشي مما يجبر المُصاب على التوقف، ويُسمى التعرج المُتقطع لكن عند مرضى السكري يمكن أن يكون العرض على شكل تعب وإرهاق.

دبي ـ «البيان»





http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1250779335234&pagename=Alb ayan%2FArticle%2FFullDetail