هنا وعلى هذه الشرفة المتهالكة كان يقف ..
وعلى هذا الكرسي كان يجلس...
ثم ينهض ليسقي زهرة الياسمين هذه ..
ويطعم طائر الحب فتات الخبز اليابس ...
أما أنا فقد كنت هناك ...
أراقبه من بعيد ...
لم يكن يعلم بوجودي..
ولم يكن لوحده...
لقد كانت برفقته...
نعم سيسمران معاً...
ككل ليلة ...
وسيمارسان الحب والقبلات ..
على مرأى ومسمع من المارة ...
اما انا فسيحترق قلبي .. ألما وحزنا عليه...
وسيتكرر سيناريو حبهما المزعوم..
نعم سيمسكها كعادته بشغف ..
سيقربها اليه ..ولن تقاوم وسترضخ ...
سيعترف بحبه لها من جديد..
وبأنه لايقدر على مقاومة هذا الحب ...
لانه ضعيف الارادة امامها ...
وسيخرج كعادته .. عن السيطرة...
ولن يقوى على ضبط نفسه ...
سيقربها اليه اكثر فأكثر ...
سيدنيها من شفتيه...
وسيلتقم كالمسعور فاها..
ليمتص ريقها المعسول...
عله يطفئ براكين العشق الثائرة ...
وسيتكرر هذا المشهد كل ليلة وكل ثانية ...
لأنه ادمن هذا الحب بإرادته...ولن يستطيع الخلاص منه بسهولة....
لكن في يوم من الأيام سيدرك انه على خطأ...
لأنه سيكون احدى ضحاياها ...
حينها سيحملها بيديه جثة هامدة...
بعد ان قتلها ...لا بل بعد ان قتلته هي ...
وسيضع اعقابها على هذه الطاولة ...وسينصرف ....
ولكن بعد ماذا ؟؟؟؟
بعد مادق على صدره السرطان والسل واليرقان ...
وراح ضحية لأعقاب سيجارة...
اما انا فسأعود لهذه الشرفة كلما شعرت بالضيق والشوق اليك ياخالي ..
لأبكي بقايا اطلالك واسقي زهرة الياسمين واطعم طائر الحب فتات الخبز اليابس..
بقلم انفاس الرحيل