العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-27-2010, 11:09 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية تعب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

تعب غير متصل


الباذنجانة والمرأة

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب



الباذنجانة والمرأة



قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:



في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،
سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.



وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم،
وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفةالمسجد.



مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري بهطعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع،
فرأىأنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أنيسرق ما يقيم صلبه.



يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرفتفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أوممنوع.



وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقةوالسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح،
فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصرهوابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس منجوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتينمن السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بهاباذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فماكاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه،
وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علممقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟



وكبر عليه ما فعل، وندمواستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهولا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع،
فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأةمستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه،
فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هلتريد الزواج؟ فسكت،
فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج؟قال:يا سيدي،ما عندي ثمن رغيف والله فلماذاأتزوج؟



قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبةعن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها-
وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجدرجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولادالحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟قالت: نعم.




فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عنالتلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عنوجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدارفعضها؟؟



فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرةالأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام،
فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتهابالحلال



اللهم قد عظمت ذنوبنا, وقصرت آمالنا إلافيك, اللهم فاعصمنا من الزلل, ووفقنا لصالح القول والعمل, وهب لنا من أمرنا رشداً, ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنضلّ ونشقى.













رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir