(هل الاختلاف رحمة)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
ننقل لكم السؤال والجواب لشيخنا الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله

هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال فيما معناه: (بأن اختلاف العلماء والأئمة رحمة)، أفتونا في ذلك؟

الجواب

لم يأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هذا من كلام بعض السلف، الاختلاف في الصحابة رحمة، والصواب أن الاختلاف ابتلاء وامتحان، والرحمة في الجماعة والاتفاق، ولكن الله سبحانه يبتلي عباده بالخلاف حتى يتبين الراغب في الحق والحريص على التفقه في الدين ومعرفة الدليل، قال جل وعلا: ..وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ.. (118-119) سورة هود، فجعل الرحمة للمجتمعين، قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. (103) سورة آل عمران، فالاختلاف ابتلاء وامتحان والتعاون على البر والتقوى من الرحمة، وفق الله الجميع.

ونكمل لكم جواب شيخنا حيث قال رحمه الله

قد نحتار بسبب إختلاف العلماء في بعض المسائل ، مع أننا نرى أن الكل يتخذ"الكتاب والسنة"منهج له !!
ولقطع الحيرة ولتطمئن القلوب فهذا جواب عن أسباب إختلاف العلماء ؟!
أجابه فضيلة الشيخ ابن باز
_رحمه الله_ بصورة سهلة وموجزة قال :
"أسباب الإختلاف ذكرها العلماء_رحمهم الله_في كتبهم وذالك لأن :
١/المسألة قد يكون فيها أدلة كثيرة يخفى بعضها على بعض الناس .
٢/وقد تكون مسألة ليس فيها إلا أدلة قليلة تخفى على بعض الناس فيختلفون في الأحكام على حسب علمهم .
فهذا يبلغة الدليل فيقول أنها واجبة أو مشروعة والآخر مابلغة الدليل فيقول إنها غير مشروعة أو غير واجبة .
فأسباب الإختلاف هو :
( بلوغ الدليل وعدمه ، واختلاف الفهم أيضا )
فقد يفهم الإنسان من النص مالا يفهمه الآخر من العلماء .
وكل من اجتهد وتحرى الحق فهو على خير عظيم إذا تحرى الحق وهو من أهل العلم والبصيرة واجتهد فهو ببين أجرين إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر .
*فأسباب الإختلاف هو :
إختلاف الفهم
ثم الإختلاف في الإطلاع على الأدلة وبلوغ الأدلة . "
انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..