مرايا ستبقى تُضئ

في عمق الألم الذي قد نشعر به

في ظل الحزن الذي يكبل ارواحنا ولا يمنحنا القدره على التنفس

ثمة ضوء شفيف يفصلنا عن الدفء بالرغم من كل الصقيع الذي قد يلفنا

ثمة ترانيم كثيره قد تسامر قلوبنا وتخرجها من عزلتها




ليس أجمل من أن تنبثق الأنوار من أرواحنا حين تتحد مع من حولها

ثمة جمال يُطوقنا من كل صوب

إنما غشاوة الحزن التي تُغطي بسحابتها أعين قلوبنا تمنعنا عن الإحساس بها

ثمة لغه تنسابُ بعطاء من حولنا..

ولا تُدركها سوى الأرواح المرهفه الرقيقه

ثمة مرايا جمال تنعكس دفئاً

وهي تكسررتابة ايامناالمتثائبه خلف ظلال اللحظات ..

هو الجمال الذي قد نجده.

.

في الانغام العذبه المتأرجحه بين حفيف الاوراق وخرير مياه الينابيع

في رقصات السنابل المتماوجه مع موسيقى الغروب


في اسراب النجوم التي تمر كل ليله تاركةً لمتأمليها حنيناً لا يشبهه حنين !

في تلفت الضوء نحو الحقول...وانعكاسه فوق وجه النهر..وتوهجه ع خد الزهر


في الغيوم التي تطرق ابواب السماءوتتشكل اسراباً..تسير...تقف..تتعانق وتتلاشى

في الشواطئ التي تتنهد مع كل خفقه موج ٍوتلفظ مع كل تنهيده همس العابرين

في المساء الذي يأتينا عابقاً بسكينة العشاقوهدوء المكان

في الشمس الغاربه وهي تتهيئ لمصافحةالبحر

وتنسج من خيوطها الذهبيه لآلئ تبهر النظر قبل أن تنام خلف المدى



في الطيور المغرده موسيقى الأثير... المستحمه بعطر البساتين الفواحه

وهي تتجمع اسراباً لتعزف للمدى أجمل التغاريد

في الورودالتي تستقبل بأجفانها الناعسه وجه النهار

وتُخبئ قطرات من عبيرهالتصحو عطرةً مع كل صباحٍ جديد..

في همس عاشقين يزرعان شوقهما فصول الحب..

ويقطفان من خدود الحنين أجمل الأمنيات..

في غفوة طفلٍ يتهادى في سكونه على سرير الأحلام..

قاطفاً من براءته ابتسامات تبلسم الجراح..

في قلوب أمهات تُزيل من أرواح ابنائها شقاء الزمان

وترسم للمستحيل دروباً تُفتح لها الأفاق

وتحوك لهم من نور عينيهاآمالاً تشوبها العتمه


إنها مرايا تتدفق دهشة في قلوبنا

التي تبحث عن لحظات نور لاتُطفئها ظلمات الأقدار