تثير شخصية الأمير نايف بن عبد العزيز الوريث الجديد لعرش المملكة والحاكم المستقبلي المحتمل جدلاً واسعاً غير مسبوق في الصحف الغربية حول مستقبل الحكم في المملكة في وقت يشهد تغييراً لم يسبق له مثيل في الداخل وعلى مستوى الشرق الأوسط كله
ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الكتاب الغربيين أن الأمير نايف بن عبد العزيز حليف جيد لبلادهم في مواجهة إيران التي يشتهر بمواقفه المتشدد منها بينما يرى فريق آخر أن شخصية الأمير نايف بن عبد العزيز تمثل تهديداً خطيراً لمستقبل السلام في المنطقة
ويشيد كتّاب بجهود الأمير نايف في مكافحة الإرهاب عندما كان وزيراً للداخلية وقدرته على تفكيك شبكة لتنظيم القاعدة في السعودية
لكنهم من ناحية أخرى يحذرون من "ردة إصلاحية" قد تمنى بها البلاد إذا ما تقلد حكمها أمير معروف بشخصيته المحافظة وعلاقاته الوثيقة بعلماء الدين الذين يؤيدون الفصل بين الرجال والنساء ويقاومون محاولات إجراء إصلاحات متواضعة مثل إقامة أول جامعة للتعليم المختلط في البلاد ومنح النساء حق التصويت
وتقول الكاتبة برونوين مادوكس في مقال لها بصحيفة "التايمز" البريطانية "الأمير نايف الذي اختير وليا للعهد ذاع صيته بأنه رجل متشدد إبان فترة توليه وزارة الداخلية حيث بدا متضايقاً من سلسلة الإصلاحات التي أعلنها الملك عبد الله"
وتضيف "غير أن المسئولين الأمريكيين الذين يؤيدون صعود نجمه يتحدثون فيما بينهم أن ولي العهد السعودي الجديد سيدير الأمور بواقعية وسيتخذ موقفاً متشدداً ضد إيران"
في حين وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في أكثر من مقال أن الأمير نايف بن عبد العزيز قبيل تعيينه ولياً للعهد هو رجل يتمتع بشخصية نافذة بشكل واسع وواقعية وعملية ونسبت الصحيفة لخبراء قولهم إن الأمير نايف "رجل صريح وله قناعاته الخاصة حول مختلف القضايا ونزعة لاستئصال أي تهديد فعلي"
ووصفه دبلوماسي غربي "بأنه شخصية واقعية محافظة على قناعة بأن الأمن والاستقرار أمران ضروريان للحفاظ على حكم آل سعود وضمان الرخاء للمواطنين السعوديين"
فقد كتب "ريتشارد سبنسر" في صحيفة " ديلي تلغراف" البريطانية أن تعيين الأمير نايف المعروف بتشدده ومواقفه من الدعوات الإصلاحية وتصنيفه على أنه من المحافظين فى منصب ولى العهد الجديد قد يحدث ردود فعل شعبية غير مرغوبة للعائلة المالكة
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه تهنئة الى القيادة السعودية اثر اختيار الامير نايف وليا للعهد مشيراً الى ان الولايات المتحدة "تعرف تاريخ نايف وتحترم" التزامه مكافحة الارهاب
وأضاف اوباما في بيان صادر عن البيت الابيض "اهنئ الملك عبدالله والسعوديين بعد اختيار الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية"
وتابع "لقد خدم الأمير نايف بلاده بتفان وامتياز اكثر من 35 عاما كوزير للداخلية والولايات المتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن في المنطقة"