العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2013, 01:53 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

شــاعرهـ_اداريه

 
الصورة الرمزية على النيه
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

على النيه غير متصل


Smile35 [ خــوآطــر ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قد يكون للمرء مال وفير, وولد كثير.
وقد يكون ذا رئاسة, وتحته من يأتمر بأمره, وينتهي عن نهيه.
وقد يكون لديه ممتلكات من مزارع وعقارات، وأموال.
وقد يكون ذا علم, ولديه طلبة يتقلدون رأيه, ويصدرون عن قوله.
وقد يكون له أولاد وعشيرة يلبون رغباته، ويدفعون عنه السوء.
ولا ريب أن ذلك من النعم التي يستوجب شكرها, ويُسْتَنْكر كُنودُها.
ولكن يحسن بمن كانت هذه حاله ألا يركن إلى ما تحت يده, ويجدر به أن يوطن نفسه على ذهابه وزواله؛ ذلك أن هذه الأشياء التي تكون طوع يمينه وشماله, والتي يظن أنها سبيل سعادته _ قد تكون سبب شقاوته, وقد يتعلق بها؛ فَتَسترِقُّه, وتذله؛ فيكون أسيراً لها, مكبلاً في أغلالها؛ لأنه يُرى في الظاهر أنه هو السيد, وهو المالك بينما الحقيقة تقول غير ذلك؛ إذ هو المَسُودُ المملوك من جهة أنه لا يستطيع الاستغناء عن هذه الأشياء؛ فيكون فيه وجهُ عبوديةٍ لها من هذه الناحية.


ولهذا قال النبي"في الحديث الذي رواه مسلم: (ليس الغنى عن كثرة العَرَض, وإنما الغنى غنى القلب)
.
وجاء في حكمة الحكيم اليوناني ديوجونيس الكلبي قوله: "ليس الغنى بكثرة ما تملك إنما الغنى بكثرة ما تستغني عنه".




ولله در الإمام الشافعي إذ يقول:



رأيت القناعة كنز الغنى
فصرت بأذيالها ممتسك
فلا ذا يراني على بابه
ولا ذا يراني به منهمك
وصرت غنياً بلا درهم
أمرُّ على الناس شبه الملك






ولله در أبي فراس إذ يقول:



إن الغنيَّ هو الغنيُّ بذاته

وَلَوَ آنَّه عاري المناكب حافي
ما كل ما فوق البسيطة كافياً
فإذا قنعت فكل شيءٍ كافي





ولا سبيل إلى الوصول إلى هذا السر إلا بتجريد التوحيد لمن بيده ملكوت كل شيء؛ فذلك هو سر السعادة، وسبيل العزة، وطريق الحرية الأعظم

*************

يقول الله _ عز وجل _ في سورة الشورى:

(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )(28) الشورى.





هذه الآية واضحة في دلالتها؛ حيث يبين الله _عز وجل_ أنه ينزل الغيث عند اشتداد حاجة الناس، وعندما تبلغ بهم الشدة مبلغها، ويسيطر اليأس على القلوب؛ فتلك سنة الله _ عز وجل _ فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً.




هذا في شأن الغيث، وغيره، وهكذا الأمر في شأن الذنوب؛ حيث يبلغ اليأسُ بالعبد مبلغه عندما يتمادى فيها، وربما يوقعه الشيطان في القنوط من رحمة الله، فيرى ذلك المذنب أن لا سبيل إلى التوبة، وأنه ممن كتبت عليه الشقاوة؛ فما يلبث أن يتلاقاه الله برحمته، ويمن عليه بنفحة من نفحاته؛ فإذا السعادة تقبل عليه، وإذا أنوار الهداية تملأ ما بين جنبيه.

هذا في شأن الأفراد، وقُلْ مثل ذلك في شأن الجماعات؛ فالله _ عز وجل _ ينشر رحمته، وهو الولي الحميد.









من كتاب ( خواطر ) للشيخ ( محمد بن ابراهيم الحمد )

*
*













التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir