قوله أصبح :
أي أصبح في ذلك اليوم ،
وفيه إشارة إلى أن المؤمن عليه ألا يحمل هم المستقبل فإن أمره بيد الله
وهو الذي يدبر الأمور ويقدر الأقدار وعليه ان يحسن الظن بربه ويتفائل بالخير.
قوله :
آمناً في سربه :
قيل المعنى :
في أهله وعياله ، وقيل : في مسكنه وطريقه ، وقيل :
في بيته فهو آمن أن يقتله أحد أو يسرق بيته ،
او ينتهك عرضه.
والأمن من اعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام ، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها ،
كالذين يعيشون في البلاد التي يختل فيها النظام والأمن ،
قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )).{الأنعام}.
وقد وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد وأخلصوا الإيمان ،
وعملوا الصالحات ،
قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم
فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي
لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)).
قوله معافى في بدنه :
أي صحيحاً سالماً من العلل والأسقام ،
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من البرص
والجنون والجذام ، ومن سيئ الأسقام
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحاً ومساءاً
أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ...)) الحديث.