قصة من الواقع:لعنة الغواية

صاحب هذه الحكاية »أ« كان يشغل وظيفة ومركزاً مرموقاً وصاحب أسرة محترمة.. حيث يعول زوجة وأربعة أطفال.. كان لا يعرف غير البيت والعمل والمسجد.. يخاف الله كثيراً.. ويحترم أهله وأصدقاءه ويحب زوجته وأولاده بشدة.. وكان يخشى على نفسه من السقوط في المحرمات.. حتى حضر أحد الأصدقاء وعرض عليه حضور حفلة في أحد الأماكن الخاصة فاعتذر في البداية.. ولكن اصرار الصديق جعله يفكر بالأمر.. وفعلاً وافق على الذهاب إلى الحفلة التي لا يعلم ما يدور فيها.
يقول: عند حضوري إلى الحفل وجدت رجالاً ونساء وموسيقى صاخبة واضاءة خافتة.. أحسست أنني في مكان غريب غير مألوف بالنسبة لي.. جلست في مكان معزول وحدي حتى حضر صديقي وقال لي: ماذا تشرب..؟ فقلت له: قهوة.. فضحك بصوت عال.. وقال: يا مسكين لا يوجد قهوة في هذا المكان فسألته: وماذا يوجد..؟ قال: يوجد جميع أنواع الخمر وكل ما لذ و طاب.. فقلت: لا أشرب.. فقال: أشربها مرة واحدة ولن تضرك.. ثم التفت صديقي إلى فتاة جميلة جداً وهمس في أذنها بكلمات لم أسمعها.. ولكن الفتاة بعدها اتجهت نحوي.. وقالت لي بكل دلال الأنثى.. ألا تعجبك؟.. فقلت والخجل يملأ وجهي لا حاشا لله أنا لا أشرب المحرمات.. وقالت: إذا كنت تقدرنا فاشرب كمية قليلة وغلب علي الشيطان وشربت كثيراً حتى لم أعلم ماذا حدث بعدها غير أني وصلت البيت مع صوت آذان الفجر ووجدت زوجتي في الصالة تقرأ القرآن.. فخجلت من نفسي كثيراً.. وقالت: ما بك..؟ فلم أرد وذهبت إلى غرفة النوم ولم أذهب إلى الدوام في اليوم التالي حيث أنني شعرت بالإرهاق والتعب.. وكانت الفتاة قد شغلت تفكيري.. واتصلت بصديقي الذي كنت سهراناً معه وطلبت منه أن يطلب من الفتاة أن تتصل بي ولبى طلبي على الفور.. وبعد نصف ساعة قامت بالاتصال بي وأخذت تكلمني كلاماً معسولاً فيه إثارة.. ودعتني إلى زيارتها في بيتها.. وهناك فعلت كل أنواع الإغراء.. وكانت هذه الفتاة مثل السحر.. نسيت بيتي وعملي وبقيت معها لمدة أسبوع.. ثم ذهبت بعد ذلك إلى البيت فوجدت زوجتي وابنائي ينتظرونني على أحر من الجمر.. فسألتني زوجتي: أين كنت؟ فقلت بكل غضب: أنا لست صغيراً.. فصمتت.. فذهبت إلى الغرفة لأستريح.. وبعدها بساعتين اتصلت بي صديقتي وطلبت مني الحضور لإخباري بمفاجأة جميلة.. فقمت على الفور وبدلت ملابسي وذهبت إلى صديقتي.. حيث دعتني للذهاب لقضاء سهرة ممتعة تقيمها إحدى صديقاتها.. وذهبنا إلى هناك ولا أعرف أن القدر ينتظرني.. فوجدت مجموعة من الأشخاص يجلسون على طاولة مستديرة.. فسألت صديقتي: ماذا يفعلون؟ فقالت: هؤلاء يلعبون القمار فإذا كنت رجلاً لا تخاف فالعب.. فقلت لها: كيف؟ فقالت: أكتب شيكات والأصدقاء لا يمانعون.. وبدأت ألعب وخسرت في هذه الليلة أكثر من أربعة آلاف دولار.. وتوالت الخسائر كل ليلة.. وكانوا يرددون بكرة تكسب.. هذه الكلمة هي التي ضيعتني.. وفي الليلة الأخيرة كان يوجد في جيبي 800 دولار فقط.. وهذا كل ما أملكه من النقود.. وفي هذه الليلة قالت لي صديقتي: إذا كان الرجل يحب صديقته يرمي عليها النقود أكثر من باقي الرجال وهي ترقص.. فرقصت.. ووجدت أحد الأشخاص يقوم بإلقاء النقود على صديقتي.. فأصابتني الغيرة.. وقمت بإلقاء كل ما في جيبي وهو 800 دولار.. وعند هذا الحد نفذت كل أموالي.. وأصبحت مفلساً لا أملك شيئاً في البنك.. وطلبت من صديقتي سلفة.. فقالت: لا أستطيع أنا علي ديون كثيرة.. فقمت ببيع سيارتي ولعبت مرة أخرى وخسرت.. فذهبت إلى زوجتي أطلب منها مالاً.. فقالت: ما عندي.. لكن خذ ذهبي وذهب الأطفال وبعه.. وكانت نظرات الحزن والأسى باديان على وجهها.. لقد أصبحت دون إحساس فاقداً للضمير.. سددت ديوني بعد أن بعت ذهب زوجتي وبناتي.. وعدت ألعب القمار مرة أخرى فخسرت كل ما عندي.. وجاء والد زوجتي إلى منزلي وصار يكلمني ويحاول أن يهديني بالكلمة الطيبة ولكن قلبي كان عليه غشاوة حيث أخذت أشتمه بألفاظ غير لائقة وقمت بتطليق زوجتي أمامه.. فأخذ ابنته وأطفالها معه وبقيت في البيت وحدي.. وعدت إلى صديقتي مرة أخرى.. وقالت: لا يهمك بع البيت وتعال اسكن عندي.. وفعلاً نفذت ما طلبت مني وبعت البيت وأخذت مني 20 ألف دولار.. وقالت لي: هذا حقي.. وكنت لا أستطيع أن أرفض لها طلباً.
وذات يوم بعثت لي ابنتي رسالة صغيرة كتبت فيها »أبي نحن نحبك وأمي تحبك.. خاف الله فينا.. عندما قرأت رسالة ابنتي شعرت أن شيئاً ما بداخلي يهزني وانهمرت الدموع من عيني.. وقد وصلت إلى مرحلة الانهيار.. فظلمت نفسي وظلمت من حولي.. فخسرت كل شيء.. نفسي وبيتي وزوجتي وأطفالي.. ولكن لن ينفع الندم.. فقد ضاع كل شيء.. وأنا استحق ذلك.. ولا أستحق الرحمة والشفقة.

ام هزاع