بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
الإكثار من ذكر الله تعالى
الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ،
وفكاك من أسر الهوى ،
وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، وما أعده له من النعيم المقيم ،
بل هو سلاح مقدم ، من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية :
(( فإذا جاءوها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ،
قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ،
ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ،
ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث ))
رواه مسلم في صحيحه .
ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال ،
وأطهر ما يمر بالفم ، وتنطق به الشفتان ،
وأسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي ،
والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم
أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ،
وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ، أو يدفعوها إذا أوشكت ،
ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ،
وأنه على كل شيء قدير ،
وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته ، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء ،
حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
سورة الرعد آية رقم 28
أيها المسلم يا رعاك الله:
لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله .
يقول جل وعلا في الحديث القدسي :
(( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))
رواه البخاري ومسلم .
واشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد ، فسألته خادما ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ،
إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ،
واحمداه ثلاثا وثلاثين . وكبراه أربعا وثلاثين ؛
فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان )).
فقال علي رضي الله عنه : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال رجل : ولا ليلة صفين ؟
قال : ولا ليلة صفين . رواه أحمد
وليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين
هذا وللحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب