انتشار العري

بسم الله الرحمن الرحيم
إنه لأمر مؤسف جدا والله ذلك التعري المخزي المنتشر في الأعراس والأفراح باسم الموضة والتقدم..فقاتله الله من تقدم أو حضارة ذلك الذي يجرد الإنسان من ملابسه وعقله..
إني والله لأتعجب من امرأة تزعم أنها تملك العقل ثم تلبس تلك الملابس المشينة العارية ..و تظهر بها أمام الأخريات بكل بجاحة وقلة حياء وأدب..وإذا أنكرت عليها إحداهن مطت شفتيها ثم زمتها ثم وضعت يدها على خصرها ونظرت إليها بطرف عينها وهي تقول لها بأنها متخلفة لا تعرف الموضة..لا بارك الله فيها من موضة التي تجعل الإنسان الذي كرمه الله بالعقل ينزل إلى مصاف الحيوانات البهيمية..
إني لا ألوم الحمار على أنه لم يلبس شيئا..أوأُلبس بردعة لا تستر جسده..ولا ألوم القرد على عريه ..لأن تلك ما هي إلا عجماوات لا عقل لها..بل ولو رأيت مجنونة-نسأل الله العافية- تسير في الشارع وهي تلبس ثوبا له كم واحد أو رأيتها تلبس ثوبا لا يستر صدرها وظهرها معلق بخيوط رفيعة لوتعثرت فيه لانقطع ذلك الخيط الرفيع وسقط ذلك الثوب.. أو ثوبا له فتحات في جانبيه تصل إلى فخذيها!!!..أقول لو رأى أحد مجنونة تسير بذلك الشكل لحمد الله على العافية وشكره سبحانه على نعمة العقل تلك النعمة العظيمة..ولسار وهو يلهج بالشكر للحي القيوم الذي أكرمه بالعقل..
ولكن المصيبة ممن تزعم أن لها عقلا عظيما (عقل إنسان أنعمه الله وكرمه) ثم إذا نظرت إلى ملابسها العارية في الأفراح والمناسبات..لكذبت مزاعمها..ولأخذ بك العجب كل مأخذ!.. أحقا لهذه الإنسانة من عقل؟!!..

أيتها الفاتنة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته...
إليك هذه الكلمات..تخرج مكللة بالكثير من الزفرات..ويحيط بها الكثير من الحسرات
نعم أيتها الفاتنة..يحق لنا أن نرفقها بالزفرات والحسرات..لما رأيناه منك من أمور
تهز الجبال الراسيات..ومع ذلك نراك لا تكترثين..ونذكرك كثيرا فلا تعتبرين..
نعم إليك يا من لبست العاري من الثياب والفساتين ..إليكِ لعلك تعتبرين..
ولعله يكون لهذه الكلمات صدى في قلبك فيأن بعدها ذاك الأنين..
ويعاهد الله على الرجوع إليه وترك طريق المضلين..
فلتسمعي مني بهدوء ..ولتتفكري في كلماتي بعمق..بعيدا عن التعصب والهوى..
إن الكثير ممن يلبسن تلك الثياب والفساتين..لايخرج هدفهن والله أعلم عن أحد هدفين..
إما أن تكون ممن يلهث وراء الموضة..فتستقبل كل ماهو جديد بالتهليل والترحيب..
دون التفكر في شرعيته..وحله من حرمته..
وإما أن تكون ممن تقصد بذلك الفتنة فتكون بذلك ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين
آمنوا..وإني أعيذك بالله أن تكوني منهم..
إني لأتعجب أيتها الأخت المباركة مما فعله بك أعداء الإسلام..وخصوم الملة..
إذ أن الله جل في علاه فطر الناس على حب الستر وكراهة التعري..
وذلك منذ عهد أبينا آدم عليه السلام..عندما قال الله عنه وعن حواء..
((فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة))..
إذا فالبشرية مجبولة بالفطرة على حب الستر وما ناقض ذلك من التعري فإنه خلاف الفطرة
ولكنك مع ذلك يا أخية تلهثين وراء الفساتين العارية لهثا..وتصادمين بذلك الفطرة السوية..
وإنه ليزداد عجبي من بعض النساء.. اللاتي يرين في ذلك العري جمالا ومظهرا أنيقا..
ولقد جبلك الله على أحسن فطرة ((فطرة الله ومن أحسن من الله فطرة))..فما صادم تلك الفطرة
فليس والله من الجمال في شيء..أرجو أن تفكري يا من لبستِ العاري من الثياب في عدد المفتونات بك من النساء ..فكري بمن رأينك ثم سلكن طريقك وسرن على نهجك هل تستطيعين أن تتحملي أوزارهن جميعا..ألا يكفيك ما عليك من الآثام حتى تزدادي إثما؟!!!..
فكري أيتها المباركة في حالك يا من تقولين إنما ألبسه بين النساء..فحتى وإن كان بين النساء فإنه قد بلغنا صور للعري الفاضح لا تجوز حتى وإن كنت بين نساء!!! ..ثم فكري لو خرجت من هذا الزواج ثم حصل لك أمر من الأمور أدى إلى أن تنقشع عباءتك قبل دخولك للسيارة..تفكري في حالك المخزي أمام الرجال..وتفكري في منظرك بذلك العري الفاضح!!..
بل فكري لو حصل لك حادث وأنت تلبسين تلك الثياب..فاظطر عدد من الرجال لنقلك
إلى الإسعاف ثم إلى المستشفى!..
تخيلي منظرك بذلك العري أمام عدد من المرضى والأطباء والعاملين.....وغيرهم!!
أيسرك أن تظهري بذلك الفستان العاري أمام نظر أولئك..
راجعي نفسك وقفي معها وقفة جادة صادقة..ولا تتغافلي عن هذا الأمر وتهونينه على نفسك..
فإن الوقوف غدا بين يدي الجبار ليس بيسير..وقد يكون الحساب عسير..فكيف النجاة وما المخرج
حينئذ..إن لم يسبق الموقف توبة صادقة..وعزيمة تهز الجبال الرواسي..
انظري إلى أخواتك المتسترات العفيفات..والله ما ازددن بتسترهن إلا جمالا..وما ازددن إلا حسنا..
ويكفيهن أنهن قلن لأوامر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام [سمعنا وأطعنا]..ولم يترددن..يكفيهن شرفا طاعة الله ورسوله..
فهلا راجعتِ نفسك وتركت ذلك العري الفاضح؟؟!!!

من الآن عاهدي الله على التوبة..وضعي يدك في يد أخواتك الصالحات..لتسيري على
درب الهدى والرشاد..وأسأل الله أن يسترك في الدنيا والآخرة..

م /ن