صباحكم مسائكم نفحات
زهر و إيمان منقحة بـ روح وريحان
بـ شذى الورد المحمدي
الحكمة من ترتيب أركان الإيمان
في عدة أحاديث
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان
هناك حكمة - والله أعلم -
في ترتيب أركان الإيمان في الآيات
والأحاديث ، وإن كانت الواو
لا تقتضي ترتيبًا :
₪ فقد بدئت هذه الأركان بالإيمان بالله
لأن الإيمان بالله هو الأساس
وما سواه من الأركان تابع له .
₪ ثم ذكر الإيمان بالملائكة والرسل
لأنهم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ رسالاته
فالملائكة تنزل بالوحي على الرسل
والرسل يبلغون ذلك للناس
قال تعالى
( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى
مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ )
₪ ثم ذكر الإيمان بالكتب
لأنها الحجة والمرجع الذي جاءت به الرسل
من الملائكة والنبيين من عند الله للحكم
بين الناس فيما اختلفوا فيه
قال تعالى
( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )
₪ ثم ذكر الإيمان باليوم الآخر
لأنه ميعاد الجزاء على الأعمال التي هي
نتيجة الإيمان بالله وملائكته وكتبه
ورسله أو التكذيب بذلك ، فكان
مقتضى العدالة الإلهية إقامة هذا اليوم
للفصل بين الظالم والمظلوم
وإقامة العدل بين الناس
₪ ثم ذكر الإيمان بالقضاء والقدر
لأهميته في دفع المؤمن إلى العمل الصالح
واتخاذ الأسباب النافعة ، مع الاعتماد على الله
سبحانه ، ولبيان أنه لا تناقض بين شرع الله الذي
أرسل به رسله وأنزل به كتبه وبين قضائه
وقدره ، خلافا لمن زعم ذلك من المبتدعة
والمشركين الذين قالوا
( لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ
نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ )
سوغوا ما هم عليه من الكفر بأن الله قدره
عليهم ، وإذا قدره عليهم فقد رضيه منهم
بزعمهم
فرد الله عليهم بأنه لو رضيه منهم
ما بعث رسله بإنكاره
فقال
( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
سبحان ربي الأعلى اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ
وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي
لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ
تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ